منوعات

يوميات «الإغلاق» في لندن.. أزمة سيولة.. و«بنادول» !

متجر لندني لم يبق قرص بنادول على أرففه.

ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

ليس من السهل أن يتقبل البريطاني إجراءات «الإغلاق التام» (Lockdown) التي أعلنها رئيس الحكومة بوريس جونسون ليل الإثنين. ليس لصعوبتها، ولا للضغوط النفسية التي قد تنجم عنها، ولكن لأنها فتحت الباب أمام مصير مجهول في الجزر البريطانية التي لم يعد يربطها بأوروبا سوى الجوار الجغرافي، بعد «بريكست». غير أن إعلان جونسون أنه أصدر تلك القرارات المشددة تحت وطأة ما سماه «حالة طوارئ وطنية» هو الذي جعل الشعب البريطاني يتقبل الإغلاق، والعزل، والحجر، والتباعد الاجتماعي، إلى درجة أن أي تجمع لأكثر من شخصين سيتم فضه بقوة الشرطة!

خرجت «عكاظ» صباح الثلاثاء في الضاحية التي أعمل بها، بحثاً عن جهاز للصراف الآلي للتزود بشيء من النقد على سبيل الاحتياط، وللبحث عن أقراص بارسيتمول (أشهرها البنادول)، التي تنصح السلطات البريطانية بتناولها إذا شعر الإنسان بأي أعراض. وكانت النتيجة مخيبة للآمال في الحالتين. فقد زرت أكثر من 5 أو 6 صرافات نقود لأفاجأ بأنها تعتذر عن تلبية طلبي بضخ نقود. وأجريت اتصالات هاتفية مع بعض الأصدقاء وسط لندن وجنوبها، فأكدوا أنهم يواجهون المعاناة نفسها. أما الباراسيتمول... فلم يعد موجوداً البتة على أرفق الصيدليات ولا المتاجر العادية! وذكرت صحف لندن أمس أن المشكلة لا تقتصر على العاصمة وحدها، بل تعم جميع مدن بريطانيا. وقالت «ديلي ميل» أمس إن ما تنتجه الصين قد نضب تماماً. أما البقية التي تنتجها الهند فهي لم تعد تأتي لأن نيودلهي فرضت قيوداً على تصدير العقاقير. وتقول السلطات الهندية إن البلاد تشهد طلباً متزايداً على مزيل الألم الأكثر شعبية في العالم. كما أن مشكلتها تتمثل في صعوبة حصولها على المواد الخام التي يصنع منها هذا الدواء، بسبب توقف الرحلات بين البلدان. وأضافت الصحيفة أن بريطانيا تعتمد على المنتجات الصينية من البارسيتمول بنسبة 70%، وتستورد البقية من الهند. ونشرت صحف محلية مشاهد لطوابير بشرية ضخمة في مدينة ريدنغ البريطانية أمام إحدى الصيدليات لشراء أقراص الباراسيتمول.