مأساة إدلب.. قوّص.. اقتل.. لا أحد يسْأل أو يُسائل
الأحد / 29 / جمادى الآخرة / 1441 هـ الاحد 23 فبراير 2020 02:05
فهيم الحامد
من غرائب الثورة السورية أنها حكمت بقدر من الفوضى والعشوائية استحالت إزالته من سورية، رغم أنها في ذات الوقت فضحت النظام الأسدي عالميا.
من تبعات الثورة ظهور بؤر مأساوية يندى لها الجبين، وعلى رأسها مأساة إدلب؛ حيث وقف العالم متفرجاً وملتزماً الصمت التام لا مباليا تجاه ما يجري في إدلب المشتعلة من قتل عام وسفك للدماء وتسابق لتغيير ملامح مستقبل سوريا، بالمقابل يتفنن النظام السوري وشركاؤه من الخارج في حملاتهم الأكثر وحشية وإجراماً على مدار حرب السنوات الماضية، بينما لا يمكن تفسير الصمت الدولي الفاضح سوى أنه دعم فعلي لما يجري على الأرض. وبالنظر إلى فداحة المخاطر الإنسانية التي ينطوي عليها الوضع في إدلب، التي يمكن وصفها كمأساة متكاملة الأركان. بشار الأسد لم يفز بالحرب في سوريا، وإنما فقط نجا منها، وخرج منها حياً؛ أما الدولة المزعومة التي يسيطر عليها فممزقة ومحطمة ومدمرة وليس هناك إمكانية لتحقيق عملية إعادة بناء ذات معنى حقيقي.
من جهة أخرى لم تعد إدلب صراعا بين روسيا وتركيا فحسب، ولم تعد أيضا مسألة إقليمية، بل تحولت إلى قضية أمن قومي أوروبي، وكذلك ساحة أمريكية لكسر الهيمنة الروسية على سوريا.
وكان واضحا الموقف الأوروبي الضاغط على روسيا لمنع أية عملية عسكرية موسعة في إدلب، لمنع تدفق ما يقارب ثلاثة ملايين سوري إلى تركيا وبطبيعة الحال إلى أوروبا، حيث أصبح الأمن القومي الأوروبي ينطلق من إدلب، بينما أعلنت أمريكا صراحة أنها لا تسمح بعملية عسكرية واسعة على إدلب.
إلا أن روسيا على ما يبدو لا تكترث لهذه النداءات، خصوصا بعد تعثر المفاوضات مع الجانب التركي في موسكو وامتعاض الجانب التركي من النتيجة، لقد أحسن بوتين التعامل مع أزمة إدلب، حيث دعم نظام الأسد ومحاصرة نقاط المراقبة التركية، ويلوح بحرب موسعة لانتزاع المدينة وتخويف أوروبا، وفي ذات الوقت سحب الأتراك إلى اتفاقية سوتشي التي كانت هشة في الآونة الأخيرة، وبالتالي يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، ويعود إلى تحريك الملف السوري سياسيا عبر اللجنة الدستورية التي ترعاها كل الدول المعنية بالشأن السوري وعسكريا عبر الميدان والسيطرة على مناطق واسعة من ريفي إدلب وحلب والضغط على المعارضة للذهاب إلى مفاوضات اللجنة الدستورية والقبول بأي عرض من قبل النظام.
اليوم، وعلى وقع الحرب الشرسة التي يشنها أردوغان لشد إدلب إلى «الهيكل العثماني»، ظنّ أردوغان أنه قد لا يحتاج إلى رسالة اعتذار جديدة للإمبراطور الروسي، حيث تدخل الأمريكان، بصورة مريبة، لدعم تركيا.
لعبة شد إدلب، وسواء اتفق الأتراك والروس أم لم يتفقوا، وسواء طالت الأزمة بدعم الأمريكان والجماعات الإرهابية لأردوغان أم قصرت، فإن إدلب المدينة السورية العريقة، ستظل عبر التاريخ، عربية رغم أنف المتآمرين.
ومخطئ من يراهن على أن المجتمع الدولي سيبذل جهودا إضافية من أجل وقف الجرائم المستمرة في إدلب، حيث فشلت كافة الجهود الدولية والإقليمية في إدانة المرتكبين أو في دفعهم إلى وقف أعمالهم الحربية التي باتت أقرب إلى عمليات إبادة جماعية.
وأصبح من الواضح أنَّ الصّراع العسكريّ في إدلب ليس صراعاً محلياً بين نظامٍ سياسيٍّ يصارع من أجل إبقاء شرعيَّته، ومعارضةٍ سوريةٍ وتنازع روسي تركي، بل هو تظهير للصّراع الدولي والإقليمي في الأرض السّورية وعليها.
معركة إدلب ذات صدى دولي وإقليمي عميق التأثير في الخارطة الجيوسياسية الَّتي هي في طور التشكّل. ويبدو واضحاً الاصطفاف الإقليمي والدولي في معركة إدلب.
ويدرك الجميع أنَّ مستقبل الإقليم يعتمد على نتائج المعركة، فالطّرف الذي يستطيع حسمها سيكسب محطةً من محطات الصراع الدولي. وربما تكون من أهم المعارك الدوليَّة، لما يترتب عليها من نتائج قد تكون حاسمةً لمسارات سياسية تتعلَّق بالعديد من الدول. باختصار مأساة إدلب.. تتمحور في قوّص.. اقتل.. لا أحد يسْأل.. أو يُسائل..
من تبعات الثورة ظهور بؤر مأساوية يندى لها الجبين، وعلى رأسها مأساة إدلب؛ حيث وقف العالم متفرجاً وملتزماً الصمت التام لا مباليا تجاه ما يجري في إدلب المشتعلة من قتل عام وسفك للدماء وتسابق لتغيير ملامح مستقبل سوريا، بالمقابل يتفنن النظام السوري وشركاؤه من الخارج في حملاتهم الأكثر وحشية وإجراماً على مدار حرب السنوات الماضية، بينما لا يمكن تفسير الصمت الدولي الفاضح سوى أنه دعم فعلي لما يجري على الأرض. وبالنظر إلى فداحة المخاطر الإنسانية التي ينطوي عليها الوضع في إدلب، التي يمكن وصفها كمأساة متكاملة الأركان. بشار الأسد لم يفز بالحرب في سوريا، وإنما فقط نجا منها، وخرج منها حياً؛ أما الدولة المزعومة التي يسيطر عليها فممزقة ومحطمة ومدمرة وليس هناك إمكانية لتحقيق عملية إعادة بناء ذات معنى حقيقي.
من جهة أخرى لم تعد إدلب صراعا بين روسيا وتركيا فحسب، ولم تعد أيضا مسألة إقليمية، بل تحولت إلى قضية أمن قومي أوروبي، وكذلك ساحة أمريكية لكسر الهيمنة الروسية على سوريا.
وكان واضحا الموقف الأوروبي الضاغط على روسيا لمنع أية عملية عسكرية موسعة في إدلب، لمنع تدفق ما يقارب ثلاثة ملايين سوري إلى تركيا وبطبيعة الحال إلى أوروبا، حيث أصبح الأمن القومي الأوروبي ينطلق من إدلب، بينما أعلنت أمريكا صراحة أنها لا تسمح بعملية عسكرية واسعة على إدلب.
إلا أن روسيا على ما يبدو لا تكترث لهذه النداءات، خصوصا بعد تعثر المفاوضات مع الجانب التركي في موسكو وامتعاض الجانب التركي من النتيجة، لقد أحسن بوتين التعامل مع أزمة إدلب، حيث دعم نظام الأسد ومحاصرة نقاط المراقبة التركية، ويلوح بحرب موسعة لانتزاع المدينة وتخويف أوروبا، وفي ذات الوقت سحب الأتراك إلى اتفاقية سوتشي التي كانت هشة في الآونة الأخيرة، وبالتالي يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، ويعود إلى تحريك الملف السوري سياسيا عبر اللجنة الدستورية التي ترعاها كل الدول المعنية بالشأن السوري وعسكريا عبر الميدان والسيطرة على مناطق واسعة من ريفي إدلب وحلب والضغط على المعارضة للذهاب إلى مفاوضات اللجنة الدستورية والقبول بأي عرض من قبل النظام.
اليوم، وعلى وقع الحرب الشرسة التي يشنها أردوغان لشد إدلب إلى «الهيكل العثماني»، ظنّ أردوغان أنه قد لا يحتاج إلى رسالة اعتذار جديدة للإمبراطور الروسي، حيث تدخل الأمريكان، بصورة مريبة، لدعم تركيا.
لعبة شد إدلب، وسواء اتفق الأتراك والروس أم لم يتفقوا، وسواء طالت الأزمة بدعم الأمريكان والجماعات الإرهابية لأردوغان أم قصرت، فإن إدلب المدينة السورية العريقة، ستظل عبر التاريخ، عربية رغم أنف المتآمرين.
ومخطئ من يراهن على أن المجتمع الدولي سيبذل جهودا إضافية من أجل وقف الجرائم المستمرة في إدلب، حيث فشلت كافة الجهود الدولية والإقليمية في إدانة المرتكبين أو في دفعهم إلى وقف أعمالهم الحربية التي باتت أقرب إلى عمليات إبادة جماعية.
وأصبح من الواضح أنَّ الصّراع العسكريّ في إدلب ليس صراعاً محلياً بين نظامٍ سياسيٍّ يصارع من أجل إبقاء شرعيَّته، ومعارضةٍ سوريةٍ وتنازع روسي تركي، بل هو تظهير للصّراع الدولي والإقليمي في الأرض السّورية وعليها.
معركة إدلب ذات صدى دولي وإقليمي عميق التأثير في الخارطة الجيوسياسية الَّتي هي في طور التشكّل. ويبدو واضحاً الاصطفاف الإقليمي والدولي في معركة إدلب.
ويدرك الجميع أنَّ مستقبل الإقليم يعتمد على نتائج المعركة، فالطّرف الذي يستطيع حسمها سيكسب محطةً من محطات الصراع الدولي. وربما تكون من أهم المعارك الدوليَّة، لما يترتب عليها من نتائج قد تكون حاسمةً لمسارات سياسية تتعلَّق بالعديد من الدول. باختصار مأساة إدلب.. تتمحور في قوّص.. اقتل.. لا أحد يسْأل.. أو يُسائل..