ومتى يُحاكم النازيون الصهاينة؟
الثلاثاء / 26 / رجب / 1429 هـ الثلاثاء 29 يوليو 2008 22:47
عبدالرحمن بن عبدالعزيز العثمان
هلل العالم فرحاً وتنفس المجتمع الدولي الصعداء بإلقاء القبض على زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراديتش, أحد كبار المشتبه بارتكابهم جرائم حرب في صربيا مساء الاثنين 21 يوليو الحالي بعد اثني عشر عاماً من التخفي والاختباء وفقا لإفادة مكتب الرئيس الصربي بوريس تاديتش في بيان ذكر “انه تم إرسال كاراديتش الى القاضي المحقق بمحكمة جرائم الحرب في بلجراد وفقا للقانون المتعلق بالتعاون مع محكمة جرائم الحرب الدولية ليوغوسلافيا السابقة”.
وأكاد أجزم أن خبر القبض على هذا السفاح المسؤول عن قتل أكثر من مائتي ألف من مسلمي البوسنة والهرسك قد أثلج صدر العالم كله ما عدا قادة اسرائيل, خاصة كبار مسؤوليها الذين لا يزالون في سدة الحكم وأولهم رئيس الدولة شيمون بيريز المسؤول عن مذبحة قانا, ووزير الدفاع إيهود باراك المسؤول عن قتل مئات الفلسطينيين والمصريين واللبنانيين, والذي اقترن اسمه بشكل خاص بمذبحة فردان لإحساسهم أنه لابد أن يأتي اليوم الذي يمثلون فيه أمام العدالة الدولية.
وما زلت أذكر كيف استقبل رئيس وزراء اسرائيل الأسبق مناحيم بيجن في أول زيارة له الى لندن بعد أن أصبح رئيساً لوزراء اسرائيل وبعد توقيعه لمعاهدة كامب دافيد عندما تجمع آلاف المحتجين من الشعب البريطاني أمام السفارة الاسرائيلية في لندن يرفعون صورته ممهورة بكلمة “wauled”, أي مطلوب للعدالة, وهي نفس صورته التي كانت تملأ شوارع المدن الفلسطينية إبان فترة الانتداب البريطاني على فلسطين, ليس لمذابحه ضد الفلسطينيين عندما كان زعيماً لعصابة الأرجون الإرهابية, والتي بلغت ذروتها بمذبحة دير ياسين, وإنما لأنه كان يشنق الجنود البريطانيين ويعلقهم على جذوع الشجر لدفع بريطانيا الى انهاء انتدابها على فلسطين حتى يتسنى له ولاقرانه عتاولة الإرهاب الصهيوني اعلان دولة اسرائيل.
القبض على كاراديتش بعد اثني عشر عاما من الهروب من العدالة وبعد أسبوعين فقط من تولي حكومة جديدة في صربيا موالية لأوروبا يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الموالي للغرب برئاسة تاديتش يؤكد على ان الحكومة السابقة كانت تغض الطرف عن التجاوب مع الارادة الدولية لسبب واحد بسيط, وهو أن كاراديتش لم يكن يختبئ في قرية نائية, وإنما كان يعيش وسط بلجراد العاصمة, وكان يعمل في عيادة طبية مكتفيا فقط باطلاق شاربيه ولحيته مما يؤكد على انه جرى التستر عليه خلال تلك الفترة, وان الحكومة الجديدة قررت انهاء هذه المهزلة, لا سيما في ظل ادراكها للحقيقة بأن تسليم كاراديتش يمثل الطريق الأقصر لانضمامها للاتحاد الأوروبي.
وثمة تساؤل يطرح نفسه في ضوء هذا الحدث: إذا كان الغرب لم ينس لصرب البوسنة مذابحهم ضد مسلمي البوسنة والهرسك, وإذا كان لم ينس لتركيا مذابحها ضد الأرمن, وإذا كانت الولايات المتحدة -قبل إسرائيل- لم تنس الهولوكوست النازي ضد اليهود, وحيث حرص قادة إسرائيل على اصطحاب المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي باراك أوباما في زيارته للقدس الغربية التي تمت مؤخرا -مثلما فعل مع المرشح الجمهوري جون ماكين قبل بضعة اسابيع- الى متحف “الكارثة والعدوان” الذي يعتبر بمثابة ذاكرة الهولوكوست في اسرائيل, فإنه لابد لأجراس العدالة الغربية أن تدق بشدة على وقع خبر القبض على كاراديتش لإيقاظ ضميرها الغائب في فلسطين وتذكيره بأن على أولئك الذين عانوا من الهولوكوست النازي لبضعة سنين التوقف عن ممارسة الهولوكوست نفسه ضد الفلسطينيين, وهو ذلك الهولوكوست الذي بدأ قبل أكثر من ستين عاماً ولا يزال مستمراً حتى الآن!
وأكاد أجزم أن خبر القبض على هذا السفاح المسؤول عن قتل أكثر من مائتي ألف من مسلمي البوسنة والهرسك قد أثلج صدر العالم كله ما عدا قادة اسرائيل, خاصة كبار مسؤوليها الذين لا يزالون في سدة الحكم وأولهم رئيس الدولة شيمون بيريز المسؤول عن مذبحة قانا, ووزير الدفاع إيهود باراك المسؤول عن قتل مئات الفلسطينيين والمصريين واللبنانيين, والذي اقترن اسمه بشكل خاص بمذبحة فردان لإحساسهم أنه لابد أن يأتي اليوم الذي يمثلون فيه أمام العدالة الدولية.
وما زلت أذكر كيف استقبل رئيس وزراء اسرائيل الأسبق مناحيم بيجن في أول زيارة له الى لندن بعد أن أصبح رئيساً لوزراء اسرائيل وبعد توقيعه لمعاهدة كامب دافيد عندما تجمع آلاف المحتجين من الشعب البريطاني أمام السفارة الاسرائيلية في لندن يرفعون صورته ممهورة بكلمة “wauled”, أي مطلوب للعدالة, وهي نفس صورته التي كانت تملأ شوارع المدن الفلسطينية إبان فترة الانتداب البريطاني على فلسطين, ليس لمذابحه ضد الفلسطينيين عندما كان زعيماً لعصابة الأرجون الإرهابية, والتي بلغت ذروتها بمذبحة دير ياسين, وإنما لأنه كان يشنق الجنود البريطانيين ويعلقهم على جذوع الشجر لدفع بريطانيا الى انهاء انتدابها على فلسطين حتى يتسنى له ولاقرانه عتاولة الإرهاب الصهيوني اعلان دولة اسرائيل.
القبض على كاراديتش بعد اثني عشر عاما من الهروب من العدالة وبعد أسبوعين فقط من تولي حكومة جديدة في صربيا موالية لأوروبا يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الموالي للغرب برئاسة تاديتش يؤكد على ان الحكومة السابقة كانت تغض الطرف عن التجاوب مع الارادة الدولية لسبب واحد بسيط, وهو أن كاراديتش لم يكن يختبئ في قرية نائية, وإنما كان يعيش وسط بلجراد العاصمة, وكان يعمل في عيادة طبية مكتفيا فقط باطلاق شاربيه ولحيته مما يؤكد على انه جرى التستر عليه خلال تلك الفترة, وان الحكومة الجديدة قررت انهاء هذه المهزلة, لا سيما في ظل ادراكها للحقيقة بأن تسليم كاراديتش يمثل الطريق الأقصر لانضمامها للاتحاد الأوروبي.
وثمة تساؤل يطرح نفسه في ضوء هذا الحدث: إذا كان الغرب لم ينس لصرب البوسنة مذابحهم ضد مسلمي البوسنة والهرسك, وإذا كان لم ينس لتركيا مذابحها ضد الأرمن, وإذا كانت الولايات المتحدة -قبل إسرائيل- لم تنس الهولوكوست النازي ضد اليهود, وحيث حرص قادة إسرائيل على اصطحاب المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي باراك أوباما في زيارته للقدس الغربية التي تمت مؤخرا -مثلما فعل مع المرشح الجمهوري جون ماكين قبل بضعة اسابيع- الى متحف “الكارثة والعدوان” الذي يعتبر بمثابة ذاكرة الهولوكوست في اسرائيل, فإنه لابد لأجراس العدالة الغربية أن تدق بشدة على وقع خبر القبض على كاراديتش لإيقاظ ضميرها الغائب في فلسطين وتذكيره بأن على أولئك الذين عانوا من الهولوكوست النازي لبضعة سنين التوقف عن ممارسة الهولوكوست نفسه ضد الفلسطينيين, وهو ذلك الهولوكوست الذي بدأ قبل أكثر من ستين عاماً ولا يزال مستمراً حتى الآن!