الناس

هل ما زال عندك للصداقة معنى؟

عبدالرحمن موكلي

عبدالرحمن موكلي

هل ما زال عندك للصداقة معنى؟ أدري أن السؤال ضارب الجذور في عمق الوجدان الإنساني، وأدري أن الصداقة أعمق وأصدق من شكليات المظاهر المتكلفة، وأدري أن صداقة الذات والتصالح معها موضوع شاق وصعب المراس لكنه ممكن.

لا تثريب عليك أيها الصديق الذي هو جزء مني وأنا جزء منه، لكني أبحث عنك لحاجة في نفسي إثر انشغالي بالخارج لأزمنة طويلة، وإهمالي لك. وتعلم جيداً أن الواحد منا في الخمسين من الصعب أن يخسر الأصدقاء، لأنه لم يعد لديه وقت كاف لبناء صداقات جديدة.

ومن الممكن تفادياً للخسارات الكبرى أن نعود صديقين كما كنا في طفولتنا الأولى ومراهقتنا البريئة، نشعل الدفء بالمزيد من حب الحياة وحياة الحب.

صديقي

كيف ترى السؤال عنك بعد زمن من القطيعة؟

أعترف لك كما يقول الراحل طلال مداح (رحمه الله)، نعم أنا السبب في القطيعة، وربما القيود التي حولي هي السبب، أنت تعرف كل منصب له قيود وكل شهرة لها ضريبة، والوصول للمنصب صعب، والتنازل عنه أصعب، لذلك لا بد من التضحيات.

أعرف أن لك فضلا كبيرا علي، وأعرف أن صداقتك كانت صافية دون منفعة، لكن المنصب لا يُؤْمِن إلا بصداقات المصالح، وأنت لا شيء عندك.

لذا لن أعتذر منك لأنني -والشاهد الله- لم أضرك.