انسحاب محمد عيضة يبدد عاطفة السحب الهواوية
الجمعة / 20 / جمادى الآخرة / 1441 هـ الجمعة 14 فبراير 2020 02:44
قراءة: علي الرباعي Al_ARobai@
كمن يراجع معتقداته عن الحب، فتنغّصه المراجعات، وينقلب الهوى على نفسه، ويثور على لغته بلغته، تدخلك مهارة الشاعر محمد عيضة الزهراني معه في الحالة النفسية والوجدانية التي يعيشها، فتشعر بالورطة مع مزاج شاعر حساسيته بالغة خصوصاً عندما يقع ضحية المشاعر غير المتوازنة ولا متزنة، فهو مع الحب وضده، ونصّه يوحي بالتشبع من التجارب، فيما روحه تُشع بالعفة والتعالي على الشهوات العابرة، وهو في نصه (تحب من) يشرع أبواب الأسئلة حول هوية وماهية العاطفة الصادقة وهل لا زال لها وجود في زمن مادي بحت يفرض على الإنسان تغيير مشاعره كما يغير ملابسه، وشاعرنا الثائر لا يرحم نفسه ولا محبوبه ولا قارئه، ولذا لا يتردد في كشف المستور وفضح الأوراق «تحب من؟ بالضبط مدري في الحقيقة من تحب، تحب ذا، وتحب ذا، وتحب ذا، وتحب ذا»
يحلق النص بقارئه إلى أزمة بشرية كبرى وعسيرة على الحل من منظور الحب، وكأنما هو نواة تأسيس أشواق على مرجعية غرامية نقيّة وهي ذاتها مرجعيته الشعرية ويأخذ بأيدينا ليصطحبنا معه إلى النبع الأول، إلا أن تعكر المصب يخلف توازنه فينفث نار الأبجدية المسمومة غير مبالٍ أن تحرق أقرب الناس إليه في سبيل إعادة إحياء مفاهيم خالدة لعلاقة فطرية تتسم بالوفاء ولا يترتب عليه أي أذى «اتعبتنا واشغلتنا واذيتنا فيما نحب، والمشكلة أنه مالحق روحك ولا ذرة أذى، مسحت شطرٍ رغم جرحه لو كتبته مستحب، ما كنت أظن إنك (كذا) غير الوكاد إنك (كذا!).
الذات الفردية لشاعرنا الشعفي لا تقبل التلون والعبث بحالة الطهرانية فيسري بخياله في آفاق حالمة ويصبحه الواقع بما لا طاقة له به من ازدواجية الحس ويهدم الترتيب الداخلي لبنائه الروحي وتضيق سعة صدره برغم ما بلغته من الرحابة بسبب غلطة أو هفوة محبوب يراها شاعرنا تهاويل، فيتخلى عن العلاقة التي هي بالنسبة إليه (شذا) لكن لا مهرب من الانسحاب بأقل الخسائر كون الشاعر مهما ظن أنه خبير يظل قليل الحيلة في المواقف الصادمة فأجود ما يجيده الغزل أو الهجاء «يا ضيق صدري من تهاويلك وانا صدري رحب، شف كيف جرحك من سعة بالي ومن طيبي خذا، ابنسحب واتشرف اني من علاقتك انسحب، ما عاد تغريني مع انك ورد وانفاسك شذا».
وفي ذروة التصاعد الدرامي تلتبس الرؤية ويتحير العقل في كيفية التفاعل مع الموقف فيرسم لك محمد عيضة بانوراما يوردنا بها حالة مختلطة ما بين بكاء ليس كالبكاء وشفقة على نفسه ومحاولة رد اعتبار للذات، إلا أن المكسب الوحيد من التجربة تحول العلاقة بكل معطياتها إلى وقود للكتابة وإن غارت أكثر مما يجب طعنة الجرح الغادرة. «حطيتني في موقف ماهو لمثلي مستحب، واطراك تاخذني لشوك الدرب فـ اقدامك حذا، يافوز قولي للجموح اللي علينا تنتحب، عاتبتها لين انكسر قلبي على قلبي لذا، ماعاد يمدي نقترب من بعض والا نصطحب، حاولت اكحل عينها بالحب واهدتني قذا، لا قلت ليش تفرقين النور في عرض السحب، شاحت بوجه كنه القمرا وقالت لي.. كذا».
يحلق النص بقارئه إلى أزمة بشرية كبرى وعسيرة على الحل من منظور الحب، وكأنما هو نواة تأسيس أشواق على مرجعية غرامية نقيّة وهي ذاتها مرجعيته الشعرية ويأخذ بأيدينا ليصطحبنا معه إلى النبع الأول، إلا أن تعكر المصب يخلف توازنه فينفث نار الأبجدية المسمومة غير مبالٍ أن تحرق أقرب الناس إليه في سبيل إعادة إحياء مفاهيم خالدة لعلاقة فطرية تتسم بالوفاء ولا يترتب عليه أي أذى «اتعبتنا واشغلتنا واذيتنا فيما نحب، والمشكلة أنه مالحق روحك ولا ذرة أذى، مسحت شطرٍ رغم جرحه لو كتبته مستحب، ما كنت أظن إنك (كذا) غير الوكاد إنك (كذا!).
الذات الفردية لشاعرنا الشعفي لا تقبل التلون والعبث بحالة الطهرانية فيسري بخياله في آفاق حالمة ويصبحه الواقع بما لا طاقة له به من ازدواجية الحس ويهدم الترتيب الداخلي لبنائه الروحي وتضيق سعة صدره برغم ما بلغته من الرحابة بسبب غلطة أو هفوة محبوب يراها شاعرنا تهاويل، فيتخلى عن العلاقة التي هي بالنسبة إليه (شذا) لكن لا مهرب من الانسحاب بأقل الخسائر كون الشاعر مهما ظن أنه خبير يظل قليل الحيلة في المواقف الصادمة فأجود ما يجيده الغزل أو الهجاء «يا ضيق صدري من تهاويلك وانا صدري رحب، شف كيف جرحك من سعة بالي ومن طيبي خذا، ابنسحب واتشرف اني من علاقتك انسحب، ما عاد تغريني مع انك ورد وانفاسك شذا».
وفي ذروة التصاعد الدرامي تلتبس الرؤية ويتحير العقل في كيفية التفاعل مع الموقف فيرسم لك محمد عيضة بانوراما يوردنا بها حالة مختلطة ما بين بكاء ليس كالبكاء وشفقة على نفسه ومحاولة رد اعتبار للذات، إلا أن المكسب الوحيد من التجربة تحول العلاقة بكل معطياتها إلى وقود للكتابة وإن غارت أكثر مما يجب طعنة الجرح الغادرة. «حطيتني في موقف ماهو لمثلي مستحب، واطراك تاخذني لشوك الدرب فـ اقدامك حذا، يافوز قولي للجموح اللي علينا تنتحب، عاتبتها لين انكسر قلبي على قلبي لذا، ماعاد يمدي نقترب من بعض والا نصطحب، حاولت اكحل عينها بالحب واهدتني قذا، لا قلت ليش تفرقين النور في عرض السحب، شاحت بوجه كنه القمرا وقالت لي.. كذا».