أخبار

أمٌ من المدينة لابنتها الطبيبة في الدمام: أسمع صوت خطواتك يا صغيرتي

نورا البلوي برداء العزل الطبي.

سارة الشريف (المدينة المنورة) alsharef_sara@

مع تدفق مشاعرها وفيضانها كأم تعمل ابنتها طبيبة مع الفرق المواجهة للفايروس في الدمام، تبعث إيمان اليوسف لابنتها الدكتورة نورا البلوي رسالة في كل يوم «أفخر بك يا صغيرتي»، لتبدأ الدكتورة يوماً جديداً مع أبطال الصحة في الحرب على «كوفيد-19» والعناية بالمصابين.

تقول الأم لـ«عكاظ» عن ابنتها: «خدمتها الإنسانية في الطب جعلتني أستسلم باعتزاز لبعدها عن العائلة في المدينة المنورة إلى الدمام، صوت خطواتها في المستشفى أسمعه وأنا في منزلي وأطرب لوقعه وأفخر بها».

وتضيف: «إن الدكتورة نورا تحرص على العائلة، وتطمئن عليهم هاتفياً وهي في معمعة عملها، وتزجي النصح، وتسأل عن إجراءاتنا الوقائية، وتصحح أخطاءنا، فذات مرة تواصلت معها بالهاتف، ووجدتها تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة حتى وهي خارج ساعات العمل، تبعث النصائح الوقائية لكل معارفها، وتطمئن على اتخاذهم الإجراءات الاحترازية، قالت لي نحن في المستشفى نمارس أعلى معايير الوقاية حتى لا ننقل المرض لمنازلنا وعوائلنا، ونعالج من لم يلتزم بالإجراءات، ومن لا يأخذ الأمر محمل الجد فواجبنا الإنساني والوطني نصحه وتقويمه».

وتضيف إيمان اليوسف أم الطبيبة نورا بصوتٍ يختنق بعبراتها: «كلنا ندعو لها بالحفظ والوقاية، وأكرر عليها تحذير الأم الوجلة الخائفة، ولكن صغيرتي تمنحنا الطمأنينة كل مرة بأن ما تتخذه من إجراءات تفوق الوصف هي وفريقها الطبي».

وتستذكر الأم طفولة ابنتها الطبيبة، فتقول: «ظلّت شغوفة بالإثراء والبحث عن المعلومة، ولا تكتفي بما تتلقفه في دراستها والمقررات، وتنهمك بين الكتب والمراجع والمصادر والعمل الجاد، وأحرزت مراكز متقدمة في المرحلة الثانوية منحتها فرصة الابتعاث لدراسة الطب». وختمت الأم حديثها مفتخرةً بنورا: «والدتك تفتخر بك يا ابنتي فأنت من دروع الوطن».