بين محمد بن سلمان والمتنبي !
الثلاثاء / 24 / جمادى الآخرة / 1441 هـ الثلاثاء 18 فبراير 2020 01:47
منى المالكي
شكل الشِّعر خطاباً قوياً ساهم بشكل مباشر في تكوين العقل العربي، ذلك العقل الذي اتُّهم زوراً في مواضع كثيرة بغلبة العاطفة، والشِّعر بوصفه عملية تواصلية بين طرفين مرسل ومتلق (شاعر وجمهور) حملت هذه الرسالة في داخلها سلسلة من التفاعلات يشارك الطرفان في صناعتها وإنتاجها.
ولذلك كان وما زال الشعر من أهم الخطابات الثقافية دراسة وتحليلا وقراءة نقدية فاحصة لمن أراد أن يكشف عن طريقة إنتاج المعرفة وطرائق تفكير العقل العربي من عصر التدوين حتى عصرنا الحالي.
ما ذهب بي هذا المذهب في التفكير هو محاضرتي الأخيرة مع طالباتي في مادة الشعر الحديث، عندما استعرضنا في قراءة مقارنة بين المتنبي والسياب! ثم ذهبنا إلى طموح المتنبي والشخصية التي وقف أمامها الجميع إعجاباً وحباً كما حاربها الكثير حسداً وخوفاً! وكانت هذه النقطة التي أشعلت الحوار والحماس، فذهبنا معاً أنا وطالباتي إلى أن كل شخصية عظيمة بقدر ما تجذب الجميع بإنجاز مدهش أو تفكير خارج الصندوق، تصنع حسادها وتنتج من يبغضها نتيجة عمل دؤوب وحماس لا يملكه الحاسد أو الحاقد! فقد جاء المتنبي بلغة شعرية عجيبة وخيال مجنح لم يعرفه المتلقي من قبل، عندما قدم السيف على العقل في قوله:
وبتنا نقبّلُ أسيافنا
ونمسحها من دماء العدى
لتعلم مصرٌ ومن بالعراق
ومن بالعواصم أني الفتى
وأني وفيتُ وأني أبيتُ
وأني عتوتُ على من عتى
عاد في أبيات أخرى فانتصر للرأي والحكمة والعقل، وكأني به يوازن بين الأمور ويضع خارطة طريق للعمل على كلا الرأيين، فما يصلح مقامه للحكمة قد لا يستقيم الأمر في موضع آخر إلا بالسيف! يقول المتنبي:
الرأيُ قبل شجاعة الشجعان
هو أولٌ وهي المحلُّ الثاني
وإذا هما اجتمعا لنفسٍ حرةٍ
نالت من العلياءِ كل مكانِ
لولا العقولُ لكان أدنى ضيغمٍ
أدنى إلى شرفٍ من الإنسان
وفي لحظة فارقة فاجأتني إحدى طالباتي بوجه الشبه بين الأمير المجدد محمد بن سلمان وشاعر العربية الكبير المتنبي في التغيير والتجديد المدهش، والرغبة في صناعة إنجاز مختلف، وفي ما يتعرض له الأمير محمد من حملات إعلامية عدائية من قنوات مأجورة، وهو ما تعرض له المتنبي أيضاً من أعدائه.
وكأني بالتاريخ الحديث يرسم صورة أخرى من صور العبقرية العربية؛ فإن كان الشِّعر العربي بعظمته قد وهبنا المتنبي، فالسياسة والاقتصاد في عصرنا الحديث جعلا الأمير محمد بن سلمان يعتلي عرشهما، ولذلك لا بد أن يعي شبابنا أن نموذج الأمير محمد بن سلمان هو نموذج معرفي ثقافي وتنويري مهم في هذه المرحلة التاريخية، مرحلة الأزمة التي نعيشها، لأنه كلما اشتد الظلام بزغ فجر التجديد، والأمير محمد بن سلمان هو الفجر الوليد.
* كاتبة سعودية
monaalmaliki@
ولذلك كان وما زال الشعر من أهم الخطابات الثقافية دراسة وتحليلا وقراءة نقدية فاحصة لمن أراد أن يكشف عن طريقة إنتاج المعرفة وطرائق تفكير العقل العربي من عصر التدوين حتى عصرنا الحالي.
ما ذهب بي هذا المذهب في التفكير هو محاضرتي الأخيرة مع طالباتي في مادة الشعر الحديث، عندما استعرضنا في قراءة مقارنة بين المتنبي والسياب! ثم ذهبنا إلى طموح المتنبي والشخصية التي وقف أمامها الجميع إعجاباً وحباً كما حاربها الكثير حسداً وخوفاً! وكانت هذه النقطة التي أشعلت الحوار والحماس، فذهبنا معاً أنا وطالباتي إلى أن كل شخصية عظيمة بقدر ما تجذب الجميع بإنجاز مدهش أو تفكير خارج الصندوق، تصنع حسادها وتنتج من يبغضها نتيجة عمل دؤوب وحماس لا يملكه الحاسد أو الحاقد! فقد جاء المتنبي بلغة شعرية عجيبة وخيال مجنح لم يعرفه المتلقي من قبل، عندما قدم السيف على العقل في قوله:
وبتنا نقبّلُ أسيافنا
ونمسحها من دماء العدى
لتعلم مصرٌ ومن بالعراق
ومن بالعواصم أني الفتى
وأني وفيتُ وأني أبيتُ
وأني عتوتُ على من عتى
عاد في أبيات أخرى فانتصر للرأي والحكمة والعقل، وكأني به يوازن بين الأمور ويضع خارطة طريق للعمل على كلا الرأيين، فما يصلح مقامه للحكمة قد لا يستقيم الأمر في موضع آخر إلا بالسيف! يقول المتنبي:
الرأيُ قبل شجاعة الشجعان
هو أولٌ وهي المحلُّ الثاني
وإذا هما اجتمعا لنفسٍ حرةٍ
نالت من العلياءِ كل مكانِ
لولا العقولُ لكان أدنى ضيغمٍ
أدنى إلى شرفٍ من الإنسان
وفي لحظة فارقة فاجأتني إحدى طالباتي بوجه الشبه بين الأمير المجدد محمد بن سلمان وشاعر العربية الكبير المتنبي في التغيير والتجديد المدهش، والرغبة في صناعة إنجاز مختلف، وفي ما يتعرض له الأمير محمد من حملات إعلامية عدائية من قنوات مأجورة، وهو ما تعرض له المتنبي أيضاً من أعدائه.
وكأني بالتاريخ الحديث يرسم صورة أخرى من صور العبقرية العربية؛ فإن كان الشِّعر العربي بعظمته قد وهبنا المتنبي، فالسياسة والاقتصاد في عصرنا الحديث جعلا الأمير محمد بن سلمان يعتلي عرشهما، ولذلك لا بد أن يعي شبابنا أن نموذج الأمير محمد بن سلمان هو نموذج معرفي ثقافي وتنويري مهم في هذه المرحلة التاريخية، مرحلة الأزمة التي نعيشها، لأنه كلما اشتد الظلام بزغ فجر التجديد، والأمير محمد بن سلمان هو الفجر الوليد.
* كاتبة سعودية
monaalmaliki@