أشعل تكليف وزير الاتصالات السابق محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة، ساحات التظاهر في بغداد ومحافظات الجنوب أمس (الأحد) مجددا، رفضا لهذا الترشيح باعتباره من الطبقة الحاكمة والأحزاب الفاسدة. وتحفظ نواب في البرلمان على اختياره، مؤكدين أن اختياره يمثل استنساخا لتجربة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي. وتوقعوا أن يكون ضحية تحت ضغط الكتل البرلمانية الكبيرة التي تسعى لتمرير أجندتها من خلال رئيس الحكومة. وشنت كتلة التغيير الكردية في البرلمان هجوما على طريقة اختياره، وقال النائب هوشيار عبدالله في بيان له أمس، إن اختيار علاوي ليس تغييرا بل استنساخ لتجربة عبدالمهدي بدقة عالیة فهو نسخة طبق الأصل من عبدالمهدي من کل النواحي من حيث التفكير والتعامل، وطریقة التكليف باتفاق بين «سائرون والفتح»، وسيتضح الشبه أكثر خلال الأيام القادمة. وأضاف: وكأنما العراق أمام تكرار السیناریوهات والنماذج الفاشلة.

وأعلن معتصمو محافظات ذي قار والمثنى وواسط، أمس، رفضهم لتكليف علاوي. وضجت وسائل التواصل الاجتماعي أمس، منددة بتصريحات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي أعلن تأييده لاختيار علاوي، رئيساً للوزراء، مؤكداً له أن الشعب هو من اختاره وأن هذه خطوة جيدة للبلاد. وطالب المغردون الصدر بالكشف عن أدلة تثبت صحة حديثه بأن الشعب العراقي هو من اختار رئيس الوزراء. كما طالبوا بالكشف عن الآلية التي اتبعها الشعب العراقي والتي أفضت لاختياره. وفي السياق ذاته، نظّم الآلاف من المتظاهرين في ساحة التحرير في بغداد، مظاهرة للتنديد بتكليف علاوي تشكيل الحكومة الجديدة. واعتبروا أنه لا تتوافر فيه الشروط الموضوعة من قبل ساحات الاعتصام لأنه مرشح الأحزاب. وأفاد شهود عيان بأن متظاهرين رفعوا شعار «مرفوض محمد علاوي»، منددين بما أشاروا إلى أنه تدخل إيراني في تسمية المرشح للمنصب. وأكدوا أن تكليف علاوي سوف يزيدهم إصراراً على البقاء في ساحات التظاهر حتى يتم تطهير المنظومة السياسية من الفاسدين ومن سرقة المال العام. وقطع المتظاهرون جسر النصر والحضارات وتقاطع البهو في الناصرية.

وخرج أمس المئات من المتظاهرين في مدن عدة تعبيراً عن رفضهم تكليف علاوي، لتأليف الحكومة الجديدة. وفي مدينتي الحلة والديوانية، رفع عشرات المتظاهرين شعارات تعتبر أن «علاوي هو مرشح المليشيا الإيرانية وليس الشعب». وقطع عدد من المحتجين بعض الطرق، مؤكدين عزمهم تنفيذ خطوات احتجاجية تصعيدية.