مؤتمر تجديد الفكر الإسلامي
الجمعة / 13 / جمادى الآخرة / 1441 هـ الجمعة 07 فبراير 2020 02:00
أسامة يماني
الحراك الفكري والثقافي مطلب بل ضرورة لتحقيق النسق المعرفي والفكري والثقافي، والخروج على ثوابت معرفية تجاوزها الزمن المعرفي الرقمي.
وإن هذه المؤتمرات التي تسعى لتجديد الفكر الإسلامي هي في حد ذاتها إقرار بالحاجة الماسة للتطوير. وإقرار بأن هناك خللا ومشكلة كبيرة تحتاج إلى إعادة الروح للفكر الإسلامي وتجديده، ولهذا فقد دعا الأزهر لمؤتمر عالمي دولي للتجديد في الفكر الإسلامي، انعقد يوم الثلاثاء ٢٨ يناير لعام ٢٠٢٠.
هذا التطوير هو الذي يسعى إليه الحريصون من المُفكرين المُنشغلين ببناء العقل العربي الحديث القادر على شق طريقه للمستقبل.
يقول الدكتور محمد عثمان الخشت أستاذ فلسفة الدين رئيس جامعة القاهرة في كتابه (نحو تأسيس عصر ديني جديد): «لا يمكن أن يقنعني أحد بأن الإسلام السائد هو الإسلام الأول الخالص والنقي، حتى عند أكثر الجماعات ادعاءً للالتزام الحرفي بالإسلام؛ فأنا أقيس صواب كل فكرة أو نسق فكري بالنتائج المترتبة عليه، والفكرة الصواب هي التي تعمل بنجاح في الواقع وتنفع الناس. والإسلام الأول كانت نتائجه مبهرة في تغير الواقع والتاريخ. أما الإسلام الذي نعيشه اليوم فهو خارج التاريخ ومنفصل عن واقع حركة التقدم. ولذلك باتت من الضرورات الملحة اليوم العودة إلى الإسلام المنسي لا الإسلام المزيف الذي نعيشه اليوم. ولا يمكن هذا إلا بتخليص الإسلام من المورثات الاجتماعية وقاع التراث والرؤية الأحادية للإسلام، فالنظرة إلى الإسلام من زاوية واحدة وضيقة تزيف الإسلام؛ ولذا من الفرائض الواجبة توجيه النقد الشامل لكل التيارات أحادية النظرة، سواء كانت إرهابية أو غير إرهابية».
إن تجديد الفكر الإسلامي الذي يُطالب به المؤتمر، وإن كان خطوة في الطريق الصحيح، إلا أنها خطوة ضعيفة مهتزة مرتبكة فرضها الواقع. وهذه الخطوة تحتاج إلى خطوات أكثر رسوخاً ووضوحاً.
نحن في حاجة لتأسيس أصولية مُعاصرة قادرة على أن نخطو بها إلى المستقبل. وكما يقول الدكتور محمد عثمان الخشت: «ويقتضي الدخول إلى عصر ديني جديد مجموعة من المهام العاجلة، مثل: تفكيك الخطاب الديني، وتفكيك العقل المغلق، ونقد العقل النقلي، وفك جمود الفكر الإنساني الديني المتصلب والمتقنع بأقنعة دينية؛ حتى يمكن كشفه أمام نفسه وأمام العالم. وليس هذا التفكيك للدين نفسه وإنما للبنية العقلية المغلقة والفكر الإنساني الديني الذي نشأ حول الدين الإلهي الخالص».
وفي مقال مُقبل سأتناول التوصيات التي نتجت عن هذا المؤتمر، والتي تتطلب تخصيص مقال عنها، فقد بلغت التوصيات الصادرة عن المؤتمر 29 توصية، وهي تُظهر ضعف قدرة هذه المؤسسة العريقة على الانطلاق الحقيقي القادر على البدء في عمليات التجديد الحقيقية، وليس الترميم والتحسين في الأشكال والمباني بدون العمل على تغيير واقعي قادر على التجديد.
* كاتب سعودي
yamani.osama@gmail.com
وإن هذه المؤتمرات التي تسعى لتجديد الفكر الإسلامي هي في حد ذاتها إقرار بالحاجة الماسة للتطوير. وإقرار بأن هناك خللا ومشكلة كبيرة تحتاج إلى إعادة الروح للفكر الإسلامي وتجديده، ولهذا فقد دعا الأزهر لمؤتمر عالمي دولي للتجديد في الفكر الإسلامي، انعقد يوم الثلاثاء ٢٨ يناير لعام ٢٠٢٠.
هذا التطوير هو الذي يسعى إليه الحريصون من المُفكرين المُنشغلين ببناء العقل العربي الحديث القادر على شق طريقه للمستقبل.
يقول الدكتور محمد عثمان الخشت أستاذ فلسفة الدين رئيس جامعة القاهرة في كتابه (نحو تأسيس عصر ديني جديد): «لا يمكن أن يقنعني أحد بأن الإسلام السائد هو الإسلام الأول الخالص والنقي، حتى عند أكثر الجماعات ادعاءً للالتزام الحرفي بالإسلام؛ فأنا أقيس صواب كل فكرة أو نسق فكري بالنتائج المترتبة عليه، والفكرة الصواب هي التي تعمل بنجاح في الواقع وتنفع الناس. والإسلام الأول كانت نتائجه مبهرة في تغير الواقع والتاريخ. أما الإسلام الذي نعيشه اليوم فهو خارج التاريخ ومنفصل عن واقع حركة التقدم. ولذلك باتت من الضرورات الملحة اليوم العودة إلى الإسلام المنسي لا الإسلام المزيف الذي نعيشه اليوم. ولا يمكن هذا إلا بتخليص الإسلام من المورثات الاجتماعية وقاع التراث والرؤية الأحادية للإسلام، فالنظرة إلى الإسلام من زاوية واحدة وضيقة تزيف الإسلام؛ ولذا من الفرائض الواجبة توجيه النقد الشامل لكل التيارات أحادية النظرة، سواء كانت إرهابية أو غير إرهابية».
إن تجديد الفكر الإسلامي الذي يُطالب به المؤتمر، وإن كان خطوة في الطريق الصحيح، إلا أنها خطوة ضعيفة مهتزة مرتبكة فرضها الواقع. وهذه الخطوة تحتاج إلى خطوات أكثر رسوخاً ووضوحاً.
نحن في حاجة لتأسيس أصولية مُعاصرة قادرة على أن نخطو بها إلى المستقبل. وكما يقول الدكتور محمد عثمان الخشت: «ويقتضي الدخول إلى عصر ديني جديد مجموعة من المهام العاجلة، مثل: تفكيك الخطاب الديني، وتفكيك العقل المغلق، ونقد العقل النقلي، وفك جمود الفكر الإنساني الديني المتصلب والمتقنع بأقنعة دينية؛ حتى يمكن كشفه أمام نفسه وأمام العالم. وليس هذا التفكيك للدين نفسه وإنما للبنية العقلية المغلقة والفكر الإنساني الديني الذي نشأ حول الدين الإلهي الخالص».
وفي مقال مُقبل سأتناول التوصيات التي نتجت عن هذا المؤتمر، والتي تتطلب تخصيص مقال عنها، فقد بلغت التوصيات الصادرة عن المؤتمر 29 توصية، وهي تُظهر ضعف قدرة هذه المؤسسة العريقة على الانطلاق الحقيقي القادر على البدء في عمليات التجديد الحقيقية، وليس الترميم والتحسين في الأشكال والمباني بدون العمل على تغيير واقعي قادر على التجديد.
* كاتب سعودي
yamani.osama@gmail.com