كتاب ومقالات

معالي الوزير والصيد الثمين

تهويم

منى العتيبي

«المشرف أثمن من إنك تستغله في غير العمل التعليمي التربوي»، هكذا أعاد معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ بهذه العبارة الأمور إلى نصابها. وهو بهذا يعود بنا إلى ضبط مفهوم «المشرف التربوي» وتحديد مهامه التي كانت في بدايات سياقها التاريخي تعني «المفتش» وتهتم بالأمور الشكلانيّة من الصيانة والنظافة ومراقبة الحضور والغياب وكل ما يخص الدور الرقابي الانضباطي.

في وقتنا الراهن أصبحت العملية التعليمية من العمليات المعقدة والمركبة، وتتطلب جهداً ومهام تتبع بصورة تكاملية دون تداخل وتدافع بعضها البعض، بحيث تستطيع أن تُستثمر في غاية واحدة وهي الطالب.. الطالب المواطن والإنسان. ومن هنا ولغرض تحقيق الهدف التعليمي والتربوي المرام تحقيقه صار لزاماً أن نعاود التركيز على مهام المشرف التربوي «الفني تحديداً» والعودة به إلى التركيز في العمليات التعليمية والأدوار المنهجية والأساليب الإشرافية، فالمشرف التربوي وفق التوجهات التربوية المعاصرة والقفزات التقنية الحديثة يقف أمام تحديات تربوية متشابكة المهام تتطلب منه التخلص من كثرة الأعباء الإدارية الملقاة على عاتقه التي تشغله عن القيام بدوره الأساسي في الإشراف على العملية التعليمية وتطويرها.

ولأن معالي وزير التعليم مدرك تماماً لمهام المشرف التربوي المعاصرة، ويعي الأهداف المنشودة لنواتج التعلم والتحسين والرفع من التحصيل الدراسي، أخذ مفهوم «المشرف التربوي» إلى أصله التعليمي ضمن التوجهات التربوية المعاصرة المبنية على الأداء، وهو أداء الطلبة، والتي تسهم بوجه آخر في تعزيز الجهود الإشرافية الهادفة إلى تطوير قدرات المعلمين، وبالتالي تؤثر إيجاباً في الرفع من مستوى تحصيل الطلاب.

إن إشغال المشرف التربوي عن مهامه الأصيلة ينأى به عن التوجهات المستحدثة في عالم الإشراف التربوي، وبالتالي تفقده مهارات صناعة الآليات الملائمة التي يواجه بها المعوقات والتحديات التي تواجهه في العملية التربوية ويتخذ بها مساراً جديداً وتحديات جديدة تساعده في بناء التطوير المستمر.

أخيرا، العبارة التي أطلقها معالي وزير التعليم حول مهمة المشرف التربوي تلزمنا بإعادة ترتيب أوراقنا التعليمية والتركيز على الصف المدرسي وحجرته، فهو الانطلاقة الجادة لتحقيق نواتج التعلم والرفع من مستوى التحصيل الدراسي.