والديّ.. تقبلا مني مشاعر الأسف والندم
الأربعاء / 18 / جمادى الآخرة / 1441 هـ الأربعاء 12 فبراير 2020 03:53
أحمد أبوالخير
قبل 20 سنة اضطررت لمغادرة المحضن الدافئ الذي ولدت ونشأت فيه، وقضيت به قرابة عقدين ونصف هي أجمل مراحل حياتي، طفلًا ثم شابًا، طالبًا ثم خريجًا، في ظل والدين كريمين، وصحبة إخوة وأخوات يملؤون البيت صخبًا ولهوًا وأنسًا ولعبًا، ولا زالت ذكرياتها تطوف بي كأنها أحداث الأمس القريب.
كانت المرة الأولى التي أودِّع فيها والديّ وأخواتي في سفر طويل مجهول الأمد إلى عسير..! أتذكر وصايا والدي حينها، ودموع والدتي الغالية، إذْ تحاول إخفاءها دون جدوى، وهي تغالب لوعة فراق ابنها البكر..!
وأذكر كيف استطعتُ الانتصار على مشاعري أمامهما مؤقتًا لحين الانصراف عنهما، بينما أرسلت دمعي مدرارًا بعد ذلك طول الطريق مستحضرًا كل اللحظات الجميلة التي عشتها في كنف والديّ الغاليين.
وعلى الرغم من تردادي الشهري على والديّ وإخوتي من أعالي قمم عسير إلى مكة الحبيبة شرفها الله.
لم أشعر مع مرور الأيام أن مشوار ترحالي لأجل العمل؛ قد استمر لعقدين من الزمان..! لقد مضى هذا الوقت الطويل سريعًا، كنت (عريسًا) للتو آنذاك، وأنا اليوم أب لخمسة من الأبناء والبنات، أكبرهم على أعتاب الجامعة!
كيف أغرقتني أمواج الحياة هكذا حتى أنشغل عنكما إلى هذا الوقت المتأخر! وكيف فرطت كل هذه السنين عن القرب منكما! بل كيف حرمت نفسي لذة النظر إلى وجهيكما والجلوس إليكما وقضاء حوائجكما كما ينبغي؟! (ترى متى ستعود؟) سألت نفسي. (لا، لن أنتظر أكثر، أنا في الطريق إليكما) إجابة خرجت من أعماق قلبي.. وها أنذا أحمد الله أن أبقاكما على قيد الحياة لأسمع صوتكما.. أبي، أمي: تقبلا مني كل مشاعر الندم والأسف على كل لحظة بُعد عنكما أو جفاء، أو قصور وعدم وفاء.. اقبلا اعتذاري عن كل لحظة عشتها في فيافي الغفلة والضياع عنكما! فأنا اللحظة عند أعتاب بابكما أنتظر الإذن بالدخول مجددًا إلى ذلكم المحضن الجميل، وحالي ومقالي: رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا.
كانت المرة الأولى التي أودِّع فيها والديّ وأخواتي في سفر طويل مجهول الأمد إلى عسير..! أتذكر وصايا والدي حينها، ودموع والدتي الغالية، إذْ تحاول إخفاءها دون جدوى، وهي تغالب لوعة فراق ابنها البكر..!
وأذكر كيف استطعتُ الانتصار على مشاعري أمامهما مؤقتًا لحين الانصراف عنهما، بينما أرسلت دمعي مدرارًا بعد ذلك طول الطريق مستحضرًا كل اللحظات الجميلة التي عشتها في كنف والديّ الغاليين.
وعلى الرغم من تردادي الشهري على والديّ وإخوتي من أعالي قمم عسير إلى مكة الحبيبة شرفها الله.
لم أشعر مع مرور الأيام أن مشوار ترحالي لأجل العمل؛ قد استمر لعقدين من الزمان..! لقد مضى هذا الوقت الطويل سريعًا، كنت (عريسًا) للتو آنذاك، وأنا اليوم أب لخمسة من الأبناء والبنات، أكبرهم على أعتاب الجامعة!
كيف أغرقتني أمواج الحياة هكذا حتى أنشغل عنكما إلى هذا الوقت المتأخر! وكيف فرطت كل هذه السنين عن القرب منكما! بل كيف حرمت نفسي لذة النظر إلى وجهيكما والجلوس إليكما وقضاء حوائجكما كما ينبغي؟! (ترى متى ستعود؟) سألت نفسي. (لا، لن أنتظر أكثر، أنا في الطريق إليكما) إجابة خرجت من أعماق قلبي.. وها أنذا أحمد الله أن أبقاكما على قيد الحياة لأسمع صوتكما.. أبي، أمي: تقبلا مني كل مشاعر الندم والأسف على كل لحظة بُعد عنكما أو جفاء، أو قصور وعدم وفاء.. اقبلا اعتذاري عن كل لحظة عشتها في فيافي الغفلة والضياع عنكما! فأنا اللحظة عند أعتاب بابكما أنتظر الإذن بالدخول مجددًا إلى ذلكم المحضن الجميل، وحالي ومقالي: رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا.