كتاب ومقالات

كورونا والادخار

أريج الجهني

هكذا باغت كورونا كوكب الأرض كأفلام الخيال العلمي. القصص التي كنا نسمعها ونقرأ عنها في التاريخ أرسلت لنا سيناريو عمليا لنرى كيف لفايروس لا يُرى بالعين المجردة كفيل بأن يقض مضجع العلماء ويهزم أباطرة الاقتصاد بلمحة عين، وكأنني أرى اتفاقية فايروسية تقنية وكأن الفايروسات تحكم كوكبنا! فالتقنية الآن تحكم قبضتها على شرايين العالم تارة تسير أموره وتارة تستعبده وقريبا ستغتاله.

إذا رأينا انهيارات الأسهم وهبوط وعدم استقرار السوق الدولي، حتى وصولا للأفراد، فالأفراد أصحاب الوظائف الخاصة كالمدربين والعاملين في القطاع الخاص كيف تأثرت أعمالهم بشكل مباشر، فتعطلت اشتراكات العديدين من عملائهم والبعض قام بتجميد عضويته في الأماكن العامة، كالأندية ونحوها، وهنا نطرح سؤالا لأي مدى نحن كأفراد ومجتمعات مستعدون للانتكاسات الاقتصادية؟

طرحت هذا السؤال على عدد من الأشخاص وكانت الأجوبة متفاوتة جدا، فالبعض كان صريحا بأنه لم يدخر يوما ولا يحمل بجيبه لا قرشاً ولا هللة، والبعض قال إنه لديه خطة ادخار ثابتة ويستقطع مبلغا معينا، وآخرون قالوا إن مشكلتهم الأساسية أن صرفهم أعلى من دخلهم، وهي مشكلة اقتصادية عميقة جدا تحتاج معالجة اجتماعية وثقافية، فما بين (هياط) الكرم و(علوم المرجلة) يجد (الضحية) نفسه مديوناً آخر الشهر! ومفلساً.

هكذا جاء هذا الفايروس ليفتك ليس فقط بصحة البشر بل بالأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية كالاختبار المفاجئ، ولعل الادخار كان الحلقة الأضعف، السؤال هل نحن الآن سنعيد هيكلة ميزانيتنا على نحو واقعي وننسحب من كثير من المواقف التي تضطرنا للمجاملات! هل سيدخر الناس أموالهم وأوقاتهم، وهل سيدخر العشاق قبلاتهم للصيف! من يعرف؟!

* كاتبة سعودية

areejaljahani@gmail.com