جبناء العنصرية!
الثلاثاء / 08 / رجب / 1441 هـ الثلاثاء 03 مارس 2020 01:52
هيلة المشوح
أي مختل ومنحرف عن السلوك الإنساني والمبادئ البشرية يستطيع أن يلبس الباطل بالحق ويستطيع أن يلبس التطرف بالدين، فيمرر ذلك الخلل مغلفاً بقيمة نبيلة ليرفعها شعاراً ويصدح بها تماماً كالذين يلبسون العنصرية بالوطنية حالياً!
خضنا حربنا مع التطرف المغذي الأول للإرهاب وتغلبنا عليهما، وها هي عقود من ظلام الغفوة تتبدد بانبلاج نور الوعي و«الرؤية» السديدة لمستقبل واعد، وها نحن نسدل الستار على فصل من مسرحية الصحوة تسيدت فيه الطائفية والمذهبية وخزعبلات كادت تجعلنا أشتاتاً، وها نحن نلملم شتاتنا تحت رؤية تفتح أمامنا كل سبل الحياة وتغلق كل سبيل يحيد بنا عنها، لتخرج علينا ثلة تتعطش لنحر تعايشنا وتتلذذ بفتيت نسيجنا الاجتماعي المتلاحم ببث العنصرية المقيتة بين مكونات المجتمع والتأليب على بعض هذه المكونات وانتقاصها بشتى المصطلحات العنصرية تتصدرها وتنبري لها حسابات وهمية جبانة في مواقع التواصل، لا يجرؤ أحد منها على كشف اسمه ولا هويته، وتروج لنعرات قبلية جاهلية تغذيها الكراهية ورفض الآخر بلغة إقصائية متنمرة ضد من لا ينتمي لهم، وإمعاناً في إرواء عطشهم العنصري المقيت يسبغون شتى الصفات المنتقصة على البعض حتى وصل بهم الحال إلى صناعة مواد ومقاطع لترويج عنصريتهم وبث روح التفرقة والكراهية بين الناس، بل وتمادوا بأن استغلوا كل قضية لمقيم وتعميمها على كل أبناء جنسه في سلوك عنصري مقيت ومقزز!
أتلفت حولي على أرض الواقع وأحمد الله أنه لا وجود لهذه النعرات بين مجتمعنا وأسأل نفسي: ماذا لو خرج مارد عنصريتهم وتجاوز جدران العالم الافتراضي ليخترق واقعنا وينفث سمومه بين أطياف مجتمعنا -وهذا وارد- فيعتريني قلق يجعلني أتمنى أن يتم تعجيل تجريم العنصرية وإصدار قانون رادع لكل من تسول له نفسه التعرض لأي مكون من مكونات الوطن أو يمس أي مقيم على هذه الأرض بما تفرزه عنصريته وكراهيته من بغضاء !
التعايش وقبول الآخر هو قنطرة عبورنا لحياة حقيقية وطبيعية وبناء حضارة قوامها التمازج وقبول الآخر، والعنصرية هي العنصرية مهما تلبست بالوطنية وتحت أي ذريعة يحاولون تمريرها، فبربكم منذ متى كانت الكراهية والعنصرية والتأليب ضد أبناء الوطن الواحد والتأجيج ضد مكون وانتقاص آخر تسمى وطنية؟ أليس هذا ضرب من الكراهية الهادمة لأي حضارة والمعرقلة لأي نهضة.. فأين الوطنية هنا؟
كلمة أخيرة لمثيري العنصرية.. لا بأس أن تتفاخر بقبيلتك وتتباهى بأصلك ولكن أليس الأولى أن تتباهى باسمك وهويتك الحقيقية.. أم أنك تعرف ضمنياً أن ما تفعله عار وجبن!
خضنا حربنا مع التطرف المغذي الأول للإرهاب وتغلبنا عليهما، وها هي عقود من ظلام الغفوة تتبدد بانبلاج نور الوعي و«الرؤية» السديدة لمستقبل واعد، وها نحن نسدل الستار على فصل من مسرحية الصحوة تسيدت فيه الطائفية والمذهبية وخزعبلات كادت تجعلنا أشتاتاً، وها نحن نلملم شتاتنا تحت رؤية تفتح أمامنا كل سبل الحياة وتغلق كل سبيل يحيد بنا عنها، لتخرج علينا ثلة تتعطش لنحر تعايشنا وتتلذذ بفتيت نسيجنا الاجتماعي المتلاحم ببث العنصرية المقيتة بين مكونات المجتمع والتأليب على بعض هذه المكونات وانتقاصها بشتى المصطلحات العنصرية تتصدرها وتنبري لها حسابات وهمية جبانة في مواقع التواصل، لا يجرؤ أحد منها على كشف اسمه ولا هويته، وتروج لنعرات قبلية جاهلية تغذيها الكراهية ورفض الآخر بلغة إقصائية متنمرة ضد من لا ينتمي لهم، وإمعاناً في إرواء عطشهم العنصري المقيت يسبغون شتى الصفات المنتقصة على البعض حتى وصل بهم الحال إلى صناعة مواد ومقاطع لترويج عنصريتهم وبث روح التفرقة والكراهية بين الناس، بل وتمادوا بأن استغلوا كل قضية لمقيم وتعميمها على كل أبناء جنسه في سلوك عنصري مقيت ومقزز!
أتلفت حولي على أرض الواقع وأحمد الله أنه لا وجود لهذه النعرات بين مجتمعنا وأسأل نفسي: ماذا لو خرج مارد عنصريتهم وتجاوز جدران العالم الافتراضي ليخترق واقعنا وينفث سمومه بين أطياف مجتمعنا -وهذا وارد- فيعتريني قلق يجعلني أتمنى أن يتم تعجيل تجريم العنصرية وإصدار قانون رادع لكل من تسول له نفسه التعرض لأي مكون من مكونات الوطن أو يمس أي مقيم على هذه الأرض بما تفرزه عنصريته وكراهيته من بغضاء !
التعايش وقبول الآخر هو قنطرة عبورنا لحياة حقيقية وطبيعية وبناء حضارة قوامها التمازج وقبول الآخر، والعنصرية هي العنصرية مهما تلبست بالوطنية وتحت أي ذريعة يحاولون تمريرها، فبربكم منذ متى كانت الكراهية والعنصرية والتأليب ضد أبناء الوطن الواحد والتأجيج ضد مكون وانتقاص آخر تسمى وطنية؟ أليس هذا ضرب من الكراهية الهادمة لأي حضارة والمعرقلة لأي نهضة.. فأين الوطنية هنا؟
كلمة أخيرة لمثيري العنصرية.. لا بأس أن تتفاخر بقبيلتك وتتباهى بأصلك ولكن أليس الأولى أن تتباهى باسمك وهويتك الحقيقية.. أم أنك تعرف ضمنياً أن ما تفعله عار وجبن!