أردوغان وإسرائيل.. العشق المفضوح !
السبت / 08 / جمادى الآخرة / 1441 هـ الاحد 02 فبراير 2020 00:53
هاني الظاهري
ماذا يعني أن يزايد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مواقف المملكة العربية السعودية الثابتة من القضية الفلسطينية، بينما هو في الواقع رئيس دولة لديها علاقات كاملة مع إسرائيل وتبادل تجاري كبير وتعاون عسكري على أعلى المستويات؟!
الإجابة بكل بساطة أنه يتبع نظرية مهندس الدعاية الإعلامية النازية في عهد هتلر جوزيف جوبلز: «اكذب.. اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس»، لكن المثير للسخرية حقاً أن السيد أردوغان نفسه يظهر أحياناً وكأنه صدّق الكذبة التي اعتاد على ترديدها.. وهذا أمر يتنافى مع نظرية جوبلز التي قالت «حتى يصدقك الناس»، ولم تقل «حتى تصدق نفسك».
لا تحتاج السعودية لمن يدافع عن موقفها من القضية الفلسطينية أو عن تاريخها الطويل في دعم حقوق الشعب الفلسطيني ومساندته سياسياً واقتصادياً، لكن المخدوعين بالخطاب الأردوغاني يحتاجون إلى معرفة حقيقة العلاقات التركية الإسرائيلية، وتفاصيل علاقة الغرام السياسي بين أنقرة وتل أبيب.. العلاقة التي يحاول الرئيس التركي اليوم أن يصرف الأنظار عنها بالخطابات الشعاراتية الفارغة.
تفاصيل علاقة العشق الساخنة المشار إليها معلنة بالأرقام والوثائق من قبل الدولتين ويستطيع أي شخص بضغطة زر عبر الإنترنت أن يطلع عليها وهو يتناول قهوته دون أي صعوبة، وأتذكر أن نقاشاً دار بيني وبين أحد المخدوعين بالعنتريات الكلامية للرئيس التركي حولها فحاول الدفاع عن أردوغان بزعمه أن علاقات تركيا مع إسرائيل سبقت وصوله إلى السلطة وأنه منذ استلم الحكم بدأ في فض الشراكة مع الإسرائيليين، فطلبت منه أن يبحث عن أرقام التبادل التجاري بين أنقرة وتل أبيب قبل رئاسة أردوغان وبعد ذلك ليفهم الأمر بنفسه وبالفعل ذهب صاحبنا وبحث بنفسه واكتشف أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل عام 2002 أي قبل تولي أردوغان منصب رئاسة الوزراء بعام واحد كان يبلغ 1.39مليار دولار فقط، وفي عام 2014 ارتفع إلى 5.83 مليار دولار، ثم عاد لي مذهولا من أكاذيب الدعاية التركية الموجهة للعرب والمسلمين والعنتريات الكلامية التي يمارسها أردوغان على خشبة المسرح، بينما يلقي بها في سلة المهملات خلف الكواليس.
مشكلة الرئيس التركي أنه لم يفهم حتى الآن أن نظرية النازي جوبلز كانت «تعمل» بشكل جيد في عصر هتلر لضعف وسائل الاتصال والمعرفة آنذاك وصعوبة الحصول على المعلومات الحقيقية نتيجة سيطرة الحكومات على كل ما يسمعه ويشاهده مواطنوها، أما اليوم فلم تعد النظرية النازية تعمل أو تفيد سوى في إضحاك الناس وإثارة سخريتهم من المهرجين الذين يرتدون ثياب السياسة.
* كاتب سعودي
Hani_DH@
الإجابة بكل بساطة أنه يتبع نظرية مهندس الدعاية الإعلامية النازية في عهد هتلر جوزيف جوبلز: «اكذب.. اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس»، لكن المثير للسخرية حقاً أن السيد أردوغان نفسه يظهر أحياناً وكأنه صدّق الكذبة التي اعتاد على ترديدها.. وهذا أمر يتنافى مع نظرية جوبلز التي قالت «حتى يصدقك الناس»، ولم تقل «حتى تصدق نفسك».
لا تحتاج السعودية لمن يدافع عن موقفها من القضية الفلسطينية أو عن تاريخها الطويل في دعم حقوق الشعب الفلسطيني ومساندته سياسياً واقتصادياً، لكن المخدوعين بالخطاب الأردوغاني يحتاجون إلى معرفة حقيقة العلاقات التركية الإسرائيلية، وتفاصيل علاقة الغرام السياسي بين أنقرة وتل أبيب.. العلاقة التي يحاول الرئيس التركي اليوم أن يصرف الأنظار عنها بالخطابات الشعاراتية الفارغة.
تفاصيل علاقة العشق الساخنة المشار إليها معلنة بالأرقام والوثائق من قبل الدولتين ويستطيع أي شخص بضغطة زر عبر الإنترنت أن يطلع عليها وهو يتناول قهوته دون أي صعوبة، وأتذكر أن نقاشاً دار بيني وبين أحد المخدوعين بالعنتريات الكلامية للرئيس التركي حولها فحاول الدفاع عن أردوغان بزعمه أن علاقات تركيا مع إسرائيل سبقت وصوله إلى السلطة وأنه منذ استلم الحكم بدأ في فض الشراكة مع الإسرائيليين، فطلبت منه أن يبحث عن أرقام التبادل التجاري بين أنقرة وتل أبيب قبل رئاسة أردوغان وبعد ذلك ليفهم الأمر بنفسه وبالفعل ذهب صاحبنا وبحث بنفسه واكتشف أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل عام 2002 أي قبل تولي أردوغان منصب رئاسة الوزراء بعام واحد كان يبلغ 1.39مليار دولار فقط، وفي عام 2014 ارتفع إلى 5.83 مليار دولار، ثم عاد لي مذهولا من أكاذيب الدعاية التركية الموجهة للعرب والمسلمين والعنتريات الكلامية التي يمارسها أردوغان على خشبة المسرح، بينما يلقي بها في سلة المهملات خلف الكواليس.
مشكلة الرئيس التركي أنه لم يفهم حتى الآن أن نظرية النازي جوبلز كانت «تعمل» بشكل جيد في عصر هتلر لضعف وسائل الاتصال والمعرفة آنذاك وصعوبة الحصول على المعلومات الحقيقية نتيجة سيطرة الحكومات على كل ما يسمعه ويشاهده مواطنوها، أما اليوم فلم تعد النظرية النازية تعمل أو تفيد سوى في إضحاك الناس وإثارة سخريتهم من المهرجين الذين يرتدون ثياب السياسة.
* كاتب سعودي
Hani_DH@