أعلنت وزارة الصحة استقبال 10 طلاب سعوديين بعد إجلائهم من منطقة ووهان الصينية، وذلك عبر طائرة خاصة تكفلت بها حكومة المملكة العربية السعودية، حيث هبطت الطائرة صباح اليوم (الأحد) بمدينة الرياض، وذلك بعد التنسيق مع التام مع وزارة الخارجية والسفارة السعودية في الصين التي قامت بجهود مشكورة لإنهاء كافة الإجراءات والترتيبات اللازمة مع السلطات المختصة هناك وتقديم التسهيلات المطلوبة لنقلهم وتأمين سلامتهم.

وأبانت الصحة أنه تم نقل الطلاب برفقة طواقم طبية متخصصة إلى سكن مناسب تم تجهيزه بالكامل لهم، تتوفر به العناية الطبية الكاملة، حيث سيتم عزلهم احتياطياً لمدة أسبوعين حتى يتم التأكد من سلامتهم وإجراء جميع الفحوصات المخبرية لهم للاطمئنان عليهم لضمان عدم انتقال المرض لأشخاص آخرين.

ويأتي هذا الإجراء في إطار أعمال التقصي الوبائي والمتابعة المستمرة التي تقوم بها الصحة لفيروس كورونا المستجد.

وأعادت الصحة التأكيد وطمانة المواطنين والمقيمين أنه لم يتم حتى الآن تسجيل أي إصابة في المملكة بفيروس كورونا المستجد.

يذكر أن الصحة تواصل تنفيذ العديد من الإجراءات الاحترازية لمنع وفادة الفيروس إلى المملكة وذلك من خلال فحص جميع القادمين من الصين عبر رحلات مباشرة أو غير مباشرة.

وأبانت الصحة أن إجمالي عدد العينات التي فحصها في المملكة منذ 20 يناير حتى 2 فبراير الجاري بلغ 62 عينة، وجميعها سالبة ولله الحمد، كما تم فحص 3152 مسافرا عبر الرحلات الجوية المباشرة من الصين، وكذلك تم فحص 867 مسافراً عبر الرحلات الجوية غير المباشرة وذلك خلال نفس الفترة، حيث وفرت الصحة أطقما طبية على مدار الساعة في جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية التي تتلقى رحلات مباشرة وغير مباشرة من الصين.

كما تمكن المختبر الوطني التابع للصحة من بناء القدرات المخبرية اللازمة لاكتشاف والتعرف على المرض في وقت قياسي منذ ظهور أولى الحالات المعدية في الصين وقبل إعلان منظمة الصحة العالمية أنها فاشية دولية.

وتتمتع المملكة ولله الحمد بخبرة واسعة وتجربة ثرية في مكافحة الأمراض والوقاية منها خلال مواسم الحج والعمرة التي يتم خلالها استقبال ملايين الأشخاص من مختلف أنحاء العالم.

‏يشارة إلى أنه وفقاً لأحدث الإحصاءات الصادرة من منظمة الصحة العالمية، فقد بلغ إجمالي عدد الحالات المؤكدة عالمياً 14561 حالة، منها 14386 حالة داخل الصين، و175 حالة خارجها، فيما بلغ عدد الوفيات حتى تاريخه 305 حالات وفاة.

وتأتي هذه الجهود التي بذلت لإجلاء المبتعثين السعوديين إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وبإشراف ومتابعة من وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، إذ تمت عملية الإجلاء من المنطقة الموبوءة بجهود دقيقة وموفقة بالتعاون مع السلطات الصينية التي أبدت تعاوناً كاملا مع سفارة المملكة العربية السعودية لدى الصين، وقد تولت وزارة الصحة استقبالهم واتخذت جميع الاحتياطات اللازمة لهم في مثل هذه الحالات.

وتأتي عملية إجلاء الطلبة السعوديين ضمن الخطط والتدابير الاحترازية التي وضعتها وزارة الخارجية لمتابعة وضع المواطنين السعوديين في الصين إثر الحالة الصحية الممثلة بفايروس كورونا الجديد، وبذلك يكون معظم السعوديين الموجودين في الصين قد غادروها، خصوصا الأسر والطلبة المقيمين ومنسوبي الجهات الحكومية، فيما تستكمل وزارة الخارجية إجلاء من بقي من الموجودين على الأراضي الصينية ومتابعة خروجهم حالة بحالة.

وأعلن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، عبر حسابه في «تويتر» وصول المبتعثين السعوديين الـ10 إلى أراضي المملكة بخير وعافية، بعد إجلائهم من مدينة ووهان الصينية، بؤرة تفشي فيروس كورونا الجديد.

وقال وزير الخارجية: بذلت سفارتنا جهوداً كبيرة في سبيل تأمين إخراج مواطنينا من المنطقة الموبؤة، ونقدر عالياً جهود السلطات الصينية التي ساهمت في تذليل العقبات ومساعدة فرقنا على الأرض.

وعقب وصول الطائرة المقلة للطلاب السعوديين، صعد طاقم طبي لاستطلاع الوضع الصحي، فيما تم اتخاذ إجراءات صحية احترازية في مطار الرياض عقب وصول الطلاب المبتعثين عقب إجلائهم من الصين.

وكان الملحق الثقافي السعودي في بكين الدكتور فهد الشريف قد أكد في حديثه لـ«عكاظ» أنه تم عند الساعة الرابعة و14 دقيقة فجرا بتوقيت الصين (الأحد) «الحادية عشرة و14 دقيقة مساء بتوقيت السعودية من يوم السبت» مغادرة الطلاب المبتعثين السعوديين الـ10 من مدينة ووهان بؤرة فيروس كورونا، موضحا أن الطائرة أقلعت بالطلاب الـ10 بعد جهود مع السلطات الصينية التي فرضت تشديد الإجراءات الاحتياطيّة على مدينة ووهان وعزلها عن العالم لاحتواء انتشار الفايروس القاتل، مشيدا بدور وزارة الخارجية وسفارة المملكة في الصين ومتابعتها المستمرة لإجلاء الطلاب الـ10 التي تكللت بالنجاح.