الشدّي.. أول ممثل سعودي وخليجي يحمل الدكتوراه
السبت / 08 / جمادى الآخرة / 1441 هـ الاحد 02 فبراير 2020 00:53
بقلم: د. عبدالله المدني - أستاذ العلاقات الدولية في مملكة البحرين abu_taymour@
في صباح يوم الإثنين الموافق للخامس من أكتوبر 2003، انتقل إلى رحمة الله تعالى، أول ممثل مسرحي في تاريخ المملكة العربية السعودية وعموم أقطار الخليج والجزيرة العربية يحصل على درجة الدكتوراه في الأدب المسرحي، من واحدة من أعرق الجامعات البريطانية. كانت وفاته عن عمر ناهز الرابعة والأربعين، في أعقاب معاناة استمرت عامين مع ورم سرطاني في الدماغ، علما بأن حالته أثناء وجوده في مستشفى الرياض التخصصي، كانت تخف أحيانا ثم ما تلبث أن تنتكس.
وبعد عصر اليوم نفسه صلي على جثمانه بمسجد الراجحي في الربوة، ثم ووري الثرى بمقبرة النسيم في الرياض، المدينة التي شهدت كل سنوات دراسته الجامعية الأولى، وكذلك سنوات نبوغه ومجده الفني. غير أن مراسم الصلاة عليه ودفنه شهدت بعض الهرج والمرج بين زملائه الفنانين وعشاق فنه الذين جاؤوا لتوديعه من مختلف مناطق السعودية من جهة، وبعض المتشددين من جهة أخرى، من أولئك الذين آثروا ألا تمر المناسبة الحزينة بالسلام والدعاء للفقيد وذكر محاسنه الكثيرة. حيث تعمد الفريق الأخير استفزاز الفريق الأول من خلال إطلاق عبارات تتوعدهم بالمصير نفسه (انظر صحيفة الشرق الأوسط ــ 8/10/2003).
لم يكتف المتشددون بذلك فحسب، وإنما كتبوا في مواقعهم ما يفيد أن الفقيد كان نادما في أيامه الأخيرة على تاريخه الفني وأنه مات تائبا، وكان يريد أن يكتب رسالة بخط يده موجهة إلى الشباب يحثهم فيها على الابتعاد عن الفن والتمثيل، ولكن ظروفه الصحية لم تسمح له بذلك. مضيفين ما نصه: «إن هذه الحوادث وأشباهها من حوادث الموت والرحيل تستحق من المسلم التوقف والتأمل في حاله وعمله وعلاقته بربه تعالى. جميعنا يذكر هلاك المغني طلال مداح على مسرح المفتاحة بأبها والعياذ بالله وهو يحتضن عوده، أجارنا الله وإياكم من سوء الخاتمة. والجميع هنا سمع وقرأ عن موت محمد العلي بنوبة قلبية. والمعنى أن الجميع راحل عن هذه الحياة مهما بلغ ووصل، والسعيد منا من وعظ بغيره، والعاقل منا من يعد زاده ويستعد للقاء الله تعالى، ولا يلقي بالاً لأصوات الخزي والفساد والإجرام، التي تحاول جاهدة نشر الفساد والإفساد في هذا المجتمع عبر فتح باب التمثيل والاختلاط ودعوة فاسدات الخليج للمشاركة في تلويث سمعة هذا الوطن».
وقد استنكر الكثيرون هذه العبارات وتصدوا لها، مذكرين أصحابها أن ما قيل عن توبة الفقيد قبل رحيله هو خطاب التوبة المطلوب من كل مسلم تطبيقا لقوله تعالى «وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون»، واقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من 70 مرة». وفي السياق نفسه، كتب محمد الرشيدي في جريدة الرياض (6/10/2003) مذكرا من تقوّلوا على الراحل بروعة أخلاقه وإنسانيته وحبه للجميع وإيمانه القوي، رغم آلام المرض والارهاق.
أما زوجة الفقيد لطيفة المشاري (أم ولديه فيصل ومعتز وابنته الوحيدة المها) فقد نقلت مجلة عالم حواء (10/8/2002) عنها، أثناء علاج زوجها، قولها: «أحمد الله وأشكره على كل حال، والمسلم في نعمة وخير، إنْ أصابته سراء شكر، وإنْ أصابته ضراء صبر. وما مرّ به زوجي من أزمة صحية أثرت عليه وعلينا جميعا ولم يكن أمرا هينا أو عارضا صحيا عاديا، ولكن كلما ازدادت حالته سوءا، ازددتُ أنا وهو قوة وإيمانا وتفاؤلا وأملا بقدرة الله عزّ وجلّ الذي لا يعجزه شيء حيث يقول للشيء كن فيكون.. ولا أعتبر نفسي قد قمتُ بعمل عظيم بوقوفي إلى جانب زوجي، ولكن هذا ما يجب على كل زوجة محبة لزوجها، وهو ما أمرنا به ديننا الحنيف، وما كنت أراه من والدتي تجاه والدي».
مسرح باسمه
وتمر الأيام ويأتي عام 2019 ليتذكر السعوديون فقيدهم من جديد بعد مرور 16 عاما على رحيله، لكن بطريقة مختلفة تماما تتماهى مع جمال وبهجة وروح رؤى وخطط المملكة العربية السعودية لجهة الانفتاح الثقافي والفني على العالم بشرقه وغربه. ففي يناير 2019 كان الصوت الأعلى هو صوت الهيئة العامة للترفيه، ممثلة في رئيس مجلس إدارتها المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، الذي قرر إطلاق اسم الفقيد على المسرح الذي ستقام عليه العروض المسرحية العربية خلال موسم الرياض، تقديرا لمسيرته الفنية الحافلة بالنجاحات.
حديثنا في الأسطر التالية هو عن الممثل المسرحي السعودي الكبير بكر فهد صالح إبراهيم الشدي، الذي ترك بصمات خالدة لا يمكن أن تنمحي من ذاكرة جمهوره السعودي والخليجي والعربي، بفضل ما قدمه من أعمال متميزة على مدار عشرين عاما من العمل على الساحتين الفنيتين المحلية والعربية.
ولد الشدي في العاشر من يناير 1959 في مدينة بقيق، إحدى مدن النفط الحديثة الثلاث في شرق السعودية، ابنا لعائلة تنحدر من بلدة العيون بالأحساء. كان والده من العاملين في شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو)، وبهذه الصفة سكن مدينة بقيق، حيث نشأ ابنه بكر، وأنهى دراسته الابتدائية والإعدادية في المدارس الحديثة التي بنتها أرامكو بموجب اتفاقاتها مع الحكومة السعودية.
بعد إتمامه المرحلة الإعدادية، وبسبب عدم وجود مدرسة ثانوية في بقيق وقتذاك، اضطر الشدي للانتقال إلى الأحساء التي تخرج من مدرستها الثانوية العريقة، لينتقل الشاب الأسمر النحيل مباشرة بعد ذلك إلى الرياض من أجل الالتحاق بجامعة الملك سعود.
في الرياض، كانت أمامه خيارات دراسية متنوعة، غير أنه اختار كلية آداب اللغة الإنجليزية، ربما بسبب تفوقه في هذه اللغة الأجنبية بفضل تأثيرات بيئة أرامكو التي نشأ بالجوار منها. وهكذا لم تمر سوى أربع سنوات إلا والشدي يحمل ليسانس الآداب/قسم اللغة الإنجليزية، لكنه فوق ذلك كان قد أشبع هواية التمثيل الكامنة في داخله واكتسب خبرة في الأداء والإلقاء، وامتلك وعيا بأهمية المسرح الجاد ودوره المجتمعي، حيث لعب انخراطه في مسرح جامعة الملك سعود الذي وصفه لاحقا بأنه «يمثل رافدا مهما جدا من روافد المسرح في المملكة العربية السعودية»، وتعرفه وملازمته للفنان حمد العلي، ثم انضمامه إلى جمعية الثقافة والفنون؛ لعب دورا محوريا في تعلقه بالعمل المسرحي، وهذا أثر بدوره على قراراته التالية.
لكن قبل أن نتحدث عن هذه القرارات، لا بد من الحديث عن نشاطه في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، التي تمثلت في إخراج النص المسرحي من قالبه الديني والتاريخي المشبع بالمواعظ والنصائح، إلى قالب مغاير يلامس قضايا المجتمع المعاصره وهموم المواطن، والانطلاق نحو الأعمال التلفزيونية لإحداث نقلة فيها من مرحلة التجريب إلى مرحلة الإبداع، بل حمله راية الإنسان المؤمن بأن الفن رسالة سامية، وأن على صاحبها احترام عقول جمهوره المسرحي والتلفزيوني، عبر تقديم أعمال تمزج الثقافة بخفة الظل والمتعة، بتنقل الشخصيات من دور إلى دور.
وشهدت هذه الفترة من حياته محطات مهمة، مثل مشاركته كبار نجوم التمثيل في منطقة الخليج والعالم العربي في عدد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية الخالدة. فقد ظهر في مسلسل «الملقوف» الكوميدي الكويتي سنة 1973، إلى جانب كبار نجوم المسرح والتمثيل الكويتيين من أمثال عبدالحسين عبدالرضا، وحياة الفهد، ومحمد جابر، وأحمد الصالح، وجاسم النبهان، وعبدالله الحبيل؛ ومثّل المسرحية السعودية «صور من الحياة» سنة 1974، وشارك لأول مرة في عمل مسرحي مع جمعية الثقافة والفنون بالرياض من خلال مسرحية «قطار الحظ» التي عرضت عام 1978، وأدى دور الطبيب في أربعة أجزاء من برنامج «سلامتك» التوعوي الصحي سنة 1980 مع عبدالناصر الزاير، وهدى الخطيب، وزينب الضاحي، وكاظم القلاف، وبشير الغنيم، ويوسف بوهلول، وظهر في دور «مروان» في المسلسل السعودي «السعد وعد» مع محمد الطويان سنة 1982.
وشكل منتصف الثمانينات انعطافة مهمة في مسيرته الفنية، كونه انتقل من المحلي إلى الخارجي، بظهوره في العام 1985 في الجزء الخامس من المسلسل المصري «محمد رسول الله» إلى جانب النجوم: عفاف شعيب، أمينة رزق، سميحة أيوب، حسين الشربيني، عبدالرحيم الزرقاني، وغيرهم. وفي العام نفسه، قدم البرنامج التلفزيوني السعودي «من كل بستان زهرة» مع ناصر القصبي، وعبدالله السدحان، وصالح الزير، علاوة على مسرحية «تحت الكراسي» السعودية بمشاركة محمد العلي، وعبدالله السدحان، وناصر القصبي، وبشير الغنيم، وخالد سامي، والمسلسل الكويتي «إليكم مع التحية» مع خالد النفيسي، وحياة الفهد، وغانم الصالح، وعبدالرحمن العقل، والممثلة المصرية خيرية أحمد.
وفي العام التالي (1986) شارك في المسلسل السوري «وداعا زمن الصمت» مع فاديا خطاب، ورياض نحاس، وهاني الروماني، ووفاء موصللي، ليتلوه بمسلسلين في عام 1987 أولهما المسلسل الكوميدي العائلي السعودي الكويتي «فوق تنور ساخن» مع مريم الغضبان، وغانم الصالح، وانتصار الشراح، ومحمد المنيع، وصالح حمد (إمبيريج)، وثانيهما المسلسل السعودي الكوميدي «الملقوف» مع محمد الكنهل، ويوسف الجراح، ومحمد المنصور، وعلي الهويريني.
قرر الشدي في ثمانينات القرن الماضي أن يواصل دراسته الجامعية العليا. وبالفعل سافر إلى الولايات المتحدة التي حصل فيها من جامعة أوهايو على درجة الماجستير. غير أن طموح الرجل لم يتوقف عند هذا الحد، رغم شهرته الفنية وأحواله المادية الجيدة. ذلك أن هدفه لم يكن الوظيفة أو الشهرة أو المال، وإنما تقديم صورة مشرفة خالدة لوطنه في مجال الإبداع المسرحي على نحو ما فعله عظماء المسرح العالمي الذين قرأ كثيرا عنهم وتجول في سيرهم وأعمالهم. وعليه شدّ الرحال مرة أخرى على نفقة الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، لكن هذه المرة باتجاه بريطانيا، موطن ويليام شكسبير، وبرنارد شو، وأوسكار وايلد. وهكذا التحق الشدي بجامعة درهام بمدينة نيوكاسل التي تعتبر واحدة من أقدم الجامعات البريطانية، بل تأتي في المرتبة الثالثة من حيث العراقة بعد جامعتي أكسفورد وكامبردج على التوالي. وفي عام 1988 أنهى الرجل أطروحته للدكتوراه في الأدب المسرحي بمرتبة الامتياز، وبات قادرا على تقديم وتمثيل مسرحيات عالمية باللغة الإنجليزية مثلما حلم دائما.
وفد مصري لزيارته
وبعودة فناننا إلى وطنه وهو يحمل شهادة لم يحملها من قبل أي من أقرانه الفنانين الخليجيين، عينته جمعية الفنون والثقافة السعودية مستشارا للجنة الفنون المسرحية، وفتحت مصر -قلعة الفن الأولى في العالم العربي- ذراعيها له بترحاب أكبر من ذي قبل، خصوصا أنه أدهش زملاءه هناك بدقته في عمله ومخارج ألفاظه السليمة وأخلاقه العالية. فهو كما قال عنه الكاتب فهد الغريري في صحيفة الجزيرة السعودية (14/3/2003): «كان نموذجا للفنان الملتزم بفنه وأخلاقياته وهمه الثقافي والفكري، وقدم أجمل صورة لأبناء بلده في البلدان الأخرى من خلال ثقافته الراقية وأخلاقه العالية وانضباطيته وكرمه وطيبة قلبه الشديدة وحسن معشره مع الجميع.. بشهادة الجميع». ومن شواهد محبة نظرائه المصريين له واهتمامهم به؛ أن نقابة الفنانين المصريين أرسلت وفدا إلى الرياض برئاسة نقيبها آنذاك الفنان يوسف شعبان، ونائبه الفنان أحمد بدير، للاطمئنان عليه وهو يصارع المرض.
الفنان المثقف
وأخيرا، فلا بد من استعراض آراء وأقوال البعض ممن عرف فناننا عن كثب طبقا لما نشره الكاتب فهد الغريري في صحيفة الجزيرة (مصدر سابق). فقد تحدث عنه الفنان راشد الشمراني قائلا: «بالنسبة لي بكر الشدي ليس مجرد زميل أو صديق، فهو أخ ومعلم استفدتُ من ثقافته ومن الاحتكاك به الكثير جدا خلال 15 عاما كان فيها بكر نموذجا للفنان المثقف الذي يثريك بما لديه من ثقافة وعلم وأخلاق». وأعرب الشاعر الشعبي السعودي صنيتان المطيري عن اعتزازه بالعلاقة التي جمعته ببكر الشدي فقال: «أعرف بكرا منذ ما يقارب 15 عاما، وهو إنسان رائع بكل معنى الكلمة ويحمل من الصفات الجميلة الشيء الكثير، فهو وفي ومعطاء ومثقف إلى أبعد درجة، وكثيرا ما تبادلنا الكتب حتى أن نصف مكتبته موجود لدي ونصف مكتبتي لديه، كما أن لديه خصلة عانينا منها كثيرا وهي عزة نفسه الشديدة». أما الكاتب عبدالعزيز الصقعبي فانتقد عدم تكريم المبدعين إلا بعد رحيلهم قائلا إن: «بكر الشدي ليس مبدعا فقط، بل هو (رمز) من رموز الحركة الفنية والثقافية لدينا، وهو رمز مشرف في جميع المحافل والأعمال التي قدمها محليا وعربيا، وتقدير هذا الشيء وتكريمه واجب».
اسم راسخ في تاريخ الأعمال الرمضانية
* في سنوات ما قبل رحيله أضاف الشدي -الذي عُرف بمعاناته الطويلة إلى ما قبل وفاته بسنوات قليلة من فوبيا قيادة السيارات- عددا من الأعمال المسرحية والتلفزيونية إلى رصيده الفني. من ذلك مشاركته في سنة 1998 منى واصف، وسلمى المصري، وعباس النوري، وعبدالرحمن آل رشي، وعبدالله السدحان، وناصر القصبي، وخالد سامي في بطولة المسلسل البدوي السوري/السعودي المشترك «عيون ترقب الزمن»، ثم ظهوره في نفس العام في حلقات الجزء الثالث من برنامج «افتح يا سمسم» الموجه للأطفال في دور الطيار، فقيامه في سنة 1991 بمشاركة كل من فريد شوقي، وكريمة مختار، وحسن مصطفى في مسلسل «البخيل وأنا»، وظهوره في العام ذاته مع صلاح السعدني، ودلال عبدالعزيز، وأحمد راتب، وسعاد نصر في مسلسل «على مائدة أشعب»، ووقوفه أمام ميرفت أمين، ومصطفى فهمي، وعبدالعزيز مخيون، ويوسف داوود، ووفاء مكي في مسلسل بنت سيدة الوزير سنة 1992، ومشاركته بوسي، وعبدالمنعم مدبولي، ومصطفى فهمي، ووفاء مكي تمثيل مسلسل ماما نور عام 1992 أيضا. وفي عام 1998 ظهر في مسلسل «صدق الله العظيم» مع محمود الجندي، وحنان سليمان، وليلى حمادة، وعفاف رشاد.
* كما كان حاضرا على المستويين السعودي والخليجي في الحقبة ذاتها، بدليل ظهوره عام 1991 في مسرحية «للسعوديين فقط» مع عبدالله السدحان، وعبدالإله السناني، وبشير الغنيم، ويوسف الجراح، وظهوره في دور «أبوناصر» عام 1999 في مسلسل «العولمة» الخليجي مع حياة الفهد، ومحمد المنصور، وفاطمة الحوسني، ومحمد العيسى، وفايز المالكي، وتقديمه مسلسل «تحت الصفر» سنة 2000 مع عبدالرحمن العقل، وأسمهان توفيق، ويوسف الجراح، والمنتصر بالله، ومسلسل «عد واغلط» سنة 2001 مع حياة الفهد، وإبراهيم الصلال، وزينب العسكري، وفايز المالكي، ومنى شداد. إلى ذلك، شهدت سنة 2001 مشاركته في مسلسلين سوريين هما: إمبراطورية نون، زينون وزنون، علاوة على المسلسل السوري «حكايا من ظرفاء ولكن» في سنة 2003 الذي أدى فيه دور «ابن الوراق» واختتم به مشواره الفني.
* ومن المعروف أيضا عن الشدي تقديمه العديد من السهرات التلفزيونية مثل: أزهار من البيت القديم، الزفة، الدكاترة سعد، سماح، شهد، سهرة مع فنان وغيرها، ناهيك عن ارتباط اسمه بشهر رمضان المبارك على نحو خاص، كونه دأب على تقديم مجموعة من الأعمال المميزة التي رسخت في أرشيف تاريخ الأعمال الرمضانية.
وبعد عصر اليوم نفسه صلي على جثمانه بمسجد الراجحي في الربوة، ثم ووري الثرى بمقبرة النسيم في الرياض، المدينة التي شهدت كل سنوات دراسته الجامعية الأولى، وكذلك سنوات نبوغه ومجده الفني. غير أن مراسم الصلاة عليه ودفنه شهدت بعض الهرج والمرج بين زملائه الفنانين وعشاق فنه الذين جاؤوا لتوديعه من مختلف مناطق السعودية من جهة، وبعض المتشددين من جهة أخرى، من أولئك الذين آثروا ألا تمر المناسبة الحزينة بالسلام والدعاء للفقيد وذكر محاسنه الكثيرة. حيث تعمد الفريق الأخير استفزاز الفريق الأول من خلال إطلاق عبارات تتوعدهم بالمصير نفسه (انظر صحيفة الشرق الأوسط ــ 8/10/2003).
لم يكتف المتشددون بذلك فحسب، وإنما كتبوا في مواقعهم ما يفيد أن الفقيد كان نادما في أيامه الأخيرة على تاريخه الفني وأنه مات تائبا، وكان يريد أن يكتب رسالة بخط يده موجهة إلى الشباب يحثهم فيها على الابتعاد عن الفن والتمثيل، ولكن ظروفه الصحية لم تسمح له بذلك. مضيفين ما نصه: «إن هذه الحوادث وأشباهها من حوادث الموت والرحيل تستحق من المسلم التوقف والتأمل في حاله وعمله وعلاقته بربه تعالى. جميعنا يذكر هلاك المغني طلال مداح على مسرح المفتاحة بأبها والعياذ بالله وهو يحتضن عوده، أجارنا الله وإياكم من سوء الخاتمة. والجميع هنا سمع وقرأ عن موت محمد العلي بنوبة قلبية. والمعنى أن الجميع راحل عن هذه الحياة مهما بلغ ووصل، والسعيد منا من وعظ بغيره، والعاقل منا من يعد زاده ويستعد للقاء الله تعالى، ولا يلقي بالاً لأصوات الخزي والفساد والإجرام، التي تحاول جاهدة نشر الفساد والإفساد في هذا المجتمع عبر فتح باب التمثيل والاختلاط ودعوة فاسدات الخليج للمشاركة في تلويث سمعة هذا الوطن».
وقد استنكر الكثيرون هذه العبارات وتصدوا لها، مذكرين أصحابها أن ما قيل عن توبة الفقيد قبل رحيله هو خطاب التوبة المطلوب من كل مسلم تطبيقا لقوله تعالى «وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون»، واقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من 70 مرة». وفي السياق نفسه، كتب محمد الرشيدي في جريدة الرياض (6/10/2003) مذكرا من تقوّلوا على الراحل بروعة أخلاقه وإنسانيته وحبه للجميع وإيمانه القوي، رغم آلام المرض والارهاق.
أما زوجة الفقيد لطيفة المشاري (أم ولديه فيصل ومعتز وابنته الوحيدة المها) فقد نقلت مجلة عالم حواء (10/8/2002) عنها، أثناء علاج زوجها، قولها: «أحمد الله وأشكره على كل حال، والمسلم في نعمة وخير، إنْ أصابته سراء شكر، وإنْ أصابته ضراء صبر. وما مرّ به زوجي من أزمة صحية أثرت عليه وعلينا جميعا ولم يكن أمرا هينا أو عارضا صحيا عاديا، ولكن كلما ازدادت حالته سوءا، ازددتُ أنا وهو قوة وإيمانا وتفاؤلا وأملا بقدرة الله عزّ وجلّ الذي لا يعجزه شيء حيث يقول للشيء كن فيكون.. ولا أعتبر نفسي قد قمتُ بعمل عظيم بوقوفي إلى جانب زوجي، ولكن هذا ما يجب على كل زوجة محبة لزوجها، وهو ما أمرنا به ديننا الحنيف، وما كنت أراه من والدتي تجاه والدي».
مسرح باسمه
وتمر الأيام ويأتي عام 2019 ليتذكر السعوديون فقيدهم من جديد بعد مرور 16 عاما على رحيله، لكن بطريقة مختلفة تماما تتماهى مع جمال وبهجة وروح رؤى وخطط المملكة العربية السعودية لجهة الانفتاح الثقافي والفني على العالم بشرقه وغربه. ففي يناير 2019 كان الصوت الأعلى هو صوت الهيئة العامة للترفيه، ممثلة في رئيس مجلس إدارتها المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، الذي قرر إطلاق اسم الفقيد على المسرح الذي ستقام عليه العروض المسرحية العربية خلال موسم الرياض، تقديرا لمسيرته الفنية الحافلة بالنجاحات.
حديثنا في الأسطر التالية هو عن الممثل المسرحي السعودي الكبير بكر فهد صالح إبراهيم الشدي، الذي ترك بصمات خالدة لا يمكن أن تنمحي من ذاكرة جمهوره السعودي والخليجي والعربي، بفضل ما قدمه من أعمال متميزة على مدار عشرين عاما من العمل على الساحتين الفنيتين المحلية والعربية.
ولد الشدي في العاشر من يناير 1959 في مدينة بقيق، إحدى مدن النفط الحديثة الثلاث في شرق السعودية، ابنا لعائلة تنحدر من بلدة العيون بالأحساء. كان والده من العاملين في شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو)، وبهذه الصفة سكن مدينة بقيق، حيث نشأ ابنه بكر، وأنهى دراسته الابتدائية والإعدادية في المدارس الحديثة التي بنتها أرامكو بموجب اتفاقاتها مع الحكومة السعودية.
بعد إتمامه المرحلة الإعدادية، وبسبب عدم وجود مدرسة ثانوية في بقيق وقتذاك، اضطر الشدي للانتقال إلى الأحساء التي تخرج من مدرستها الثانوية العريقة، لينتقل الشاب الأسمر النحيل مباشرة بعد ذلك إلى الرياض من أجل الالتحاق بجامعة الملك سعود.
في الرياض، كانت أمامه خيارات دراسية متنوعة، غير أنه اختار كلية آداب اللغة الإنجليزية، ربما بسبب تفوقه في هذه اللغة الأجنبية بفضل تأثيرات بيئة أرامكو التي نشأ بالجوار منها. وهكذا لم تمر سوى أربع سنوات إلا والشدي يحمل ليسانس الآداب/قسم اللغة الإنجليزية، لكنه فوق ذلك كان قد أشبع هواية التمثيل الكامنة في داخله واكتسب خبرة في الأداء والإلقاء، وامتلك وعيا بأهمية المسرح الجاد ودوره المجتمعي، حيث لعب انخراطه في مسرح جامعة الملك سعود الذي وصفه لاحقا بأنه «يمثل رافدا مهما جدا من روافد المسرح في المملكة العربية السعودية»، وتعرفه وملازمته للفنان حمد العلي، ثم انضمامه إلى جمعية الثقافة والفنون؛ لعب دورا محوريا في تعلقه بالعمل المسرحي، وهذا أثر بدوره على قراراته التالية.
لكن قبل أن نتحدث عن هذه القرارات، لا بد من الحديث عن نشاطه في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، التي تمثلت في إخراج النص المسرحي من قالبه الديني والتاريخي المشبع بالمواعظ والنصائح، إلى قالب مغاير يلامس قضايا المجتمع المعاصره وهموم المواطن، والانطلاق نحو الأعمال التلفزيونية لإحداث نقلة فيها من مرحلة التجريب إلى مرحلة الإبداع، بل حمله راية الإنسان المؤمن بأن الفن رسالة سامية، وأن على صاحبها احترام عقول جمهوره المسرحي والتلفزيوني، عبر تقديم أعمال تمزج الثقافة بخفة الظل والمتعة، بتنقل الشخصيات من دور إلى دور.
وشهدت هذه الفترة من حياته محطات مهمة، مثل مشاركته كبار نجوم التمثيل في منطقة الخليج والعالم العربي في عدد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية الخالدة. فقد ظهر في مسلسل «الملقوف» الكوميدي الكويتي سنة 1973، إلى جانب كبار نجوم المسرح والتمثيل الكويتيين من أمثال عبدالحسين عبدالرضا، وحياة الفهد، ومحمد جابر، وأحمد الصالح، وجاسم النبهان، وعبدالله الحبيل؛ ومثّل المسرحية السعودية «صور من الحياة» سنة 1974، وشارك لأول مرة في عمل مسرحي مع جمعية الثقافة والفنون بالرياض من خلال مسرحية «قطار الحظ» التي عرضت عام 1978، وأدى دور الطبيب في أربعة أجزاء من برنامج «سلامتك» التوعوي الصحي سنة 1980 مع عبدالناصر الزاير، وهدى الخطيب، وزينب الضاحي، وكاظم القلاف، وبشير الغنيم، ويوسف بوهلول، وظهر في دور «مروان» في المسلسل السعودي «السعد وعد» مع محمد الطويان سنة 1982.
وشكل منتصف الثمانينات انعطافة مهمة في مسيرته الفنية، كونه انتقل من المحلي إلى الخارجي، بظهوره في العام 1985 في الجزء الخامس من المسلسل المصري «محمد رسول الله» إلى جانب النجوم: عفاف شعيب، أمينة رزق، سميحة أيوب، حسين الشربيني، عبدالرحيم الزرقاني، وغيرهم. وفي العام نفسه، قدم البرنامج التلفزيوني السعودي «من كل بستان زهرة» مع ناصر القصبي، وعبدالله السدحان، وصالح الزير، علاوة على مسرحية «تحت الكراسي» السعودية بمشاركة محمد العلي، وعبدالله السدحان، وناصر القصبي، وبشير الغنيم، وخالد سامي، والمسلسل الكويتي «إليكم مع التحية» مع خالد النفيسي، وحياة الفهد، وغانم الصالح، وعبدالرحمن العقل، والممثلة المصرية خيرية أحمد.
وفي العام التالي (1986) شارك في المسلسل السوري «وداعا زمن الصمت» مع فاديا خطاب، ورياض نحاس، وهاني الروماني، ووفاء موصللي، ليتلوه بمسلسلين في عام 1987 أولهما المسلسل الكوميدي العائلي السعودي الكويتي «فوق تنور ساخن» مع مريم الغضبان، وغانم الصالح، وانتصار الشراح، ومحمد المنيع، وصالح حمد (إمبيريج)، وثانيهما المسلسل السعودي الكوميدي «الملقوف» مع محمد الكنهل، ويوسف الجراح، ومحمد المنصور، وعلي الهويريني.
قرر الشدي في ثمانينات القرن الماضي أن يواصل دراسته الجامعية العليا. وبالفعل سافر إلى الولايات المتحدة التي حصل فيها من جامعة أوهايو على درجة الماجستير. غير أن طموح الرجل لم يتوقف عند هذا الحد، رغم شهرته الفنية وأحواله المادية الجيدة. ذلك أن هدفه لم يكن الوظيفة أو الشهرة أو المال، وإنما تقديم صورة مشرفة خالدة لوطنه في مجال الإبداع المسرحي على نحو ما فعله عظماء المسرح العالمي الذين قرأ كثيرا عنهم وتجول في سيرهم وأعمالهم. وعليه شدّ الرحال مرة أخرى على نفقة الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، لكن هذه المرة باتجاه بريطانيا، موطن ويليام شكسبير، وبرنارد شو، وأوسكار وايلد. وهكذا التحق الشدي بجامعة درهام بمدينة نيوكاسل التي تعتبر واحدة من أقدم الجامعات البريطانية، بل تأتي في المرتبة الثالثة من حيث العراقة بعد جامعتي أكسفورد وكامبردج على التوالي. وفي عام 1988 أنهى الرجل أطروحته للدكتوراه في الأدب المسرحي بمرتبة الامتياز، وبات قادرا على تقديم وتمثيل مسرحيات عالمية باللغة الإنجليزية مثلما حلم دائما.
وفد مصري لزيارته
وبعودة فناننا إلى وطنه وهو يحمل شهادة لم يحملها من قبل أي من أقرانه الفنانين الخليجيين، عينته جمعية الفنون والثقافة السعودية مستشارا للجنة الفنون المسرحية، وفتحت مصر -قلعة الفن الأولى في العالم العربي- ذراعيها له بترحاب أكبر من ذي قبل، خصوصا أنه أدهش زملاءه هناك بدقته في عمله ومخارج ألفاظه السليمة وأخلاقه العالية. فهو كما قال عنه الكاتب فهد الغريري في صحيفة الجزيرة السعودية (14/3/2003): «كان نموذجا للفنان الملتزم بفنه وأخلاقياته وهمه الثقافي والفكري، وقدم أجمل صورة لأبناء بلده في البلدان الأخرى من خلال ثقافته الراقية وأخلاقه العالية وانضباطيته وكرمه وطيبة قلبه الشديدة وحسن معشره مع الجميع.. بشهادة الجميع». ومن شواهد محبة نظرائه المصريين له واهتمامهم به؛ أن نقابة الفنانين المصريين أرسلت وفدا إلى الرياض برئاسة نقيبها آنذاك الفنان يوسف شعبان، ونائبه الفنان أحمد بدير، للاطمئنان عليه وهو يصارع المرض.
الفنان المثقف
وأخيرا، فلا بد من استعراض آراء وأقوال البعض ممن عرف فناننا عن كثب طبقا لما نشره الكاتب فهد الغريري في صحيفة الجزيرة (مصدر سابق). فقد تحدث عنه الفنان راشد الشمراني قائلا: «بالنسبة لي بكر الشدي ليس مجرد زميل أو صديق، فهو أخ ومعلم استفدتُ من ثقافته ومن الاحتكاك به الكثير جدا خلال 15 عاما كان فيها بكر نموذجا للفنان المثقف الذي يثريك بما لديه من ثقافة وعلم وأخلاق». وأعرب الشاعر الشعبي السعودي صنيتان المطيري عن اعتزازه بالعلاقة التي جمعته ببكر الشدي فقال: «أعرف بكرا منذ ما يقارب 15 عاما، وهو إنسان رائع بكل معنى الكلمة ويحمل من الصفات الجميلة الشيء الكثير، فهو وفي ومعطاء ومثقف إلى أبعد درجة، وكثيرا ما تبادلنا الكتب حتى أن نصف مكتبته موجود لدي ونصف مكتبتي لديه، كما أن لديه خصلة عانينا منها كثيرا وهي عزة نفسه الشديدة». أما الكاتب عبدالعزيز الصقعبي فانتقد عدم تكريم المبدعين إلا بعد رحيلهم قائلا إن: «بكر الشدي ليس مبدعا فقط، بل هو (رمز) من رموز الحركة الفنية والثقافية لدينا، وهو رمز مشرف في جميع المحافل والأعمال التي قدمها محليا وعربيا، وتقدير هذا الشيء وتكريمه واجب».
اسم راسخ في تاريخ الأعمال الرمضانية
* في سنوات ما قبل رحيله أضاف الشدي -الذي عُرف بمعاناته الطويلة إلى ما قبل وفاته بسنوات قليلة من فوبيا قيادة السيارات- عددا من الأعمال المسرحية والتلفزيونية إلى رصيده الفني. من ذلك مشاركته في سنة 1998 منى واصف، وسلمى المصري، وعباس النوري، وعبدالرحمن آل رشي، وعبدالله السدحان، وناصر القصبي، وخالد سامي في بطولة المسلسل البدوي السوري/السعودي المشترك «عيون ترقب الزمن»، ثم ظهوره في نفس العام في حلقات الجزء الثالث من برنامج «افتح يا سمسم» الموجه للأطفال في دور الطيار، فقيامه في سنة 1991 بمشاركة كل من فريد شوقي، وكريمة مختار، وحسن مصطفى في مسلسل «البخيل وأنا»، وظهوره في العام ذاته مع صلاح السعدني، ودلال عبدالعزيز، وأحمد راتب، وسعاد نصر في مسلسل «على مائدة أشعب»، ووقوفه أمام ميرفت أمين، ومصطفى فهمي، وعبدالعزيز مخيون، ويوسف داوود، ووفاء مكي في مسلسل بنت سيدة الوزير سنة 1992، ومشاركته بوسي، وعبدالمنعم مدبولي، ومصطفى فهمي، ووفاء مكي تمثيل مسلسل ماما نور عام 1992 أيضا. وفي عام 1998 ظهر في مسلسل «صدق الله العظيم» مع محمود الجندي، وحنان سليمان، وليلى حمادة، وعفاف رشاد.
* كما كان حاضرا على المستويين السعودي والخليجي في الحقبة ذاتها، بدليل ظهوره عام 1991 في مسرحية «للسعوديين فقط» مع عبدالله السدحان، وعبدالإله السناني، وبشير الغنيم، ويوسف الجراح، وظهوره في دور «أبوناصر» عام 1999 في مسلسل «العولمة» الخليجي مع حياة الفهد، ومحمد المنصور، وفاطمة الحوسني، ومحمد العيسى، وفايز المالكي، وتقديمه مسلسل «تحت الصفر» سنة 2000 مع عبدالرحمن العقل، وأسمهان توفيق، ويوسف الجراح، والمنتصر بالله، ومسلسل «عد واغلط» سنة 2001 مع حياة الفهد، وإبراهيم الصلال، وزينب العسكري، وفايز المالكي، ومنى شداد. إلى ذلك، شهدت سنة 2001 مشاركته في مسلسلين سوريين هما: إمبراطورية نون، زينون وزنون، علاوة على المسلسل السوري «حكايا من ظرفاء ولكن» في سنة 2003 الذي أدى فيه دور «ابن الوراق» واختتم به مشواره الفني.
* ومن المعروف أيضا عن الشدي تقديمه العديد من السهرات التلفزيونية مثل: أزهار من البيت القديم، الزفة، الدكاترة سعد، سماح، شهد، سهرة مع فنان وغيرها، ناهيك عن ارتباط اسمه بشهر رمضان المبارك على نحو خاص، كونه دأب على تقديم مجموعة من الأعمال المميزة التي رسخت في أرشيف تاريخ الأعمال الرمضانية.