كتاب ومقالات

مدربنا الوطني ومحور النقاش

بعد السلام

سلطان الزايدي

في الوسط الرياضي السعودي تحدث بعض الأحداث المثيرة التي تستحق النقاش عبر وسائل الإعلام المختلفة أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومن منطلق هذه الأحداث يستطيع المتابع الرياضي أو المشجع البسيط أن يتخذ الموقف المناسب من بعض الإعلاميين، إذ نسمع دائما بأن هذا الإعلامي متعصب، وذاك الإعلامي مثير للجدل، والآخر عقلاني، وجميعها مسميات تحضر من وجهة نظر المشجع، وحسب قناعاته بما يدور من نقاش، وتبقى المسألة متاحة لرأي المتلقي.

نحن في وسائل الإعلام نحظى بسقف عال من الحرية بعض الشيء، ونستطيع من خلال هذه المساحة صنع الإثارة الصحفية، وقد نصبح حديث الناس لبعض الوقت، وهذا أمر محمود في إطار الحقيقة والمنطق، إذ لا يمكن أن نقبل ببعض الأطروحات الضعيفة بهدف أن القضية ممكن أن تكون مصدرا للإثارة، وهي في الأساس قصة تافهة، وعلى سبيل المثال للتوضيح: بعض الإعلاميين - سواء عبر وسائل الإعلام المختلفة أو من خلال حساباتهم في بعض وسائل التواصل- تناولوا حكاية المنتخب السعودي الأولمبي من زاوية أقل ما يقال عنها تافهة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال قبول النقاش فيها، وكانت تدور حول مدرب المنتخب «سعد الشهري» الذي قدم عملا رياضيا رائعا للوطن مع المجموعة التي معه، وكان الأجدر بهم أن يكون محور نقاشهم حول هذا العمل الكبير، بدل أن يتحول إلى ميول «سعد الشهري» وأين كان يلعب؟ ومن الفريق الذي ساهم في تأسيسه؟!

نؤمن جيدا بأن التعصب موجود، ونعتقد جازمين بأن الخوض في أدق تفاصيله أمر مزعج وغير مفيد، وهذا ما نخشاه بالفعل على مستقبل رياضتنا، فهناك إعلاميون يتعمدون تقديم أنفسهم من خلال منابرهم بصورة غير جيدة، رغم أنهم يمتلكون كل الأدوات التي تميزهم في ظهورهم، لكن مع الأسف لا يراعون هذا الجانب، ويرون أن تفاعل الجمهور الرياضي من خلال هذا التوجه جيد، رغم أنهم يقعون في إحراج كبير أحيانا في بعض القضايا، التي لا يحسنون التعامل معها بالشكل المطلوب، وتكون سببا في إثارة الطرف الآخر، وأعني الطرف المتضرر من هذا الطرح، والقصص في هذا الجانب كثيرة يصعب التطرق لها؛ لأن المتابع الرياضي يعرفها جيدا، ويستشهد بها في بعض نقاشاته الخاصة أو من خلال حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي.

لست هنا واعظا أو باحثا عن فكرة مقال يرسل رسائل من خلاله عن دور الإعلامي... بالتأكيد لا، لكن يحزنني أن أسمع بين الفينة والأخرى بأن الإعلام الرياضي متروك لا تحكمه ضوابط سليمة، ويزرع التعصب بين أبناء الوطن الواحد، هذا أمر مزعج بحق، ولا أظن أن هناك إعلاميا يقبل به.

إن الصحف والتلفاز جميعها قنوات مهمة، ومن الصعب أن تدار بفكر التعصب، قد يكسبون متابعين كثرا، لكن الخسارة هي أعظم وأكثر إيلاماً، نحن نخاطب مجتمعا رياضيا الشريحة الأكبر فيه من الشباب، حين يعتادون على الطرح المتعصب سنجدهم متعصبين يصعب الحوار معهم، وحين يتعودون على الطرح المثير العقلاني سنجدهم يتحدثون بلغة العقل.