منوعات

كورونا تخلع رومانسية «خليك بالبيت» بشعار الطوارئ

علي الرباعي (الباحة)

صنع المشهد الثقافي والفني عبر عقود أيقوناته من كلمات الشعراء والأغنيات الخالدة لتغدو بعض مفردات النص الشعري والغنائي لافتات على المحلات وفي الميادين وعلى ألسنة المفتونين بأعذب الكلام للتنفيس عن عذابات الأيام.

وربما لم يتطرق أدنى خاطر لذهن الشاعر اللبناني جوزيف حرب وهو يكتب كلمات أغنيته الفيروزية «الله يخليك خليك بالبيت» أن يتحول هذا المطلع العاطفي لشعار حقبة حرجة يمر بها العالم. ولعله لم يدر بخلد الملحن زياد الرحباني وهو يشتغل على تلحينه باحترافية ليليق بالحنجرة الخالدة والدته السيدة فيروز أنه سيتحول لمصطلح تحذير و إنذار طوارئ بسبب انتشار فايروس كورونا عوضاً عن استلهام حالته الرومانسية المغرقة في تفاصيل وجدانية لعاشق.

وكعادة الماهرين بالإعلان في اختيار الجمهور وسرعة التأثير عليه ومنتجاً للأثر التسويقي غدت كلمات ( خليك بالبيت) عنوانا بحكم ما تميز به من شعبية المفردة وانسجامها مع توجهات الدول ووزارات الصحة.

وأطلقت أكثر من دولة ومؤسسة الكلمات الشاعرية كلمات ( حرب ) على برامجها التوعوية في هذه الحقبة الحرجة كون المجتمع يستجيب للمفردات القريبة من ذائقته والواضحة المضمون ما يحدث استجابة سريعة وتفاعل من المتلقي إعجاباً بمضامين الشعار.

ويؤكد الشاعر عبدالعزيز أبو لسه أن أحداث عدة في العالم العربي ارتبطت بالنصوص الشعرية والغنائية مشيراً إلى أن الأغنية الفيروزية( خليك بالبيت) ليست الوحيدة التي انتصبت منشوراً دعائياً وتسويقيا إذ أن أغنية الراحلة اسمهان «ليالي الأنس في فيينا» سوقت كثيراً للسياحة في النمسا شأن أغنية طلال مداح «وطني الحبيب» وأغنية محمد عبده «ما أرق الرياض تالي الليل». وأغنية شعبان عبدالرحيم التي وزعت اسم السيد عمرو موسى على كل سمع في الوطن العربي ويرى أن الكلام الخفيف قابل للتحول إلى رمزية لها دلالتها شأن ( خليك بالبيت).