كتاب ومقالات

هذا وقد تخلصنا من عقدة «الخواجة»

إدريس الدريس

إذا تبغون الصراحة؟ ماني زعلان كثير من كورونا.. فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.

كورونا جعلنا نعرف بلادنا جيداً ونتعرف على قدراتنا أكثر ونثق بأنفسنا أكثر وأكبر.

لقد جاءت حرب كورونا العالمية فجعلتنا في مقدمة المنتصرين، انتصرنا في السيطرة الصحية وفي الوفرة الغذائية والتموينية ورفعت درجة الوعي والانضباط والشعور بالمسؤولية لدى المواطنين.

ولم تقتصر مسؤولية بلادنا على بلادنا فقط، أو على شعبنا فقط أو شعبنا والمقيمين معنا، بل امتدمت مسؤولية المملكة إلى العالم أجمع وذلك من خلال إدارتنا للقمة الاستثنائية الطارئة لدول العشرين والتي عقدت بقيادة ملكنا سلمان يحفظه الله وبحضورٍ فضائي لقادة الدول الـ٢٠ الكبرى.

أيضاً كورونا خفف جرعة الشعور بالنقص لدى الكثير من الذين كانوا منبهرين دائماً تجاه «الخواجات» وتجاه دول كنا نحسب أن بيننا وبينهم فروقات حضارية ومسافات ضوئية لكننا وجدنا أنها فروقات وهمية وشكلية صاغها وبروزها الإعلام والقوة العسكرية الغاشمة لكن لما جاء امتحان كورونا معظمهم سقطوا في معظم المواد وخاصةً في مادة الصحة ودروس الوعي ومواد حقوق الإنسان وظهر في سلوكهم التوحش والأنانية وهم يهجمون على الأسواق وينهبونها ويحطمون البنوك وكثيرا من المرافق العامة.

إذن الآن ولاحقا يجب علينا أن نثق بأنفسنا وأن نكرس مكتسباتنا في هذه الأزمة لنزيد من حجم تفوقنا العلمي والسلوكي والإنساني وأن نتخلى عن كثير من سلبياتنا التي أجبرنا كورونا على تركها أو التقليل منها وأقصد تدخين الأرجيلة والسجاير وكثرة التبطح في المقاهي والاستراحات والمبالغة في السلام والعناق والإسراف في الحفلات والهدر في الوجبات.

أيضاً بقي على العالم بعد هذه الجائحة إعادة تعريف مبادئ حقوق الإنسان والتي تفوقت فيها دول تتهم بالمنظور الغربي بتفريطها في هذه الحقوق لكن اتضح أن العكس بالعكس فقد برزت معظم دولنا العربية في احترازاتها الصحية وفي توفيرها لكل متطلبات مواجهة هذا الداء فيما استقرت الدول التي كنا نحسبها في المقدمة في المؤخرة وعانت وما زالت. لقد أولت دولتنا اهتمامها بالإنسان دون النظر لأي اعتبارات أو أكلاف مادية في سبيل سلامة كل الذين يقطنون هذه الأرض.

لم يبق إلا أن أقول من الآن ودائما ارفع راسك أنت سعودي.

* كاتب سعودي

IdreesAldrees@