أخبار

سلامة القاصدين أولوية القيادة.. حنكة القرار وحكمة الإغلاق

فهيم الحامد (الرياض) falhamid2@

أضحت هندسة القرارات الجريئة المدروسة أحد عوامل النجاح في المملكة خلال الفترات الماضية، التي عكست قوة ونجاعة وتأثير القرار وانعكاساته الإيجابية في المحيط الداخلي والخارجي. ويجيء قرار إغلاق الحرمين الشريفين بشكل مؤقت أمام الزوار والمعتمرين والقاصدين كإجراء احترازي في سلسلة القرارات الجريئة لمنع تفشي فايروس كورونا في الحرمين باعتبارهما مناطق ذات كثافة عالية، وهذا الإجراء يعتبر الخامس منذ بناء الكعبة المشرفة على يد نبي الله إبراهيم عليه السلام.

وعندما قررت القيادة الحكيمة اتخاذ هذا القرار فإنها وضعت في الاعتبار الحفاظ على سلامة المواطن والمقيم والمعتمرين لضرورة تكثيف أعمال التنظيف والتعقيم في الحرمين الشريفين، وذلك في غير أوقات الصلاة، في إطار البروتوكول الوقائي الصحي، التي اتخذتها المملكة بشكل متكامل في إطار إدارة الأزمة الوبائية. وتعيد القرارات الوقائية السعودية الجديدة إلى الأذهان، أربعة أحداث في تاريخ البيت العتيق في مكة المكرمة تسببت بإغلاقه، أحدها حدث قبل ظهور النبي محمد عليه الصلاة والسلام، واثنان في العهدين الأموي والعباسي، وحادثة رابعة وقعت في سبعينات القرن الماضي.

ولم يكن قرار الإغلاق للحرمين الشريفين هو الأول من نوعه، حيث سبق أن تم إغلاقه خلال العقود الماضية.

وكانت أول مرة يُغلق فيها الحرمان قبل ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما حاول أبرهة الحبشي من مملكة أكسوم هدم الكعبة عام 570 ميلادي، حيث شهدت تلك الفترة فزعا وخوفا دفعا سكان مكة للابتعاد عن الكعبة.

إن حزمة القرارات التي اتخذت في الحرمين الشريفين مؤقتة؛ تنتهي بانتهاء الفايروس وأعراضه في المنطقة والمملكة، وليس هناك شك أن حالة الحزن التي سادت الأوساط الإسلامية لم تكن غريبة؛ باعتبار أن الحرمين الشريفين لهما احترام وتقدير كبيران في نفوس الأمة؛ وكما أوضح الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس أنه سيزف البشرى قريبا بإعادة فتح الحرمين كما كانا في السابق.

ولن نلتفت للأصوات الحاقدة التي تحاول التشويه والتي فشلت وانقلبت على أعقابها خاسرة.