تغريدة واحدة
الخميس / 12 / جمادى الآخرة / 1441 هـ الخميس 06 فبراير 2020 02:29
نورا المطيري
في آخر يوم من العام 2019، كتب يقول: «إن أراد الإخوة السعوديون تنفيذ اتفاق الرياض فما عليهم إلا قطع الرواتب والإعاشة والمخصصات الأخرى وسيتم تنفيذ هذه الفقرة في ظرف يومين، حل عملي وسهل وبيدهم عمله إن أخلصوا النية للتنفيذ.. فلماذا؟».
قبل ذلك بأيام، كان يعلم أن ظهوره في أنقرة فجأة سوف يكشف عن شبكة علاقاته وولائه لخليفة المسلمين المزعوم، ولكنهم اشترطوا عليه الذهاب مقابل تقديم الحماية والرعاية والمال له في حال تم تنفيذ اتفاق الرياض، وتم تشكيل حكومة مناصفة بين الشرعية والمجلس الانتقالي، قالوا له إن ذلك سيحدث قريبا، وستكون خارج التشكيلة، وعندها لن ينفعك التأرجح على الحبلين وستكون في مأمن في تركيا..!
تردد كثيرا، وكان يعلم أن هذا قرار الذهاب والمثول بين يدي مستشار أردوغان، المدعو ياسين أقطاي يعني بكل الأحوال انحراف مسار خططه السابقة الكثيرة لإفشال اتفاق الرياض، تلك الخطط المدعومة من الإخوان والخوارج، كان عليه أن يقدم لرئيسه تلميحا لحفظ ماء الوجه، فحاول الاتصال المباشر عدة مرات ولم يفلح، وفي النهاية قرر الذهاب، معتمدا على الحظ، وقال لنفسه: رب رمية من غير رامٍ.
استلم كشفا بقائمة الطلبات، ومخططا سريعا للتنفيذ، وغادر الدوحة إلى أنقرة، وتوجه مباشرة إلى مكتب وزير النقل والبنية التحتية التركي محمد جاهد تورهان، انتظر ساعات، ثم سُمح له بمقابلة الوزير، بناء على توصية أقطاي، التقط مجموعة من الصور وأعطي نص تغريدات لتغريدها على تويتر تقول بأنه قد «عقد جلسة مباحثات مع وزير النقل وتشكيل لجنة مشتركة لوضع مسودة اتفاقية تنظم التعاون والدعم والاستثمار التركي في اليمن».
سهر يتابع ردود الفعل، كانت كلها غاضبة، يقولون ماذا يفعل في أنقرة، وكيف يتجرأ على هذا التحدي، استمع إلى مكالمات من مقربين تشجعه على المضي، وإلى مكالمات أخرى تنتقده بقسوة، وتأسف على ما يفعله في أنقرة، وأن عليه تقديم الاعتذار، شعر بالقلق، خاصة ومواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي تُظهره بالشخص غير الممتن وغير الوفي للتحالف العربي بقيادة السعودية، الذي قدم لليمن، على مدار سنوات، الكثير، قوافل الشهداء، والمال وخطط التنمية والدعم الإنساني، ومهما كان ما سيقدمه أردوغان سيبدو بلا قيمة، مع أنه لن يقدم شيئا سوى الفتنة والخراب.
اجتمع بقيادات الإخوان الهاربين هناك، سمع منهم العجب، قالوا له إن المستقبل بيد أردوغان، وإنه القائد العظيم، وإن عليه امتداحه عبر وسائل التواصل الاجتماعي فكتب: «شكراً للصديق الكبير ياسين أقطاي، وشكراً لتركيا التي عادت بقوة للساحة العالمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان».
تغريدة واحدة، تم بناء عليها اختيار «الضائع» ليقوم بالمهمة، سأل: ما المطلوب الآن؟ فأعطي مخططا جديدا لفتنة العام 2020 في اليمن، تقوم على الطعن في التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي ووضع كافة الإمكانيات لقتل اتفاق الرياض قبل الخامس من فبراير 2020.
جاء 5 فبراير، وذهبوا جميعا، وبقي اتفاق الرياض، بحجم رعاته شامخا صامدا من طعون الخصوم من الإخوان والحوثيين الإرهابيين، وكل من لا يريد لليمن خيرا.
* روائية وباحثة سياسية
Noura_almoteari@yahoo.com
قبل ذلك بأيام، كان يعلم أن ظهوره في أنقرة فجأة سوف يكشف عن شبكة علاقاته وولائه لخليفة المسلمين المزعوم، ولكنهم اشترطوا عليه الذهاب مقابل تقديم الحماية والرعاية والمال له في حال تم تنفيذ اتفاق الرياض، وتم تشكيل حكومة مناصفة بين الشرعية والمجلس الانتقالي، قالوا له إن ذلك سيحدث قريبا، وستكون خارج التشكيلة، وعندها لن ينفعك التأرجح على الحبلين وستكون في مأمن في تركيا..!
تردد كثيرا، وكان يعلم أن هذا قرار الذهاب والمثول بين يدي مستشار أردوغان، المدعو ياسين أقطاي يعني بكل الأحوال انحراف مسار خططه السابقة الكثيرة لإفشال اتفاق الرياض، تلك الخطط المدعومة من الإخوان والخوارج، كان عليه أن يقدم لرئيسه تلميحا لحفظ ماء الوجه، فحاول الاتصال المباشر عدة مرات ولم يفلح، وفي النهاية قرر الذهاب، معتمدا على الحظ، وقال لنفسه: رب رمية من غير رامٍ.
استلم كشفا بقائمة الطلبات، ومخططا سريعا للتنفيذ، وغادر الدوحة إلى أنقرة، وتوجه مباشرة إلى مكتب وزير النقل والبنية التحتية التركي محمد جاهد تورهان، انتظر ساعات، ثم سُمح له بمقابلة الوزير، بناء على توصية أقطاي، التقط مجموعة من الصور وأعطي نص تغريدات لتغريدها على تويتر تقول بأنه قد «عقد جلسة مباحثات مع وزير النقل وتشكيل لجنة مشتركة لوضع مسودة اتفاقية تنظم التعاون والدعم والاستثمار التركي في اليمن».
سهر يتابع ردود الفعل، كانت كلها غاضبة، يقولون ماذا يفعل في أنقرة، وكيف يتجرأ على هذا التحدي، استمع إلى مكالمات من مقربين تشجعه على المضي، وإلى مكالمات أخرى تنتقده بقسوة، وتأسف على ما يفعله في أنقرة، وأن عليه تقديم الاعتذار، شعر بالقلق، خاصة ومواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي تُظهره بالشخص غير الممتن وغير الوفي للتحالف العربي بقيادة السعودية، الذي قدم لليمن، على مدار سنوات، الكثير، قوافل الشهداء، والمال وخطط التنمية والدعم الإنساني، ومهما كان ما سيقدمه أردوغان سيبدو بلا قيمة، مع أنه لن يقدم شيئا سوى الفتنة والخراب.
اجتمع بقيادات الإخوان الهاربين هناك، سمع منهم العجب، قالوا له إن المستقبل بيد أردوغان، وإنه القائد العظيم، وإن عليه امتداحه عبر وسائل التواصل الاجتماعي فكتب: «شكراً للصديق الكبير ياسين أقطاي، وشكراً لتركيا التي عادت بقوة للساحة العالمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان».
تغريدة واحدة، تم بناء عليها اختيار «الضائع» ليقوم بالمهمة، سأل: ما المطلوب الآن؟ فأعطي مخططا جديدا لفتنة العام 2020 في اليمن، تقوم على الطعن في التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي ووضع كافة الإمكانيات لقتل اتفاق الرياض قبل الخامس من فبراير 2020.
جاء 5 فبراير، وذهبوا جميعا، وبقي اتفاق الرياض، بحجم رعاته شامخا صامدا من طعون الخصوم من الإخوان والحوثيين الإرهابيين، وكل من لا يريد لليمن خيرا.
* روائية وباحثة سياسية
Noura_almoteari@yahoo.com