عيون شعرية
الأربعاء / 18 / جمادى الآخرة / 1441 هـ الأربعاء 12 فبراير 2020 03:57
إعداد: محمد المشرعي (جدة) mmashraee2@
الشعر عند العرب لم يكن قولاً عابراً، بل كان فضاءً واسعاً يعبر فيه العربيّ عن أحاسيسه، فيرسمها في لوحة رسامٍ، كأن من يقرأها أو يسمع بها، يعيش تفاصيلها، تملؤها الحكمة الأخّاذة، والأخلاق السامية الرفيعة، يعتز به أهله ويفتخرون بكل ما فيه، وإن شابته بعض الشوائب لا تعكر صفوه الجميل، ومن الشعراء:
حاتم بن عبدالله بن سعد بن الحشرج بن أمرئ القيس الطائي، ويكنى أبا عدي، توفي 46 ق. هـ. من قبيلة طيء، نشأ حاتم على غرار والدته عتبة بنت عفيف بن عمرو، إذ كانت ذا يسار وسخاء، حجر عليها إخوتها ومنعوها مالها خوفاً من التبذير.
كان حاتم من شعراء العرب ويصدق قوله فعله، وكانت مضر تعظّمه في الجاهلية ينحر في كل يوم عشراً من الأبل.
سكن وقومه في بلاد الجبلين (أجا وسلمى) وتقع شمال السعودية. له ديوان شعري واحد.
من شعر حاتم الطائي في الكرم والجود رداً على زوجته التي كانت تلومه على بذل المال:
وعاذلةٍ هبّتْ بليل تلومُني
وقد غاب عيّوقُ الثريا فعرّدا
تَلومُ على إعطائيَ المالَ ضِلّةً
إذا ضَنّ بالمالِ البَخيلُ وصَرّدا
تقولُ: ألا أمْسِكْ عليكَ، فإنّني
أرى المال عند الممسكين، مُعَبَّدا
ذَريني ومالي، إنّ مالَكِ وافِرٌ
وكل امرئٍ جارٍ على ما تعودا
أعاذِلَ! لا آلُوكِ إلا خليقتي
فلا تَجعَلي، فوْقي، لِسانَكِ مِبْرَدا
ذَرِيني يكُنْ مالي لعِرْضِيَ جُنّةً
يَقي المالُ عِرْضِي، قبل أن يَتَبَدّدا
ذريني أكُن للمالِ ربّا ولا يكُن
لي المالُ ربا، تَحمِدِي غِيَّهُ غدا
أرِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً، لَعَلّني
أرَى ما تَرَينَ، أوْ بَخيلاً مُخَلَّدا
وإلاّ فكُفّي بَعضَ لومكِ، واجعلي
إلى رأي من تَلْحَيْنَ، رأيك مُسندا
ألم تعلمي أني إذا الضيفُ نابني
وعَزَّ القِرَى، أقري السَّديف المُسرْهدا
أسودُ سادات العشيرة، عارفاً
ومن دونِ قوْمي، في الشدائد، مِذْوَدا
وأُلْفَى لأعراض العشيرة حافظاً
وحَقِّهِمِ، حتى أكونَ المُسَوَّدا
يقولون لي: أهلكت مالك، فاقتصد
وما كنتُ لولا ما تقولونَ، سيّدا
كلوا الآن من رزق الإله وأيسروا
فإنّ، على الرّحمانِ، رِزْقَكُمُ غَدا
سأذخرُ من مالي دلاصاً وسابحاً
وأسمرَ خَطِّيَّاً، وعضباً مهندا
وذلكَ يكفيني من المال كله
مصوناً، إذا ما كان عندي متلِدا
ولا أشتري مالاً بغدر عَلِمْتُهُ
ألا كل مالٍ خالط الغدر أنْكدا
حاتم بن عبدالله بن سعد بن الحشرج بن أمرئ القيس الطائي، ويكنى أبا عدي، توفي 46 ق. هـ. من قبيلة طيء، نشأ حاتم على غرار والدته عتبة بنت عفيف بن عمرو، إذ كانت ذا يسار وسخاء، حجر عليها إخوتها ومنعوها مالها خوفاً من التبذير.
كان حاتم من شعراء العرب ويصدق قوله فعله، وكانت مضر تعظّمه في الجاهلية ينحر في كل يوم عشراً من الأبل.
سكن وقومه في بلاد الجبلين (أجا وسلمى) وتقع شمال السعودية. له ديوان شعري واحد.
من شعر حاتم الطائي في الكرم والجود رداً على زوجته التي كانت تلومه على بذل المال:
وعاذلةٍ هبّتْ بليل تلومُني
وقد غاب عيّوقُ الثريا فعرّدا
تَلومُ على إعطائيَ المالَ ضِلّةً
إذا ضَنّ بالمالِ البَخيلُ وصَرّدا
تقولُ: ألا أمْسِكْ عليكَ، فإنّني
أرى المال عند الممسكين، مُعَبَّدا
ذَريني ومالي، إنّ مالَكِ وافِرٌ
وكل امرئٍ جارٍ على ما تعودا
أعاذِلَ! لا آلُوكِ إلا خليقتي
فلا تَجعَلي، فوْقي، لِسانَكِ مِبْرَدا
ذَرِيني يكُنْ مالي لعِرْضِيَ جُنّةً
يَقي المالُ عِرْضِي، قبل أن يَتَبَدّدا
ذريني أكُن للمالِ ربّا ولا يكُن
لي المالُ ربا، تَحمِدِي غِيَّهُ غدا
أرِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً، لَعَلّني
أرَى ما تَرَينَ، أوْ بَخيلاً مُخَلَّدا
وإلاّ فكُفّي بَعضَ لومكِ، واجعلي
إلى رأي من تَلْحَيْنَ، رأيك مُسندا
ألم تعلمي أني إذا الضيفُ نابني
وعَزَّ القِرَى، أقري السَّديف المُسرْهدا
أسودُ سادات العشيرة، عارفاً
ومن دونِ قوْمي، في الشدائد، مِذْوَدا
وأُلْفَى لأعراض العشيرة حافظاً
وحَقِّهِمِ، حتى أكونَ المُسَوَّدا
يقولون لي: أهلكت مالك، فاقتصد
وما كنتُ لولا ما تقولونَ، سيّدا
كلوا الآن من رزق الإله وأيسروا
فإنّ، على الرّحمانِ، رِزْقَكُمُ غَدا
سأذخرُ من مالي دلاصاً وسابحاً
وأسمرَ خَطِّيَّاً، وعضباً مهندا
وذلكَ يكفيني من المال كله
مصوناً، إذا ما كان عندي متلِدا
ولا أشتري مالاً بغدر عَلِمْتُهُ
ألا كل مالٍ خالط الغدر أنْكدا