كتاب ومقالات

وكلاء توزيع الفايروس

أشواك

عبده خال

أعلنت وزارة الصحة أمس إصابة 99 حالة بفايروس كورونا. هذا الخبر مربك، وجرى إنذار من يستخف بالمخالطة المجتمعية، وللأسف الشديد مازال البعض في حالة تسيب. وبعد مشاهدتي لكثير من المشاهد أو المقاطع التي تمعن في (الاستهبال) أو الجهل، كتبت تغريدة عن ذلك فإلى الآن لم يتنبه البعض من خطورة التجمعات.

‏ومن الطرائف أن البعض حوّل النهار إلى فرصة لإقامة الأعراس وحضور الولائم، مع التأكيد بأنهم ملتزمون بالحظر الليلي وفق ما أمر به ولي الأمر!

وكنوع من الاستظراف ذكّرت هؤلاء المتغافلين بأن فايروس كورونا كائن (مسكين تعبان) يشتغل طوال الـ24 ساعة، فلا تزيدوه تعبا. حقيقة إن الإصابات الكثيرة هي التي تجلب لنفسها الفايروس من خلال التخلي عن التعليمات الواجب تنفيذها، ولَم تتعاف الصين من هذا الوباء إلا بالتزام المواطنين بكل التعليمات بحذافيرها، وما لم يلتزم الناس لهذه التعاليم فبعض البلدان لجأت إلى القوة بإنزال الجيش إلى الشارع وإرغام المعتدين على الصحة بوسائل أشد من العقوبة المالية أو التهديد بالسجن.

أقول التعدي على الصحة العامة لأن المصاب لا يكتشف إلا بعد نقله للفايروس للعشرات وفي الحد الأدنى إلى ثلاثة أشخاص.. وتكاثر المصابين يؤدي إلى انهيار المنظومة الصحية في أي بلد، وهذا ما جعل رئيس الوزراء الإيطالي يقول إن الحلول في الأرض تم استنفادها وتبقى حلول السماء. نعم الله قادر على كل شيء، لكن باتخاذ الإنسان الحذر والابتعاد عما يؤدي إلى الإصابة.

القضية ليست في الحجر المسائي، القضية أن الناس يمارسون التجمعات بصورة مريضة حتى إذا أوى الإنسان في المساء إلى بيته يكون قد استضاف مليون فايروس يوزعه كما شاء، فقط عليه أن لا ينسى كتابة وصيته بأن يقام له عزاء في الظهيرة ليتناول أصحابه وجبة الغداء على روحه، لينهض (أصحاب التجمعات) من غدائهم ويقوم كل منهم بتوزيع آلاف أخرى من الفايروس.

abdookhal2@yahoo.com