أردوغان في عيد الشجرة
الاثنين / 06 / شعبان / 1441 هـ الاثنين 30 مارس 2020 01:24
عبدالرحمن الطريري
قُتل مسعود مولوي وردنجاني بالرصاص في شارع بإسطنبول في الـ14 من نوفمبر 2019 بعد أكثر بقليل من عام على مغادرته إيران، حيث انتقل إلى صفوف المعارضة، وبدأ ينتقد القادة العسكريين والسياسيين في النظام الإيراني.
وكان وردنجاني قبل مغادرته، يعمل في الأمن الإلكتروني بوزارة الدفاع الإيرانية، ولا شك أن حساسية مكان عمله السابق، وسرية المعلومات التي يملكها، والتي كانت لتغري عدة أجهزة غربية وإسرائيلية للحصول عليها، وتجعل تصفيته بالنسبة لطهران ضرورة.
وفي شهر أغسطس الماضي، قام بنشر رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد الحرس الثوري الإيراني، «سوف أجتث قادة المافيا الفاسدين». وأضافت «ادعو الله ألا يقتلوني قبل أن أفعل ذلك»، وهي ما مثلت استشرافا لمصيره.
قال مصدران أمنيان إيرانيان لرويترز إن وردنجاني تحدى تحذيرا من الحرس الثوري بعدم التعاون مع شركات تركية في مشروعات متعلقة بالطائرات المسيرة، دون مزيد من التفاصيل. وقالا إنه اتصل أيضا بالولايات المتحدة ودول أوروبية للعمل معها.
متحدثة باسم شرطة إسطنبول قالت إن التحقيق مستمر. وامتنعت عن الإدلاء بمزيد من التعليقات، ولم تتهم الحكومة التركية إيران علنا بالضلوع في قتل وردنجاني، رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على الحادثة.
وهنا يأتي التساؤل لماذا مارس أردوغان صمت الأشجار حول حادثة أتت بعد ثلاثة أيام من اليوم الذي اختاره عيدا للشجرة في 11 نوفمبر، ولماذا لم يزايد سياسيا كما فعل مع المملكة قبل ذلك بعام.
والأرجح أن الدافع في حالة المملكة هو ابتزاز سياسي، وليس مبدأ حريصاً على الصحافة و سلامة الصحفيين، فمنظمة العفو الدولية تسمي تركيا أكبر سجان للصحفيين في العالم.
بل ربما أسمي السجن في تركيا سكن الصحفيين، ففي عام 2016، كان ثلث الصحفيين، والعاملين في المجال الإعلامي، والمسؤولين التنفيذيين في المهنة يقبعون في سجون تركيا، علماً بأن أغلبية كبيرة منهم ينتظرون تقديمهم إلى المحاكمة.
لكن الدافع الحقيقي لصمت أردوغان هو بشكل رئيسي ما يحصل في إدلب، حيث لم تنجح طريقة الابتزاز للأوروبيين الذين أغلقوا حدودهم بكل صرامة هذه المرة بخلاف 2015، كما أن أي جهد عسكري في سوريا دون تنسيق مع روسيا وإيران، سيؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية في الجيش التركي.
كما أن معركة إدلب لا يحارب فيها أردوغان الأكراد، كما يفعل في شمال شرق سوريا، وبالتالي ليست معركة مقدسة عند الأتراك، وعليه فكل خسارة بشرية تركية في إدلب هي بمثابة سقوط لأوراق الشجر في الخريف، وبالتالي حين يصل موسم الانتخابات الرئاسية، لن يبقى لدى أردوغان المزيد من الأوراق، خاصه أنه بالفعل خسر انتخابات بلدية في أنقرة وإسطنبول، أوحت أنه بدأ في منحنى الانهيار السياسي لمسيرته.
* كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com
وكان وردنجاني قبل مغادرته، يعمل في الأمن الإلكتروني بوزارة الدفاع الإيرانية، ولا شك أن حساسية مكان عمله السابق، وسرية المعلومات التي يملكها، والتي كانت لتغري عدة أجهزة غربية وإسرائيلية للحصول عليها، وتجعل تصفيته بالنسبة لطهران ضرورة.
وفي شهر أغسطس الماضي، قام بنشر رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد الحرس الثوري الإيراني، «سوف أجتث قادة المافيا الفاسدين». وأضافت «ادعو الله ألا يقتلوني قبل أن أفعل ذلك»، وهي ما مثلت استشرافا لمصيره.
قال مصدران أمنيان إيرانيان لرويترز إن وردنجاني تحدى تحذيرا من الحرس الثوري بعدم التعاون مع شركات تركية في مشروعات متعلقة بالطائرات المسيرة، دون مزيد من التفاصيل. وقالا إنه اتصل أيضا بالولايات المتحدة ودول أوروبية للعمل معها.
متحدثة باسم شرطة إسطنبول قالت إن التحقيق مستمر. وامتنعت عن الإدلاء بمزيد من التعليقات، ولم تتهم الحكومة التركية إيران علنا بالضلوع في قتل وردنجاني، رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على الحادثة.
وهنا يأتي التساؤل لماذا مارس أردوغان صمت الأشجار حول حادثة أتت بعد ثلاثة أيام من اليوم الذي اختاره عيدا للشجرة في 11 نوفمبر، ولماذا لم يزايد سياسيا كما فعل مع المملكة قبل ذلك بعام.
والأرجح أن الدافع في حالة المملكة هو ابتزاز سياسي، وليس مبدأ حريصاً على الصحافة و سلامة الصحفيين، فمنظمة العفو الدولية تسمي تركيا أكبر سجان للصحفيين في العالم.
بل ربما أسمي السجن في تركيا سكن الصحفيين، ففي عام 2016، كان ثلث الصحفيين، والعاملين في المجال الإعلامي، والمسؤولين التنفيذيين في المهنة يقبعون في سجون تركيا، علماً بأن أغلبية كبيرة منهم ينتظرون تقديمهم إلى المحاكمة.
لكن الدافع الحقيقي لصمت أردوغان هو بشكل رئيسي ما يحصل في إدلب، حيث لم تنجح طريقة الابتزاز للأوروبيين الذين أغلقوا حدودهم بكل صرامة هذه المرة بخلاف 2015، كما أن أي جهد عسكري في سوريا دون تنسيق مع روسيا وإيران، سيؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية في الجيش التركي.
كما أن معركة إدلب لا يحارب فيها أردوغان الأكراد، كما يفعل في شمال شرق سوريا، وبالتالي ليست معركة مقدسة عند الأتراك، وعليه فكل خسارة بشرية تركية في إدلب هي بمثابة سقوط لأوراق الشجر في الخريف، وبالتالي حين يصل موسم الانتخابات الرئاسية، لن يبقى لدى أردوغان المزيد من الأوراق، خاصه أنه بالفعل خسر انتخابات بلدية في أنقرة وإسطنبول، أوحت أنه بدأ في منحنى الانهيار السياسي لمسيرته.
* كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com