خزائنُ الجنّة والجحيم !
الجمعة / 06 / جمادى الآخرة / 1441 هـ الجمعة 31 يناير 2020 01:23
وفاء الراجح
قبل أن نضع أرواحنا، نكويها جيدا، نرتبها بجانب الألوان التي تتفق معها، تدخل في خزائن الآخرين فضفاضة وضيقة، مفصّلة بمقاس الاحتياج.
نرتب على رفوفها أعمارًا تكدست فوق بعضها بعضا، متأقلمين طيلة حياتنا بالعتمة والانغلاق.
ننتظر بشغف مناسبة (ما) تستحق أن يفتح الباب لأجلها، والمؤسف أننا نبتهج حين نرى ضوءاً يغسلنا بالظهور، وجسدًا يبعث بنا الخلود.
أنت مجرد خزانة حين تصبح روحك جاهزة للتعلّق؟
وأنا كذلك والناس عندما تقرر أن تحب.
خزانة تنمو بها الأسماء وتنزلق على بعضها كأقمشة حريرية تقاوم مبدأ الالتصاق، مثل قطعة (دانتيل) لا تطيق الاختناق، بمثابة منشفة كتانية لا تمل من أداء دورها المجفف.
بداخلنا ثقوب تحاول التنفس، مسامير تسد الثقوب بالصدأ، مقابض عاجزة عن الفتح.
أرفف تستقر عليها حياة مكونة من خيوط معقدة، أحلام مزررة غير قابلة للفتح، وأيام جاهزة للطي والحشو والتمزق.
يخيل إليك أنك تُحب لكن الحقيقة أنت تخشى من الوحدة.
تخشى من قضاء العمر كمساحة فارغة لا يشغلها أحد، لا يعتني بها، تكنسها الرياح كل صباح، وتضربها الشمس عند الظهيرة. تؤنسها الحشرات والأتربة.
مساحة تنتظر أن يلتفت إليها أحد، أن يعيرها القليل من الاهتمام.
حين تصبح وحيدا تود أن تصير أي شيء بإمكانه أن يملأك، لن يهمك إن بعث بك الجنة أو الجحيم.
المهم أن تُصرّف نفسك وتشغلها بأي علاقة تقلب موازينك رأسا على عقب.
علاقة تستطيع أن تكون حبلى بالتجديد،
فتنجب الثقة أو الخذلان، السلام أو الخطر،
تنجب لك شيئاً يستحق الحزن العميق أو السعادة العميقة.
والعلاقات كثيرة لكن الحُب، فن المقاومة، قلق الوجود، حربنا الباردة، تحديقنا المستمر في اللاشيء، شرودنا المائل إلى التعلق، اندلاعه في المادة، حبلنا الهش الذي نخاف من لمسه فينقطع.
نحن المتعلقون كان بإمكاننا أن نكون شجرة حرة يدّلها الضوء إلى الكفاية والغذاء، تلوح بأوراقها كلما سمعت أغاني الريح ومواويل العواصف وقصائد الربيع التي تزحف على الأرض. شجرة لا يرعبها فأس حطاب، أو سلة فلاح،
لأنها تمتلك بذوراً كلما حصدت واحتطبت تنمو من جديد.
لكننا أصررنا على أن نكون خزانة تغلقها خزانة، وهكذا اختنقنا مدفوعين بخزائن الآخرين.
نرتب على رفوفها أعمارًا تكدست فوق بعضها بعضا، متأقلمين طيلة حياتنا بالعتمة والانغلاق.
ننتظر بشغف مناسبة (ما) تستحق أن يفتح الباب لأجلها، والمؤسف أننا نبتهج حين نرى ضوءاً يغسلنا بالظهور، وجسدًا يبعث بنا الخلود.
أنت مجرد خزانة حين تصبح روحك جاهزة للتعلّق؟
وأنا كذلك والناس عندما تقرر أن تحب.
خزانة تنمو بها الأسماء وتنزلق على بعضها كأقمشة حريرية تقاوم مبدأ الالتصاق، مثل قطعة (دانتيل) لا تطيق الاختناق، بمثابة منشفة كتانية لا تمل من أداء دورها المجفف.
بداخلنا ثقوب تحاول التنفس، مسامير تسد الثقوب بالصدأ، مقابض عاجزة عن الفتح.
أرفف تستقر عليها حياة مكونة من خيوط معقدة، أحلام مزررة غير قابلة للفتح، وأيام جاهزة للطي والحشو والتمزق.
يخيل إليك أنك تُحب لكن الحقيقة أنت تخشى من الوحدة.
تخشى من قضاء العمر كمساحة فارغة لا يشغلها أحد، لا يعتني بها، تكنسها الرياح كل صباح، وتضربها الشمس عند الظهيرة. تؤنسها الحشرات والأتربة.
مساحة تنتظر أن يلتفت إليها أحد، أن يعيرها القليل من الاهتمام.
حين تصبح وحيدا تود أن تصير أي شيء بإمكانه أن يملأك، لن يهمك إن بعث بك الجنة أو الجحيم.
المهم أن تُصرّف نفسك وتشغلها بأي علاقة تقلب موازينك رأسا على عقب.
علاقة تستطيع أن تكون حبلى بالتجديد،
فتنجب الثقة أو الخذلان، السلام أو الخطر،
تنجب لك شيئاً يستحق الحزن العميق أو السعادة العميقة.
والعلاقات كثيرة لكن الحُب، فن المقاومة، قلق الوجود، حربنا الباردة، تحديقنا المستمر في اللاشيء، شرودنا المائل إلى التعلق، اندلاعه في المادة، حبلنا الهش الذي نخاف من لمسه فينقطع.
نحن المتعلقون كان بإمكاننا أن نكون شجرة حرة يدّلها الضوء إلى الكفاية والغذاء، تلوح بأوراقها كلما سمعت أغاني الريح ومواويل العواصف وقصائد الربيع التي تزحف على الأرض. شجرة لا يرعبها فأس حطاب، أو سلة فلاح،
لأنها تمتلك بذوراً كلما حصدت واحتطبت تنمو من جديد.
لكننا أصررنا على أن نكون خزانة تغلقها خزانة، وهكذا اختنقنا مدفوعين بخزائن الآخرين.