الأزواج أول ضحايا الحجر المنزلي !
الأربعاء / 23 / رجب / 1441 هـ الأربعاء 18 مارس 2020 01:10
هاني الظاهري
فرضت إجراءات الوقاية من كورونا وما صاحبها من توقف للأعمال والمدارس والحجر المنزلي الذي اختاره ملايين الناس حول العالم حياة غير تقليدية، أهم ما يميزها أنها غارقة في الدفء العائلي وانهماك أفراد كل أسرة باكتشاف بعضهم من جديد.
لو أردنا حساب عدد الساعات التي كان يقضيها الفرد العامل أو الدارس مع أفراد أسرته قبل كورونا لوجدنا أنها ربما لا تتجاوز بضع سويعات في اليوم، إذ ياخذ العمل نحو 8 ساعات والنوم مثلها والخروج للتسوق أو الزيارات وقضاء الأشغال نحو 4 ساعات؛ أي أن المتبقي من الـ24 لا يتعدى 4 ساعات فقط!
أما في زمن كورونا، فالأمر مختلف، إذ بات وقت الاجتماع العائلي نحو 16 ساعة في اليوم وهذا بالنسبة للبعض انقلاب حياتي كامل، إذ سيغرق كل فرد من أفراد الأسرة في عالم الآخر، وسوف تبدأ الزوجات لا محالة في التنبه لكل صغيرة وكبيرة في تصرفات أزواجهن والعكس صحيح كذلك، وبالطبع فإن النتائج التي ستخلفها هذه الحالة خطيرة ويصعب توقعها، أما الأبناء فسوف يسعدون في أول يومين بقضاء الساعات الطوال مع والديهم، لكنهم سينتبهون بعدها إلى أنهم فقدوا خصوصيتهم وعوالمهم المستقلة وسيجدون أنهم محاصرون بأسئلة الأم من جهة وانتقادات الأب من جهة أخرى، وهذا ما سيجعلهم من أكثر سكان هذا الكوكب ترقباً لإعلان نهاية إعصار كورونا الذي عصف بحياتهم.
الأمر سيكون أكثر تعقيدا بالنسبة لأولئك الرجال المنخرطين في علاقات زواج مسيار أو سري.. فالحجر المنزلي مع الزوجة الرسمية والأبناء مسألة كارثية تهدد مشاريعهم الزوجية الخارجية، وهو ما قد يدفع بعض الشجعان منهم للاعتراف وبعض المستهترين للانكشاف وفي كلتا الحالتين النتيجة هي: خراب مالطا!
والأكيد أن فايروس كورونا اللعين مصر على العبث في كل شيء فبعد أن أشبع الاقتصاد العالمي ركلاً وصفعاً وجلداً حتى طرحه أرضاً، سوف يعبث في حياة كل فرد بطريقته الخاصة، ومن نجا من تبعاته فقد فاز فوزاً عظيماً، فسلامتك وسلامة أفراد أسرتك من الإصابة بالمرض لا تعني أن شبح كورونا لن يترك بصمته على حياة الأسرة قبل أن يمضي..
أخيراً لا يسعني إلا أن أتمنى لكل الأزواج الطيبين الستر والصمود وتجاوز هذه الأزمة الصعبة دون إصابات أو خسائر جانبية، وأوصيهم ونفسي بترديد الدعاء الشهير: «اللهم سلّم.. سلّم».
* كاتب سعودي
Hani_DH@
لو أردنا حساب عدد الساعات التي كان يقضيها الفرد العامل أو الدارس مع أفراد أسرته قبل كورونا لوجدنا أنها ربما لا تتجاوز بضع سويعات في اليوم، إذ ياخذ العمل نحو 8 ساعات والنوم مثلها والخروج للتسوق أو الزيارات وقضاء الأشغال نحو 4 ساعات؛ أي أن المتبقي من الـ24 لا يتعدى 4 ساعات فقط!
أما في زمن كورونا، فالأمر مختلف، إذ بات وقت الاجتماع العائلي نحو 16 ساعة في اليوم وهذا بالنسبة للبعض انقلاب حياتي كامل، إذ سيغرق كل فرد من أفراد الأسرة في عالم الآخر، وسوف تبدأ الزوجات لا محالة في التنبه لكل صغيرة وكبيرة في تصرفات أزواجهن والعكس صحيح كذلك، وبالطبع فإن النتائج التي ستخلفها هذه الحالة خطيرة ويصعب توقعها، أما الأبناء فسوف يسعدون في أول يومين بقضاء الساعات الطوال مع والديهم، لكنهم سينتبهون بعدها إلى أنهم فقدوا خصوصيتهم وعوالمهم المستقلة وسيجدون أنهم محاصرون بأسئلة الأم من جهة وانتقادات الأب من جهة أخرى، وهذا ما سيجعلهم من أكثر سكان هذا الكوكب ترقباً لإعلان نهاية إعصار كورونا الذي عصف بحياتهم.
الأمر سيكون أكثر تعقيدا بالنسبة لأولئك الرجال المنخرطين في علاقات زواج مسيار أو سري.. فالحجر المنزلي مع الزوجة الرسمية والأبناء مسألة كارثية تهدد مشاريعهم الزوجية الخارجية، وهو ما قد يدفع بعض الشجعان منهم للاعتراف وبعض المستهترين للانكشاف وفي كلتا الحالتين النتيجة هي: خراب مالطا!
والأكيد أن فايروس كورونا اللعين مصر على العبث في كل شيء فبعد أن أشبع الاقتصاد العالمي ركلاً وصفعاً وجلداً حتى طرحه أرضاً، سوف يعبث في حياة كل فرد بطريقته الخاصة، ومن نجا من تبعاته فقد فاز فوزاً عظيماً، فسلامتك وسلامة أفراد أسرتك من الإصابة بالمرض لا تعني أن شبح كورونا لن يترك بصمته على حياة الأسرة قبل أن يمضي..
أخيراً لا يسعني إلا أن أتمنى لكل الأزواج الطيبين الستر والصمود وتجاوز هذه الأزمة الصعبة دون إصابات أو خسائر جانبية، وأوصيهم ونفسي بترديد الدعاء الشهير: «اللهم سلّم.. سلّم».
* كاتب سعودي
Hani_DH@