بعد حقبتي «الغزالي».. وحامل «الربابة».. كيف عزف «الرابر» السعودي في الخرطوم؟
السبت / 14 / جمادى الآخرة / 1441 هـ السبت 08 فبراير 2020 04:15
ياسر عبدالفتاح (الخرطوم) okaz_online@
ليلة (الجمعة) أحيا مغني الرابر السعودي «قصي» حفلة على مسرح معرض الخرطوم الدولي، في حدث يعد الأول من نوعه في السودان، إذ لم تعرف بلاد النيلين تواصلا مع السعودية في ضروب الموسيقى، حديثه وقديمه، لدواع شتى، ربما لاختلاف أمزجة السميعة بين السلمين الموسيقيين، السباعي العربي الرصين، والخماسي الأفريقي الصاخب، أو بسبب ميراث ثقيل في الجزيرة العربية عدّ الموسيقى ضربا من ضروب الجنون والمجون.
في القرن الرابع عشر الهجري، زانت «الربابة»، الآلة الوترية العتيقة مجلسا للمغنين، واستنكف شاعرهم ذاك وأنشد:
«يــا بــنت لا يعجبـك صــوت الربابـــة، مــا غــير جلـــد حويّرٍ فــوق عـــيدان»
لكن أبوحامد الغزالي، دافع عن حركة الموسيقى في تلك الحقبة فأطلق قولته «من لم يحركه الربيعُ وأزهاره، والعودُ وأوتاره، فهو فاسدُ المزاج ليس له علاج»، وهو الأمر الذي وضعته وزارة الثقافة وهيئة الترفيه والجهات ذات الصلة في اعتبارها بعدما أعادت إلى الموسيقى والفنون كرامتها المهدرة من «الصحونجية» الذين مضوا في حركة تكفير واسعة طالت كل شيء من الربابة إلى الراديو، وصولا إلى الطبق الفضائي!
في يوم الثلاثاء الماضي صدر قرار بإنشاء 11 هيئة معنية بالأدب والنشر والترجمة، والمتاحف، والتراث، والأفلام، والمكتبات، وفنون العمارة والتصميم، والموسيقى، والمسرح والفنون الأدائية، والفنون البصرية، وفنون الطهي، والأزياء. وبعد اقل من أسبوع من تشكيل هيئات الآداب والفنون، أصدرت محكمة سعودية قرارا بتزويج فتاة رفضت أسرتها شابا، قيل إنه شوهد وهو يعزف على آلة موسيقية في مخيم بري، («عكاظ» - الجمعة- 7 فبراير)، وأضحت تهمة مثل هذه من تراث ماض سحيق بعدما أذنت وزارة التعليم بمناهج فنون الدراما والموسيقى والإبداع التشكيلي في كافة مدارسها.
مطرب الرابر السعودي «قصي» الذي قدم فواصله الطربية للجمهور السوداني، كأنه كان يرد تحية «الزول» بأفضل منها، إذ قدم المغني السوداني الأشهر محمد الأمين، صاحب مقولة «يا تغنوا انتو يا أغني أنا» فواصل من أغنياته الشهر الماضي في بوليفارد الرياض بدعوة من المستشار تركي آل الشيخ كأول مغن سوداني في حفلة سودانية «معترف بها» إذ درج السودانيون على إقامة مناسباتهم الاجتماعية المصحوبة بالموسيقى في الاستراحات البعيدة، نأيا بأنفسهم من ملاحقات حملة عصي الصحوة!
في القرن الرابع عشر الهجري، زانت «الربابة»، الآلة الوترية العتيقة مجلسا للمغنين، واستنكف شاعرهم ذاك وأنشد:
«يــا بــنت لا يعجبـك صــوت الربابـــة، مــا غــير جلـــد حويّرٍ فــوق عـــيدان»
لكن أبوحامد الغزالي، دافع عن حركة الموسيقى في تلك الحقبة فأطلق قولته «من لم يحركه الربيعُ وأزهاره، والعودُ وأوتاره، فهو فاسدُ المزاج ليس له علاج»، وهو الأمر الذي وضعته وزارة الثقافة وهيئة الترفيه والجهات ذات الصلة في اعتبارها بعدما أعادت إلى الموسيقى والفنون كرامتها المهدرة من «الصحونجية» الذين مضوا في حركة تكفير واسعة طالت كل شيء من الربابة إلى الراديو، وصولا إلى الطبق الفضائي!
في يوم الثلاثاء الماضي صدر قرار بإنشاء 11 هيئة معنية بالأدب والنشر والترجمة، والمتاحف، والتراث، والأفلام، والمكتبات، وفنون العمارة والتصميم، والموسيقى، والمسرح والفنون الأدائية، والفنون البصرية، وفنون الطهي، والأزياء. وبعد اقل من أسبوع من تشكيل هيئات الآداب والفنون، أصدرت محكمة سعودية قرارا بتزويج فتاة رفضت أسرتها شابا، قيل إنه شوهد وهو يعزف على آلة موسيقية في مخيم بري، («عكاظ» - الجمعة- 7 فبراير)، وأضحت تهمة مثل هذه من تراث ماض سحيق بعدما أذنت وزارة التعليم بمناهج فنون الدراما والموسيقى والإبداع التشكيلي في كافة مدارسها.
مطرب الرابر السعودي «قصي» الذي قدم فواصله الطربية للجمهور السوداني، كأنه كان يرد تحية «الزول» بأفضل منها، إذ قدم المغني السوداني الأشهر محمد الأمين، صاحب مقولة «يا تغنوا انتو يا أغني أنا» فواصل من أغنياته الشهر الماضي في بوليفارد الرياض بدعوة من المستشار تركي آل الشيخ كأول مغن سوداني في حفلة سودانية «معترف بها» إذ درج السودانيون على إقامة مناسباتهم الاجتماعية المصحوبة بالموسيقى في الاستراحات البعيدة، نأيا بأنفسهم من ملاحقات حملة عصي الصحوة!