منوعات

إيطاليا.. الموت في أغنية!

‏‫‏إيطاليون يغنون في بلكونات المنازل

طاهر الحصري (النشر الإلكتروني) tito_ibrahim0@

لم يجدوا أمامهم إلا نوافذ المنازل، ليجأروا عبرها، صارخين بأعلى وأعتى ما أصابهم من ألم وخوف، منتظرين متضرعين رحمة علها تغشاهم، تعيدهم إلى سابق ما كانوا عليه، أو على الأقل تمنحهم فسحة من وقت، لالتقاط الأنفاس استعدادا لما هو أصعب وأشد.

الإيطاليون، «أبناء الإمبراطورية الرومانية» هذا الشعب المحب للحياة، العاشق للفن والفنون بجنونها ومجونها، ألجأه فايروس كورونا إلى شبابيك البيوت، ليصيح بأغانيه ومواويل الصبر والشكوى والمرارة، بعدما أعطته الحياة ظهرها وأدبرت عنه السعادة، وأقبلت عليهم المصائب.

كثيرة هي مقاطع الفيديو لأبناء روما، المحاصر بالمرض من كل حدب وصوب، أشهرها ترديدهم في نفس واحد النشيد الوطني للبلاد، ملوحين بأعلام الدولة والدموع حبيسة العيون، في مشهد مهيب، يشير لحجم المأساة وتأثيرها على الأرض والإنسان.

مشهد آخر لا يقل حزنا عن سابقه، يصدح فيه شاب إيطالي، تدلى نصف جسده خارج نافذة منزله، ملوحا في الهواء بكلتا يديه، في غيظ وألم، مرددا كلمات أغنيته الحزينة ولا ينال شيئا سوى تصفيق جيرانه عن بعد، الذين عزلهم الفايروس القاتل.