متاحف الرموز
مفتاح ضائع
السبت / 08 / جمادى الآخرة / 1441 هـ الاحد 02 فبراير 2020 00:53
أنمار مطاوع
ثقافة المتاحف؛ هي ثقافة مدنية تدل على عمق المجتمع الذي تمثله.. وغرسها كمفردة مدنية ذات عمق ثقافي يحتاج إلى خطة عمل تشارك فيها مؤسسات المجتمع المدني ككل.
المتاحف بشكل عام كثيرة ومتعددة الأنواع.. مما يعطي تذكرة سماح لكل مجتمع وثقافة بالظهور أمام بقية المجتمعات والثقافات.. ليس للتفضيل ولكن للتعريف. توجد متاحف متخصصة في التعريف بالطعام، بعضها متخصص في نبات أو صنف واحد؛ كمتحف الزعفران في فرنسا، ومتحف الخبز في ألمانيا، ومتحف المعكرونة في اليابان، ومتحف السكّر في تايوان، ومتاحف تعريف بالفنون المحلية والعالمية، ومتاحف بحرية خاصة بالزوارق والسفن، ومتاحف معمارية تعرض فنون العمارة وتاريخها حول العالم.. وهي متاحف متداخلة ومترابطة مع ثقافات أخرى عالمية.
يوجد نوع متفرد من المتاحف خاص بكل مجتمع، بالإضافة إلى المتاحف التراثية والشعبية المحلية-: متحف السيرة الذاتية، هو متحف مخصص لعرض متعلقات شخص واحد قدّم فنونا أو أعمالا ساهمت في صناعة ثقافة المجتمع. في الغالب تقام هذه المتاحف في منزل الشخص ذاته، أو ربما الحجرة التي نشأ فيها: أدباء.. ملحنين.. ممثلين.. عازفين.. رسامين.. حرفيين.. رجالا ونساء.
إظهار الرموز الثقافية يصنع عمقا ثقافيا لأي مجتمع. أهم المزارات التاريخية لأي مدينة لابد أن يكون ضمنها زيارة متاحف رموز ثقافية في تاريخ المدينة. الفكرة ليست مقتصرة على التعريف بالشخصية، بل الانطباع الذي يتكون عن عمق الثقافة والمدنية.
هذه المتاحف تخدم عراقة المجتمع وتساهم بشكل كبير في رسم قواه الناعمة؛ وهي قوة تحتاج إلى خارطة طريق واضحة.. وبعيدة عن القوة الصلبة: العسكرية والاقتصادية. فسياسة العصا والجزرة ربما تنجح مع الحكومات والتنظيمات السياسية ولكنها ليست ذات تأثير على مستوى القوة الناعمة.
متاحف المملكة غالبيتها -إن لم يكن كلها تطبيقيا- تراثية أو تراثية شعبية، علما أن الدولة بكافة أطرافها وتاريخها العريق مليئة بالرموز الثقافية متعددة الأطياف التي تستحق أن يقام لها متاحف، وإن جاء بعضها رمزيا وصغيرا لا يتجاوز الحجرة الواحدة، فمجرد تسليط الضوء على تلك النقطة الثقافية يعطي عمقا للثقافة ويساهم في صنع القوة الناعمة.
مبدئيا يتم تشكيل لجنة في كل مدينة تتبع لإمارة المنطقة أو محافظتها تهتم باقتراح وقبول أسماء رموز محلية قابلة لأن تكون لها متاحف خاصة، بعضها يتكفل بها أصحابها، وبعضها تتكفل بها الجهات الحكومية المعنية في المدينة. هذه الخطوة ستصنع طاقة إيجابية جديدة لثقافة المجتمع داخليا وخارجيا.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com
المتاحف بشكل عام كثيرة ومتعددة الأنواع.. مما يعطي تذكرة سماح لكل مجتمع وثقافة بالظهور أمام بقية المجتمعات والثقافات.. ليس للتفضيل ولكن للتعريف. توجد متاحف متخصصة في التعريف بالطعام، بعضها متخصص في نبات أو صنف واحد؛ كمتحف الزعفران في فرنسا، ومتحف الخبز في ألمانيا، ومتحف المعكرونة في اليابان، ومتحف السكّر في تايوان، ومتاحف تعريف بالفنون المحلية والعالمية، ومتاحف بحرية خاصة بالزوارق والسفن، ومتاحف معمارية تعرض فنون العمارة وتاريخها حول العالم.. وهي متاحف متداخلة ومترابطة مع ثقافات أخرى عالمية.
يوجد نوع متفرد من المتاحف خاص بكل مجتمع، بالإضافة إلى المتاحف التراثية والشعبية المحلية-: متحف السيرة الذاتية، هو متحف مخصص لعرض متعلقات شخص واحد قدّم فنونا أو أعمالا ساهمت في صناعة ثقافة المجتمع. في الغالب تقام هذه المتاحف في منزل الشخص ذاته، أو ربما الحجرة التي نشأ فيها: أدباء.. ملحنين.. ممثلين.. عازفين.. رسامين.. حرفيين.. رجالا ونساء.
إظهار الرموز الثقافية يصنع عمقا ثقافيا لأي مجتمع. أهم المزارات التاريخية لأي مدينة لابد أن يكون ضمنها زيارة متاحف رموز ثقافية في تاريخ المدينة. الفكرة ليست مقتصرة على التعريف بالشخصية، بل الانطباع الذي يتكون عن عمق الثقافة والمدنية.
هذه المتاحف تخدم عراقة المجتمع وتساهم بشكل كبير في رسم قواه الناعمة؛ وهي قوة تحتاج إلى خارطة طريق واضحة.. وبعيدة عن القوة الصلبة: العسكرية والاقتصادية. فسياسة العصا والجزرة ربما تنجح مع الحكومات والتنظيمات السياسية ولكنها ليست ذات تأثير على مستوى القوة الناعمة.
متاحف المملكة غالبيتها -إن لم يكن كلها تطبيقيا- تراثية أو تراثية شعبية، علما أن الدولة بكافة أطرافها وتاريخها العريق مليئة بالرموز الثقافية متعددة الأطياف التي تستحق أن يقام لها متاحف، وإن جاء بعضها رمزيا وصغيرا لا يتجاوز الحجرة الواحدة، فمجرد تسليط الضوء على تلك النقطة الثقافية يعطي عمقا للثقافة ويساهم في صنع القوة الناعمة.
مبدئيا يتم تشكيل لجنة في كل مدينة تتبع لإمارة المنطقة أو محافظتها تهتم باقتراح وقبول أسماء رموز محلية قابلة لأن تكون لها متاحف خاصة، بعضها يتكفل بها أصحابها، وبعضها تتكفل بها الجهات الحكومية المعنية في المدينة. هذه الخطوة ستصنع طاقة إيجابية جديدة لثقافة المجتمع داخليا وخارجيا.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com