معركة الجنرال «ترمب» الأخيرة !
الأحد / 28 / رجب / 1441 هـ الاثنين 23 مارس 2020 00:16
محمد الساعد
يخوض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب آخر معاركه المضنية قبيل الانتخابات المرتقبة نهاية العام، معركته هذه المرة ضد مرض كورونا الفتاك بعدما كانت حروبه المستمرة مع قوى اليسار وفلول أوباما المتخندقين ضده في الإعلام الغربي وعلى وجه الخصوص صحافة بلاده.
مماحكات ومؤامرات وفخاخ واجهها ترمب منذ ترشحه للفترة الرئاسية الأولى وحتى اليوم، حاول فيها الديموقراطيون بكل الوسائل وحتى غير الأخلاقية عرقلته وتقزيم إنجازاته بل واتهامه بالخيانة لإزاحته من طريقهم.
كانت معركة غير متكافئة في بدايتها، رئيس جديد بلا خبرة وطاقم غير متجانس، في مقابل مؤسسة عميقة لها رجالها وأموالها وأيديولوجيتها وأجنداتها التي لا تتوافق مع ترمب، بل كانوا يعلمون أن مجيئه هو عرقلة لمشروعهم.
لكن دونالد ترمب الرئيس الصلب القادم من الجذور الشعبية البيضاء استطاع لوحده أن يقلبها لصالحه بسبب طريقته العفوية في المقاومة، وبسبب إنجازاته الاقتصادية غير المسبوقة، لقد وصلت البطالة نهاية العام الفائت إلى 3% وهو رقم لم يسجل في التاريخ الأمريكي، إضافة إلى زيادة الدخل السنوي لمواطنيه وتحسن البنية التحتية وارتفاع الأسواق المالية، كلها عوامل استند عليها الرئيس في مقاومته للذئاب الشرسة التي حاولت اقتلاعه من البيت الأبيض.
ولم تمض سوى أيام بعد محاكمته في أروقة الكونغرس بتهم لا هدف لها إلا تحطيمه وإنهاء ولايته، إلا والرئيس الجمهوري يتحول إلى أب لكل الأمريكيين، هكذا رأى الشارع الأمريكي رئيسه، «رجل دولة» يقود أزمة كورونا كجنرال وبهمة وشجاعة عالية رغم التحديات الهائلة التي يواجهها مع مرض نادر اكتسح العالم.
يقود ترمب طاقم إدارته ويعقد مؤتمرا صحفيا يوميا مضيفا إليه خبراء وأطباء ورجال أعمال ومصنعين، لقد أدار البلاد كلها واحتضنها، دون أن يلتفت لكل العراقيل التي وضعت في طريقه، ذهب إلى الكونغرس وأقنع الديموقراطيين والجمهوريين بأهمية دعم جهود مكافحة المرض الفتاك، وأخذ دعما ماليا فوريا، كان سريعا وحازما في المعالجة واستجاب لطلبات الولايات الضعيفة والصغيرة فأرسل المساعدات الغذائية والجيش الاتحادي لمساندتها، وبعث بسفن طبية عسكرية لتساند جهود الولايات الأكثر إصابة والتي تعاني من نقص الخدمات الطبية.
لقد تحول «دونالد ترمب» في يوم وليلة من الرئيس المختلف عليه والمنقسم حوله إلى أبي الأمة الأمريكية، بل إلى «أبراهام لينكولن» الولايات المتحدة الأمريكية في هذا العصر.
وكما قاد الرئيس الأمريكي «أبراهام» الشعب الأمريكي بنجاح إلى الاتحاد بعد سنوات من الصراع والانقسام والحروب الأهلية، وأعاد الولايات التي انفصلت بقوة السلاح وقضى على الحرب الأهلية الأمريكية، يتقدم «العجوز» ترمب الصفوف ليقاتل نيابة عن الأمريكيين كل أعدائها ويهاجم بشراسة من أجل مستقبلهم وحياتهم.
يجب أن لا نفصل معارك دونالد ترمب مع «الصين والأوروبيين» وبين رؤيته لمستقبل أمريكا، لقد جاء ترمب إلى سدة الرئاسة وأمريكا متراجعة مريضة منهكة متواضعة اقتصاديا وأمنيا ونفوذا حول العالم، لدرجة أن دولة رجعية متخلفة مثل إيران صار لها نفوذ وكلمة داخل البيت الأبيض ومريديون يدافعون عنها وعن مصالحها في الإعلام والمؤسسات.
لقد حول أوباما الولايات المتحدة إلى مجرد بقايا إمبراطورية، وكان تحدي الرئيس ترمب أن يعيد الأمة الأمريكية إلى مجدها التليد، لقد فعل ذلك خارجيا، وجاءته الفرصة اليوم ليفعلها داخليا، ويكون بحق أباً للأمريكيين ومؤسس الدولة الأمريكية الحديثة.
* كاتب سعودي
massaaed@
مماحكات ومؤامرات وفخاخ واجهها ترمب منذ ترشحه للفترة الرئاسية الأولى وحتى اليوم، حاول فيها الديموقراطيون بكل الوسائل وحتى غير الأخلاقية عرقلته وتقزيم إنجازاته بل واتهامه بالخيانة لإزاحته من طريقهم.
كانت معركة غير متكافئة في بدايتها، رئيس جديد بلا خبرة وطاقم غير متجانس، في مقابل مؤسسة عميقة لها رجالها وأموالها وأيديولوجيتها وأجنداتها التي لا تتوافق مع ترمب، بل كانوا يعلمون أن مجيئه هو عرقلة لمشروعهم.
لكن دونالد ترمب الرئيس الصلب القادم من الجذور الشعبية البيضاء استطاع لوحده أن يقلبها لصالحه بسبب طريقته العفوية في المقاومة، وبسبب إنجازاته الاقتصادية غير المسبوقة، لقد وصلت البطالة نهاية العام الفائت إلى 3% وهو رقم لم يسجل في التاريخ الأمريكي، إضافة إلى زيادة الدخل السنوي لمواطنيه وتحسن البنية التحتية وارتفاع الأسواق المالية، كلها عوامل استند عليها الرئيس في مقاومته للذئاب الشرسة التي حاولت اقتلاعه من البيت الأبيض.
ولم تمض سوى أيام بعد محاكمته في أروقة الكونغرس بتهم لا هدف لها إلا تحطيمه وإنهاء ولايته، إلا والرئيس الجمهوري يتحول إلى أب لكل الأمريكيين، هكذا رأى الشارع الأمريكي رئيسه، «رجل دولة» يقود أزمة كورونا كجنرال وبهمة وشجاعة عالية رغم التحديات الهائلة التي يواجهها مع مرض نادر اكتسح العالم.
يقود ترمب طاقم إدارته ويعقد مؤتمرا صحفيا يوميا مضيفا إليه خبراء وأطباء ورجال أعمال ومصنعين، لقد أدار البلاد كلها واحتضنها، دون أن يلتفت لكل العراقيل التي وضعت في طريقه، ذهب إلى الكونغرس وأقنع الديموقراطيين والجمهوريين بأهمية دعم جهود مكافحة المرض الفتاك، وأخذ دعما ماليا فوريا، كان سريعا وحازما في المعالجة واستجاب لطلبات الولايات الضعيفة والصغيرة فأرسل المساعدات الغذائية والجيش الاتحادي لمساندتها، وبعث بسفن طبية عسكرية لتساند جهود الولايات الأكثر إصابة والتي تعاني من نقص الخدمات الطبية.
لقد تحول «دونالد ترمب» في يوم وليلة من الرئيس المختلف عليه والمنقسم حوله إلى أبي الأمة الأمريكية، بل إلى «أبراهام لينكولن» الولايات المتحدة الأمريكية في هذا العصر.
وكما قاد الرئيس الأمريكي «أبراهام» الشعب الأمريكي بنجاح إلى الاتحاد بعد سنوات من الصراع والانقسام والحروب الأهلية، وأعاد الولايات التي انفصلت بقوة السلاح وقضى على الحرب الأهلية الأمريكية، يتقدم «العجوز» ترمب الصفوف ليقاتل نيابة عن الأمريكيين كل أعدائها ويهاجم بشراسة من أجل مستقبلهم وحياتهم.
يجب أن لا نفصل معارك دونالد ترمب مع «الصين والأوروبيين» وبين رؤيته لمستقبل أمريكا، لقد جاء ترمب إلى سدة الرئاسة وأمريكا متراجعة مريضة منهكة متواضعة اقتصاديا وأمنيا ونفوذا حول العالم، لدرجة أن دولة رجعية متخلفة مثل إيران صار لها نفوذ وكلمة داخل البيت الأبيض ومريديون يدافعون عنها وعن مصالحها في الإعلام والمؤسسات.
لقد حول أوباما الولايات المتحدة إلى مجرد بقايا إمبراطورية، وكان تحدي الرئيس ترمب أن يعيد الأمة الأمريكية إلى مجدها التليد، لقد فعل ذلك خارجيا، وجاءته الفرصة اليوم ليفعلها داخليا، ويكون بحق أباً للأمريكيين ومؤسس الدولة الأمريكية الحديثة.
* كاتب سعودي
massaaed@