«اليونيسيف»: 250 مليون طفل دون «الخامسة» يعملون في مناطق الصراع
الاثنين / 07 / رجب / 1441 هـ الاثنين 02 مارس 2020 19:03
«عكاظ» (النشر الإلكتروني)
كشفت نائبة الرئيس التنفيذي لمنظمة اليونيسف الدكتورة ريما صلاح أن هناك 250 مليون طفل دون سن الخامسة يعملون في مناطق الصراع ويواجهون الفقر وسوء التعامل والتجنيد، مبينة أن السنة الأولى من حياة الطفل مهمة للغاية في فهمه المؤثرات الخارجية، مطالبة بالاستثمار في برامج التنمية المبكرة والعناية بالأسرة التي لها دور أساسي في تنشئة الطفل.
جاء ذلك خلال فعاليات منتدى الرياض الدولي الإنساني الثاني، إذ عقدت الجلسة العلمية الرابعة بعنوان «المرأة والطفل وذوي الاحتياجات في مناطق النزاع والكوارث وتحديات العمل الإنساني»، بمشاركة وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية بجمهورية السودان لينا الشيخ عمر محجوب، ونائبة الرئيس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الدكتورة ريما صلاح، والرئيس التنفيذي لمنظمة دبي كيرز الدكتور طارق القرق، والمستشارة السابقة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية فرانسيس تاونسند، ومديرة إدارة الدعم المجتمعي بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتورة آمال الهبدان، وأمين عام جمعية النساء الطبية الدولية الدكتورة بادميني مورثي.
وأوضح الرئيس التنفيذي لمنظمة دبي كيرز الدكتور طارق القرق أن الأرقام تقول إن هناك 5 ملايين امرأة حامل و22 مليون طفل حديث الولادة في مناطق الصراع و33 مليون مقدم رعاية و57 مليون طفل دون سن الخامسة، مبينا أن النزوح من المخاطر التي تؤثر على الأطفال، موضحا أننا يجب أولا إيجاد سياسات تدعم المرأة وندربها ثم نهتم برعاية الأطفال ونقيم تعليم نوعي لطفل اليوم الذي هو شاب الغد.
وشكرت المستشارة السابقة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية فرانسيس تاونسن خادم الحرمين الشريفين لرعايته أعمال المنتدى، مفيدة بأن أجواء الصراعات تؤدي لتجنيد الأطفال قسريا والاستغلال والارتماء في أحضان الجماعات المسلحة، مبينة أنها زارت مركز إعادة تأهيل الأطفال المجندين الذي أقامه مركز الملك سلمان للإغاثة في محافظة مأرب باليمن، مبينة أنها تحدثت مع عائلات الأطفال المعاد تأهيلهم ولمست فرحتهم باستعادة أطفالهم من أجواء القتال وعودتهم لحياتهم الطبيعية.
وأفادت مديرة إدارة الدعم المجتمعي بمركز الملك سلمان للإغاثة الدكتورة آمال الهبدان بأن المركز قام في سبتمبر 2017 بتأسيس مراكز نوعية لإعادة تأهيل الأطفال اليمنيين الذين جندتهم المليشيات الحوثية في صراعاتها المسلحة، حيث عمل المركز على التأهيل النفسي والاجتماعي لـ840 طفلا و11 ألف أسرة حتى الآن وانتشالهم من ميادين القتال والخنادق إلى المدارس وممارسة حياتهم الطبيعة.
وركزت أمين عام جمعية النساء الطبية الدولية الدكتورة بادميني مورثي على ضرورة إشراك النساء والفتيات في عملية اتخاذ القرار المتعلقة بالصحة والتعليم وبالاستثمار بطفل اليوم، فيما أوضحت وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية بجمهورية السودان لينا محجوب أن طفل من أصل ثلاثة أطفال لا يتلقون الرعاية اللازمة، مؤكدة ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة في الأجور والمناصب التنفيذية وجعل المرأة في طليعة المجتمع وعدم تهميش دورها.
فيما عقدت ضمن فعاليات منتدى الرياض الدولي الإنساني الثاني الجلسة العلمية الخامسة بعنوان «الممارسة المهنية المبنية على البراهين في العمل الإنساني»، بمشاركة دويمينك هينرتش من برنامج الأغذية العالمي، ومدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الدكتور عرفان علي، ومدير مكتب الغذاء من أجل السلام في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تري هيكس، والمدير التنفيذي لمجموعة جورج تاون الإستراتيجية ديفيد هاردن، والمدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة لمنطقة الشرق والقرن الأفريقي الدكتور محمد عبدالخير، والرئيس التنفيذي المشارك المؤقت رئيس البرنامج في منظمة «بلان انترناشيونال كندا» الدكتورة تانجينا ميرزا، وممثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الدكتور حجازي إبراهيم، والمدير العام للبرنامج العالمي بالهيئة الطبية الدولية بوجدان دوميترو.
وأوضح دويمينك هينرتش من برنامج الأغذية العالمي أن البرنامج يستفيد من التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنية الهواتف المحمولة والبيانات الكبيرة في أداء مهمته الإنسانية على نحو أكثر فعالية وكفاءة، مبينا أن البرنامج يقوم في أكثر من 80 دولة وعبر 60 مكتبا فرعيا في المناطق النائية ببناء حلول رقمية عملية قائمة على الاحتياجات.
وقال مدير مكتب الغذاء من أجل السلام في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تري هيكس إن العمل الإنساني مايزال تحت ضغط كبير ومايزال عدد الأشخاص المحتاجين يفوق بكثير المساعدة الإنسانية والموارد المتاحة، لذلك تتطلب تحديات اليوم التي لا مثيل لها حلولا جديدة ومبتكرة، مبينا أننا نحتاج إلى حلول تجعل الدول المستفيدة من المانحين أقرب إلى اليوم الذي تكون فيه أكثر اعتمادا على نفسها، ويمكن أن توفر لنا الجهات الفاعلة في التقنيات الحديثة والقطاع الخاص وسائل جديدة ومحسنة لتقديم المساعدات الإنسانية بالشكل الملائم.
وذكرت الرئيس التنفيذي المشارك المؤقت رئيس البرنامج في منظمة «بلان انترناشيونال كندا» الدكتورة تانجينا ميرزا أنه في حين أن 40% من بين أكثر من مليار و400 مليون شخص من المشردين أو ممن يعيشون في بيئات هشة هم من الشباب، فإن الاستجابة الإنسانية تميل إلى تجاهل الاحتياجات الفريدة وحقوق المراهقين، ما يؤدي إلى نتائج ضارة.
وطرح مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الدكتور عرفان علي ورقة عمل عن التصنيف الحضري وكونه أداة مبتكرة لتحسين الانتعاش الحضري في المدن المتأثرة بالصراعات.
فيما ناقش ممثل منظمة اليونسكو الدكتور حجازي إبراهيم تحسين المساواة في فرص الحصول على التعليم في المجتمعات المتأثرة بالصراعات من خلال الممارسات المستندة إلى أدلة.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لمجموعة جورج تاون الإستراتيجية ديفيد هاردن: «في الأزمات المعقدة الحالية أصبحت المساعدات الإنسانية والاستجابة الاقتصادية مجزأة وغير فعالة في كثير من الأحيان، ما يعني أن القليل من الناس يحصلون على المساعدة التي يحتاجونها»، فيما ناقش المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة لمنطقة الشرق والقرن الأفريقي الدكتور محمد عبدالخير تفعيل تعزيز الربط بين السلام والعمل الإنساني والتنموي.
بدوره أوضح المدير العام للبرنامج العالمي بالهيئة الطبية الدولية بوجدان دوميترو أن الصراع في سورية أدى إلى نزوح السكان المستمر والهائل وإلى ازدياد الاحتياجات الإنسانية داخل البلاد، لتصبح أكبر أزمة إنسانية عالمية، فيما لاتزال الاستجابة الإنسانية تشكل تحديا بسبب الطبيعة المطولة للأزمة وعدد المتضررين الكبير.