منوعات

400 هايكنج  يتقاسمون معاناة شدا لزيارة القمر

عكاظ مع مدير شرطة الباحة اللواء وليد الحربي في منتصف جبل شدا

علي الرباعي ( الباحة )

قاسم 400 هاو قدموا من مناطق عدة أهالي جبل شدا بمحافظة المخواة في منطقة الباحة معاناة الحزن العادي في زمن مضى عليه ما يزيد على خمسة عقود قبل عصور التنمية الوطنية وأسهم المشاركون بفاعلية في مبادرة (الصعود إلى القمر) مشياً لمسافة تصاعدية تزيد على ألفي متر وتناوشت فئات عمرية متفاوتة بين الثمانين والعشرة أعوام العقبة من أسفل جبل شدا الأسفل التاريخي إلى قمته ودخلوا فيها تحدياً مع أوزانهم وأعمارهم و مع عقبة كأداء كان الأهالي في زمن ما قبل فتح الطرق يقطعونها ذهاباً وإياباً إلى المخواة يحملون أمتعتهم على رؤوسهم ويخبئون زفرات المعاناة في قلوبهم وقاسم المشاركون أهالي شدا جانباً من المتعة والمتاعب وهم يصعدون في ساعات راوحت بين 3 و 7، حفلت بالعديد من مواقف الألم والأمل المفطور عليها جنس الإنسان.

قبل أن تستيقظ عصافير صباح أمس السبت كانت الانطلاقة بمشاركة وكيل إمارة الباحة أحمد السياري ومحافظ المخواة نايف الهزاني ورئيس الغرفة التجارية ماشي العُمري وبمباركة ودعم وتمويل المواطنين في جبل شدا الأسفل ولم تمض ساعات حتى تشعبّت الصرخات والصيحات في منعطفات العقبة التاريخية، وتكاثرت الالتفات للوراء وللأمام والأنفس يحدوها أمل اللقاء بالقمر الذي انحنى ليتفقد الصاعدين المتعبين ويحيل مسافات الشوق إلى كلمات وقصائد وأغان.

كان الدرس الأبلغ للمبادرة والذي ربما غاب عن ذهن بعض المنظمين والمشاركين يتمثل في تعرف المواطن السعودي على جهود الدولة التي اختصرت على الناس الزمن عبر الطرق المريحة والعِقاب المخترقة جبال وعرة ناهيك عن الخدمات والاتصالات المحققة ربطاً سريعاً بين أجزاء الوطن ومكوناته.

لم يرتفع نداء صلاة الظهر حتى كانت مجاميع المشاركين تتوافد على هضبة الراحة في قمة الجبل والشباب من شدا ومجموعات سواعد التطوعية تنتظرهم بالماء والفاكهة.

وكعادة أهالي شدا الأسفل في طهارة القلب ونقاء الروح وعفة اللسان وسخاء اليد كانت التراحيب والوجبات والوليمة الكبرى المعدة بتعاون وتنظيم الجميع تعزز مقولة (جبال يسكنها جبال).