العالم ينغلق أكثر وينتظر بلوغ «كورونا» ذروته
توسع اجراءات العزل
الاثنين / 06 / شعبان / 1441 هـ الاثنين 30 مارس 2020 17:08
«عكاظ» (وكالات)
انضمت موسكو ولاغوس اليوم (الاثنين) إلى أكثر من ثلاثة مليارات نسمة في العالم يلازمون منازلهم على أمل الحد من انتشار فايروس كورونا المستجد الذي بات الرئيس الأمريكي يأخذه على محمل الجد مستعدا للأسوأ.
لكن إجراءات العزل لمواجهة هذا الوباء الذي تسبب بوفاة أكثر من 33 ألف شخص في العالم بينهم طفل يقل عمره عن السنة، لا تزال غير مطبقة إلى حد واسع في عدة دول في أفريقيا أو أمريكا اللاتينية خصوصا.
«ابقوا في المنازل» رسالة تتكرر على التلفزيون في فنزويلا لكنها تصطدم بالواقع كون 60% من سكان البلاد البالغ 30 مليون نسمة يواجهون نقصا في المياه بحسب منظمات غير حكومية.
والنتيجة أنه في أحد أحياء كراكاس الشعبية، هناك 200 شخص ينتظرون على الرصيف لتعبئة المياه.
ودخلت موسكو اليوم، أول أيام إجراءات العزل لمدة غير محددة، فيما دعا رئيس الوزراء الروسي بقية البلاد إلى الاستعداد للقيام بالمثل من أجل وقف انتشار فايروس كورونا المستجد.
وأمر رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين بعزل تام، متوعدا الذين لا يحترمون الإجراءات بمواجهة عقوبة السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات اعتبارا من 8 مارس.
ويسمح لسكان موسكو البالغ عددهم 12.5 مليون نسمة بالخروج من منازلهم فقط للتوجه إلى العمل إذا كان ضروريا وللطوارئ الطبية وللتبضع أو التوجه إلى صيدلية، كما يمكنهم الخروج لرمي النفايات أو لنزهة الكلب في محيط 100 متر من مساكنهم.
وفي العاصمة النيجيرية لاغوس التي تعد 20 مليون نسمة بدأت أيضا إجراءات العزل التام.
وسجلت نيجيريا، الدولة الاكثر اكتظاظا بالسكان في أفريقيا مع نحو 200 مليون نسمة، مساء أمس (الأحد) 97 حالة معلنة، لكن العدد قد يرتفع سريعا كما حذر وزير الإعلام لاي محمد الخميس.
وفيما بلغ عدد الإصابات 140 ألفا في الولايات المتحدة من أصل 700 ألف إصابة مثبتة في العالم، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يكثف الإجراءات، حيث مدد القيود المفروضة للحد من تفشي فايروس كورونا المستجد.
ويأتي هذا التغيير في موقف ترمب الذي سبق وقال إنه يتطلع لعودة الحياة في البلاد لطبيعتها بحلول منتصف أبريل، في وقت حذّرت بريطانيا وإيطاليا من أن الإجراءات المفروضة لاحتواء الوباء ستستمر لأشهر.
وأسفر كوفيد-19 عن وفاة أكثر من 35 ألف شخص حول العالم بينما تجاوز عدد الإصابات المؤكدة 700 ألف حالة.
وتزامنت إعادة تقييم ترمب للإطار الزمني لعودة الأمور إلى طبيعتها مع تدهور الأوضاع في أوروبا.
وسجّلت إسبانيا 838 وفاة خلال 24 ساعة، ليرتفع عدد الوفيات بشكل قياسي لليوم الثالث على التوالي.
وقال الممرض في مستشفى «إنفانتا صوفيا» في مدريد إدواردو فيرنانديز «امتلأ قسم العناية المشددة لدي بشكل كامل». ويذكر أن السلطات أقامت مستشفى ميدانيا يضم 5500 سرير في مدريد وحوّلت حلبة تزلج إلى مشرحة.
وأضاف فيرنانديز «نحن على شفير انهيار كامل إن لم يكن ذلك قد حصل بالفعل».
وفي بلجيكا، تخطت حصيلة الوفيات جراء الوباء 500 وفاة، بينها 160 خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما وصل عدد الإصابات المؤكدة إلى نحو 12 ألفا، على ما أعلنت السلطات الصحية اليوم.
وتسبب فايروس كورونا المستجد بوفاة أكثر من 500 شخص في بلجيكا حتى صباح اليوم وفق أرقام السلطات الصحية التي أحصت نحو 12 ألف إصابة مؤكدة منذ بدء تفشي الوباء.
وأفاد مسؤولون بريطانيون أن الحياة قد لا تعود لما كانت عليه قبل ستة أشهر.
وأفادت نائبة كبير المستشارين الطبيين في بريطانيا جيني هاريز بأنه لن يكون بإمكان الأطباء تحديد إن كان العزل التام الحالي نجح في إبطاء تفشي الوباء قبل عدة أسابيع.
وذكرت أن إجراءات احتواء الفايروس ستخضع لمراجعة كل ثلاثة أسابيع «على الأرجح على مدى الشهور الستة القادمة» على أقل تقدير.
أما في إيطاليا، حيث سجّلت ثلث الوفيات العالمية، فحذرت الحكومة المواطنين من أنه سيكون عليهم الاستعداد لفترة عزل تام «طويلة جدا» يتم رفعها تدريجيا، رغم تداعياتها الاقتصادية.
وقال مستشار الحكومة في مجال الصحة لوكا ريتشيلدي «نخوض معركة طويلة جدا. ننقذ حياة الناس عبر سلوكنا».
لكن الضغوط التي تسببت بها التدابير المفروضة على المجتمع الإيطالي والتي كانت أمرا لا يمكن تخيّله قبل أسابيع فقط بدأت تظهر تدريجيا.
ولعل المثال الأبرز كان بدء عناصر من الشرطة مدججين بالسلاح بحراسة مداخل متاجر بيع الأغذية في صقلية بعدما وردت تقارير عن عمليات سلب ونهب قام بها أشخاص لم يعودوا قادرين على شراء الأطعمة.
وفي أفريقيا، من شأن فرض عزل تام أن يشكل تحديا هائلا للسلطات في دول يعيش عدد كبير من سكانها في فقر ويكسبون قوتهم يوما بيوم.
وفي بنين، قال الرئيس باتريس تالون إن بلاده لن تفرض عزلا تاما كونها تفتقد «الإمكانات التي تملكها الدول الغنية» للقيام بذلك.
وحذرت مجموعات إغاثية من أن تداعيات فايروس كورونا المستجد على دول العالم المتقدمة قد تبدو ضئيلة للغاية أمام الآثار المدمرة التي قد يتركها على سكان الدول الفقيرة أو مناطق الحروب على غرار سورية.
ويشير خبراء الأمم المتحدة إلى أن ثلاثة مليارات شخص حول العالم لا يملكون القدرة على الوصول إلى المياه والصابون، السلاحان الأساسيان للحماية من الفايروس.