الأمن السيبراني.. تقنية الجيل الخامس !
الاثنين / 22 / رجب / 1441 هـ الثلاثاء 17 مارس 2020 00:56
علي إدريس
شهدت بداية عام 2020 مزيداً من تركيز المعنيين بصناعة الاتصالات وتقنية المعلومات على مسألة الأمن السيبراني وخصوصية البيانات. ويظهر ذلك جلياً مع الانتشار المتسارع لتقنية الجيل الخامس والإطلاق التجاري لشبكاتها في جميع أنحاء العالم من خلال شركات عالمية متخصصة لتوفير المنتجات والحلول والخدمات، سواء الغربية العريقة، أو القادم الجديد من الشرق والمنافس الأشرس حتى اليوم في مجال ابتكارات الجيل الخامس، شركة هواوي الصينية.
لربما كان موقع أمريكا من ابتكارات الجيل الخامس هو الأضعف في سجل تاريخ تفوقها التقني. إذ لم تشهد أوساط التكنولوجيا الحديثة حضوراً قوياً لمنافس من الولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجال. ولم تضع الولايات المتحدة الأمريكية لها بصمة واضحة في تقنية الجيل الخامس غير تلك التي تتعلق بممارسة مزيد من الضغوط السياسية على عدة دول لاستبعاد المارد الصيني هواوي من الصفقات التجارية لمشاريع الجيل الخامس بسبب شكوك تطورت لادعاءات ومن ثم اتهامات تتعلق بخروقات للأمن السيبراني وقدرة الشركة على التجسس لصالح الحكومة الصينية. ويبدو جلياً لمتتبعي هذا الأمر بأن الإدارة الأمريكية كانت وما زالت بصدد حملة منظمة ضد الشركة. فهل نجحت الحملة، وما هي دلالاتها على ضوء واقع الأمن السيبراني والحقائق المرتبطة به في زمن الجيل الخامس؟ وهل من العدل سعي دولة عظمى وراء شركة خاصة؟
في الوقت الذي تجتهد فيه دول العالم لابتكار أفضل وسائل التقدم والازدهار ودفع عجلة تطوير الأعمال والمجتمعات بالاستفادة من التقنيات الرقمية الحديثة كالجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والحوسبة، وتتابع في الضغوطات الأمريكية لحظر الشركة التي تنفرد بقيادة زمام أمور تقنية الجيل الخامس وغيرها من التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي والحوسبة، تتوالى الاتفاقيات في دول العالم مع هواوي للاستمرار بتزويد أسواقها بالتقنيات الحديثة. فها هي المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي يقرون استمرار الشركة في تطوير تقنيات الجيل الخامس في بلدانهم على الرغم من التحذيرات المتتالية من أمريكا لهم بهذا الخصوص. وكذا كان حال دول أخرى متقدمة في مجال التكنولوجيا كألمانيا وفرنسا.
يتفق الجميع على أن عصرنا الحالي هو عصر الجيل الخامس، وأن التقنيات الحديثة المتطورة ستمهد مزيداً من مسارات طريق التنمية الاجتماعية والاقتصادية خلال العقد القادم. فهل يكون إقرار تجاهل دور هواوي في هذا المجال صائباً، وخاصة في دول منطقة الشرق الأوسط التي تتطلع لتكون سباقة عالمياً في مجال التحول الرقمي واستفادة صناعاتها وقطاعاتها الحيوية من التقنيات الحديثة لتطوير أعمالها وخدماتها على ضوء العديد من الإستراتيجيات والخطط الوطنية التي وضعت لهذا الغرض وتم إقرارها وفق رؤى وطنية طموحة تستشرف المستقبل.
في الوقت الذي لم ولن ينتهي النقاش حول الأمن السيبراني وأمن تقنية الجيل الخامس الجديدة التي باتت شبكاتها تغزو مجتمعاتنا ومصانعنا وشركاتنا بشكل أكبر يوماً بعد يوم، تؤكد هواوي أن الأمن السيبراني يعتبر قضية مشتركة لجميع البلدان والحكومات والشركات، وأنه تحدٍّ لا يمكن أن تقتصر مسؤوليته بأي حال من الأحوال على طرف واحد كائناً من كان، وأن أمن المعلومات ليست بقضية يجب أن يتخللها حساسية تجاه جنسية الشركات أو نهج للتعامل معها وفق ديموغرفيا السياسة. وكما قال شارلز يانغ: «نحن بحاجة إلى إجراءات تلتزم بها شركات الاتصالات وموردو المعدات بشكل متساو حتى يكون هناك أساس موضوعي يمكن التحقق منه لتحديد المنتجات والخدمات الجديرة بثقة الناس. ولا شك أن الاتفاق على تبني هذا المفهوم وبأسرع وقت ممكن سيكون في مصلحة الجميع».
* كاتب سعودي
لربما كان موقع أمريكا من ابتكارات الجيل الخامس هو الأضعف في سجل تاريخ تفوقها التقني. إذ لم تشهد أوساط التكنولوجيا الحديثة حضوراً قوياً لمنافس من الولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجال. ولم تضع الولايات المتحدة الأمريكية لها بصمة واضحة في تقنية الجيل الخامس غير تلك التي تتعلق بممارسة مزيد من الضغوط السياسية على عدة دول لاستبعاد المارد الصيني هواوي من الصفقات التجارية لمشاريع الجيل الخامس بسبب شكوك تطورت لادعاءات ومن ثم اتهامات تتعلق بخروقات للأمن السيبراني وقدرة الشركة على التجسس لصالح الحكومة الصينية. ويبدو جلياً لمتتبعي هذا الأمر بأن الإدارة الأمريكية كانت وما زالت بصدد حملة منظمة ضد الشركة. فهل نجحت الحملة، وما هي دلالاتها على ضوء واقع الأمن السيبراني والحقائق المرتبطة به في زمن الجيل الخامس؟ وهل من العدل سعي دولة عظمى وراء شركة خاصة؟
في الوقت الذي تجتهد فيه دول العالم لابتكار أفضل وسائل التقدم والازدهار ودفع عجلة تطوير الأعمال والمجتمعات بالاستفادة من التقنيات الرقمية الحديثة كالجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والحوسبة، وتتابع في الضغوطات الأمريكية لحظر الشركة التي تنفرد بقيادة زمام أمور تقنية الجيل الخامس وغيرها من التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي والحوسبة، تتوالى الاتفاقيات في دول العالم مع هواوي للاستمرار بتزويد أسواقها بالتقنيات الحديثة. فها هي المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي يقرون استمرار الشركة في تطوير تقنيات الجيل الخامس في بلدانهم على الرغم من التحذيرات المتتالية من أمريكا لهم بهذا الخصوص. وكذا كان حال دول أخرى متقدمة في مجال التكنولوجيا كألمانيا وفرنسا.
يتفق الجميع على أن عصرنا الحالي هو عصر الجيل الخامس، وأن التقنيات الحديثة المتطورة ستمهد مزيداً من مسارات طريق التنمية الاجتماعية والاقتصادية خلال العقد القادم. فهل يكون إقرار تجاهل دور هواوي في هذا المجال صائباً، وخاصة في دول منطقة الشرق الأوسط التي تتطلع لتكون سباقة عالمياً في مجال التحول الرقمي واستفادة صناعاتها وقطاعاتها الحيوية من التقنيات الحديثة لتطوير أعمالها وخدماتها على ضوء العديد من الإستراتيجيات والخطط الوطنية التي وضعت لهذا الغرض وتم إقرارها وفق رؤى وطنية طموحة تستشرف المستقبل.
في الوقت الذي لم ولن ينتهي النقاش حول الأمن السيبراني وأمن تقنية الجيل الخامس الجديدة التي باتت شبكاتها تغزو مجتمعاتنا ومصانعنا وشركاتنا بشكل أكبر يوماً بعد يوم، تؤكد هواوي أن الأمن السيبراني يعتبر قضية مشتركة لجميع البلدان والحكومات والشركات، وأنه تحدٍّ لا يمكن أن تقتصر مسؤوليته بأي حال من الأحوال على طرف واحد كائناً من كان، وأن أمن المعلومات ليست بقضية يجب أن يتخللها حساسية تجاه جنسية الشركات أو نهج للتعامل معها وفق ديموغرفيا السياسة. وكما قال شارلز يانغ: «نحن بحاجة إلى إجراءات تلتزم بها شركات الاتصالات وموردو المعدات بشكل متساو حتى يكون هناك أساس موضوعي يمكن التحقق منه لتحديد المنتجات والخدمات الجديرة بثقة الناس. ولا شك أن الاتفاق على تبني هذا المفهوم وبأسرع وقت ممكن سيكون في مصلحة الجميع».
* كاتب سعودي