أخبار

أردوغان.. «أم الخطايا»

مرجعيات إسلامية تستهجن: تسييس الأماكن المقدسة خط أحمر

فهيم الحامد (الرياض) falhamid2@

يبدو أن المتاجرة بالدين واستغلال المقدسات الإسلامية أصبحا صفة ملازمة لرئيس النظام التركي رجب أردوغان؛ فلم يتاجر أحد بالقضية الفلسطينية كما تاجرت بها أنقرة في العديد من المواقف والمحافل الدولية، فالنظام الأردوغاني لم يستخدم الدين لمصالحه الشخصية فحسب بل أصبح يتفنن في استخدام المقدسات والقضايا الإسلامية لإبراز حالة الانفصام التي يعاني منها؛ ابتداء من مزاعم تحرير المسجد الأقصى والمتاجرة بالقضايا الإسلامية وتشتيت الجهود بإيجاد منصات خارجة عن إطار منظمة المؤتمر الإسلامي لضرب جهود تعزيز التضامن الإسلامي.

وآخر محاولات الإخواني أردوغان استخدام بعض المأجورين الأتراك المحسوبين على النظام الإرهابي داخل الحرم المكي شعارات سياسية حاولوا فيها المزايدة على القضايا العربية والفلسطينية.

ولقد استهجنت الدوائر السياسية العربية والمرجعيات الإسلامية هذا العمل التركي مؤكدة أنها لا تقبل المساس بالأماكن المقدسة وشعائرها..

وقالت مصادر موثوقة لـ«عكاظ» إن التحركات التركية المشبوهة تمضي في نفس المسار الإيراني الطائفي، وهي توجهات تسييسية «مغرضة» لن يكتب لها النجاح. وأضافت أن الحرم المكي مكان للعبادة والسكون والسلام، رافضين المزايدات الرخيصة بقضايا الأمة في الأماكن المقدسة..

وأكدت المصادر أن تسيس النظام التركي للشعائر الدينية وإقحام العمل السياسي في المناسك الدينية ما هو إلا تدنيس لأماكن العبادة، وعمل إجرامي لا يمكن القبول به تحت أي ظرف باعتبار أن الحرمين الشريفين لهما قدسية خاصة ولا يجوز الزج بهما في السياسة، داعين كل المسلمين إلى الحفاظ على المقدسات وعدم تدنيسها بالأجندات السياسية.

هذا الإجرام التركي دفع مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إلى وضع النقاط على الحروف، مؤكدا في بيان له: «أن الهتافات السياسية داخل الأماكن المقدسة جرم».

لقد دأب النظام التركي لتحسين صورته بالدفاع عن المسجد الأقصى، وهو أبعد ما يكون عن القضية الفلسطينية، أو تحسين سمعته المنهارة عبر رفع شعارات دعم ومساندة القضية الفلسطينية وتوظيف الدين في خدمة سياساته التوسعية في المنطقة فلجأ إلى الاستعراض السياسي المخادع لخدمة أجندته الإرهابية.

وهناك تحركات وخطوات إيرانية مشابهة سابقة للنظام التركي، وقد فشلت بالطبع، والآن تحاول أنقرة أن تلعب «نفس اللعبة» لاستخدام الدين لمصلحة السياسة لكن أوراقها الإرهابية كشفت. وتؤكد الدوائر السياسية والإعلامية العربية والإسلامية أن هناك جوانب كثيرة لتطابق النظام التركي والإيراني، إذ تتسق خطواتهما إلى هدف واحد يتمثل في تدمير الأمة واختطاف مكتسباتها واستخدام الشعائر الدينية كورقة سياسية.

من جهتها، عملت المملكة على توفير الإمكانات والتسهيلات لخدمة الحجاج، واحتضان أراضيها ملايين المسلمين لم تستغله يوماً في الترويج والتكريس لمواقف سياسية؛ لأنها تؤمن بأن الحج حقٌ لكل مسلم ما كان ملتزماً بالأنظمة والضوابط، وأن الحج شعيرة دينية لا علاقة لها أبداً بالسياسية.. لقد استهجنت المرجعيات الإسلامية إجراءات النظام التركي الإخواني.