نستطيع التغيُّر للأفضل
مفتاح ضائع
الأحد / 05 / شعبان / 1441 هـ الاحد 29 مارس 2020 01:07
أنمار مطاوع
القيم هي مجموعة المفاهيم التي تم ترسيخها في المجتمع، وتم الاتفاق على إعطائها قيمة معينة؛ في الغالب تكون تلك القيمة متفاوتة من مجتمع لآخر حسب التكوين الثقافي لكل مجتمع. على سبيل المثال، قيمة احترام الكبير تعتبر قيمة ضمن قيم كل المجتمعات بشكل عام، ولكن تتفاوت مدى أولويتها حسب ثقافة كل مجتمع أيضا. في الغرب، لا تكون هذه القيمة ضمن الأولويات.. وربما تكون في مستويات متدنية. في الشرق، تُعتبر قيمة احترام الكبير من الأولويات وضمن المستويات العليا. علما أن القيمة في حد ذاتها موجودة غربا وشرقا.
من تحت مظلة القيم، تنبثق مبادئ السلوك.. وهي في الغالب تجيب عن الأسئلة بـ«نعم/ لا» أو «أفعل/ لا أفعل». رغم أن القيم غير قابلة للتغير -مع قابليتها للتنقل في سلم الأولويات والترتيب- إلا أن المبادئ قابلة للتغيير على حسب مستجدات الأحداث والمعلومات والمواقف التي تطرأ على المجتمع فتغيّر من ثقافته. على سبيل المثال، من كان يقدم مساعدات وصدقات للمتسولين في الشوارع من مبدأ مساعدة الآخرين، ربما توقف عن هذا النوع من المساعدات والصدقات بعد معرفته أن هذه الأموال تذهب عبر طرق موبوءة لأماكن قذرة.
هكذا، تتغير أولويات القيم وتتغير المبادئ المنبثقة عنها بناء على مستجدات المواقف والأحداث. وعندما تكون التأثيرات قوية ومفاجئة، تتغير الأولويات والمبادئ بشكل قوي ومفاجئ أيضا.
التغير الاجتماعي الذي سيحدث بعد انفراج أزمة كورونا سيكون واضحا وملاحظا بشكل عام. فخلال الأزمة -حتى الآن- أثبت المجتمع أنه قادر على الانضباط وتطبيق الأنظمة والقوانين. وقادر على ملء وقت فراغه بعيدا عن الأصدقاء وبقية مضيعات الوقت اليومية. قادر على التخلي عن عادات التبذير في المناسبات على شكليات لا ضرورة لها. قادر على مواجهة ضربات القدر غير المتوقعة وتحمُّل سهام الحياة العشوائية. قادر على تقييم من يأخذ الأمور بجدية ومن يأخذها بالهزل والابتذال.
بعض السلوكيات والعادات التي تمارس في المجتمع قد لا تصل لمستوى المبادئ، بل مجرد قناعات ترسخت بحكم النشأة والتربية والبيئة المحيطة.. وربما حان الوقت للتخلص منها بهذه العزيمة الاجتماعية التي وجدها المجتمع في ذاته.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com
من تحت مظلة القيم، تنبثق مبادئ السلوك.. وهي في الغالب تجيب عن الأسئلة بـ«نعم/ لا» أو «أفعل/ لا أفعل». رغم أن القيم غير قابلة للتغير -مع قابليتها للتنقل في سلم الأولويات والترتيب- إلا أن المبادئ قابلة للتغيير على حسب مستجدات الأحداث والمعلومات والمواقف التي تطرأ على المجتمع فتغيّر من ثقافته. على سبيل المثال، من كان يقدم مساعدات وصدقات للمتسولين في الشوارع من مبدأ مساعدة الآخرين، ربما توقف عن هذا النوع من المساعدات والصدقات بعد معرفته أن هذه الأموال تذهب عبر طرق موبوءة لأماكن قذرة.
هكذا، تتغير أولويات القيم وتتغير المبادئ المنبثقة عنها بناء على مستجدات المواقف والأحداث. وعندما تكون التأثيرات قوية ومفاجئة، تتغير الأولويات والمبادئ بشكل قوي ومفاجئ أيضا.
التغير الاجتماعي الذي سيحدث بعد انفراج أزمة كورونا سيكون واضحا وملاحظا بشكل عام. فخلال الأزمة -حتى الآن- أثبت المجتمع أنه قادر على الانضباط وتطبيق الأنظمة والقوانين. وقادر على ملء وقت فراغه بعيدا عن الأصدقاء وبقية مضيعات الوقت اليومية. قادر على التخلي عن عادات التبذير في المناسبات على شكليات لا ضرورة لها. قادر على مواجهة ضربات القدر غير المتوقعة وتحمُّل سهام الحياة العشوائية. قادر على تقييم من يأخذ الأمور بجدية ومن يأخذها بالهزل والابتذال.
بعض السلوكيات والعادات التي تمارس في المجتمع قد لا تصل لمستوى المبادئ، بل مجرد قناعات ترسخت بحكم النشأة والتربية والبيئة المحيطة.. وربما حان الوقت للتخلص منها بهذه العزيمة الاجتماعية التي وجدها المجتمع في ذاته.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com