«كورونا» يكشف عوار أوروبا
ما بين وصفها بـ«الميتة» و«القبيحة».. ولتذهب إلى الجحيم
الاثنين / 06 / شعبان / 1441 هـ الاثنين 30 مارس 2020 22:20
محمد فكري (جدة) okaz_online@
أثار تفشي وباء «كورونا» خصوصا في أوروبا العديد من علامات الاستفهام حول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي قد أخفق في أول اختبار له منذ نشأته؟ هذا السؤال بات يتردد كثيرا إثر انتشار الفايروس وما نجم عنه من انكفاء داخلي بين الدول الأعضاء وانحسار روح التضامن، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي إلى إطلاق صيحة تحذير من انهيار التكتل بعد مرور نحو 27 عاما على إنشائه.
ورغم أنه ليس من السهولة بمكان أن تفسر نظريات العلاقات الدولية أسباب اجتياح الفايروس لإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وعدم انتشاره مثلاً في دول العالم الثالث التي ينتشر فيها الفقر والبطالة وتردي الأنظمة الصحية، إلا أن العوار الأوروبي في مواجهة الفايروس القاتل بات مقلقا، ولعل ما حدث من إنزال الإيطاليين لعلم الاتحاد الأوروبي ورفع العلم الصيني، يكشف مدى عمق وفداحة الخلل الذي أصاب العقلية الأوروبية.
صحيح أن الأزمة التي تجتاح العالم غير مسبوقة، وراح ضحيتها آلاف الأوروبيين، لكن الأمر لم يقف عند حدود الخسائر البشرية أو الاقتصادية، بل ذهب أبعد من ذلك بكثير وأصبح يهدد استمرارية كيان بحجم الاتحاد الأوروبي، على خلفية عدد من الممارسات والقرارات التي اتخذتها بعض دوله ومنها ما يتناقض مع حقوق الإنسان وتنظيرات الحرية والديموقراطية، وألقت بظلال من الشكوك حول جدوى استمرار التكتل.
فتعبير «حالة الحرب»، الذي أطلقه البعض، دفع دولة مثل التشيك إلى مصادرة شحنة مساعدات طبية وكمامات قادمة من الصين إلى إيطاليا، بل إن دولة مثل ألمانيا حظرت تصدير مستلزمات الوقاية الطبية للخارج.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد شنت الصحف الإيطالية هجوماً عنيفاً على الاتحاد الأوروبي غداة قرار بإرجاء اعتماد تدابير قوية في مواجهة التداعيات الاقتصادية لتفشي كورونا.
وهدد رئيس الوزراء الإيطالي خلال قمة عبر الفيديو بعدم التوقيع على الإعلان المشترك في حال لم يعتمد الاتحاد تدابير قوية «مرفقة بأدوات مالية مبتكرة وملائمة بالفعل لحرب يتوجب علينا خوضها سوياً».
عوار آخر تمثل في رفض ألمانيا ودول شمال أوروبية أخرى مناشدة تسع دول من بينها إيطاليا الأكثر تضرراً، من أجل الاقتراض الجماعي من خلال «سندات كورونا» للمساعدة في تخفيف الضربة الاقتصادية.
واختارت صحيفة «فاتو كوتيديانو» عنوان «كونتي يقول لأوروبا ميتة أن تذهب إلى الجحيم». كما عنونت «لا ريبوبليكا»، ذات الخط السياسي المؤيد للاتحاد تقليدياً، «أوروبا قبيحة».
وبدورها، اعتبرت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» أنّه «في حال افتقد الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق، فإنّ هذا يعني أنّ المشروع الأوروبي نفسه قد انتهى».
ورغم أنه ليس من السهولة بمكان أن تفسر نظريات العلاقات الدولية أسباب اجتياح الفايروس لإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وعدم انتشاره مثلاً في دول العالم الثالث التي ينتشر فيها الفقر والبطالة وتردي الأنظمة الصحية، إلا أن العوار الأوروبي في مواجهة الفايروس القاتل بات مقلقا، ولعل ما حدث من إنزال الإيطاليين لعلم الاتحاد الأوروبي ورفع العلم الصيني، يكشف مدى عمق وفداحة الخلل الذي أصاب العقلية الأوروبية.
صحيح أن الأزمة التي تجتاح العالم غير مسبوقة، وراح ضحيتها آلاف الأوروبيين، لكن الأمر لم يقف عند حدود الخسائر البشرية أو الاقتصادية، بل ذهب أبعد من ذلك بكثير وأصبح يهدد استمرارية كيان بحجم الاتحاد الأوروبي، على خلفية عدد من الممارسات والقرارات التي اتخذتها بعض دوله ومنها ما يتناقض مع حقوق الإنسان وتنظيرات الحرية والديموقراطية، وألقت بظلال من الشكوك حول جدوى استمرار التكتل.
فتعبير «حالة الحرب»، الذي أطلقه البعض، دفع دولة مثل التشيك إلى مصادرة شحنة مساعدات طبية وكمامات قادمة من الصين إلى إيطاليا، بل إن دولة مثل ألمانيا حظرت تصدير مستلزمات الوقاية الطبية للخارج.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد شنت الصحف الإيطالية هجوماً عنيفاً على الاتحاد الأوروبي غداة قرار بإرجاء اعتماد تدابير قوية في مواجهة التداعيات الاقتصادية لتفشي كورونا.
وهدد رئيس الوزراء الإيطالي خلال قمة عبر الفيديو بعدم التوقيع على الإعلان المشترك في حال لم يعتمد الاتحاد تدابير قوية «مرفقة بأدوات مالية مبتكرة وملائمة بالفعل لحرب يتوجب علينا خوضها سوياً».
عوار آخر تمثل في رفض ألمانيا ودول شمال أوروبية أخرى مناشدة تسع دول من بينها إيطاليا الأكثر تضرراً، من أجل الاقتراض الجماعي من خلال «سندات كورونا» للمساعدة في تخفيف الضربة الاقتصادية.
واختارت صحيفة «فاتو كوتيديانو» عنوان «كونتي يقول لأوروبا ميتة أن تذهب إلى الجحيم». كما عنونت «لا ريبوبليكا»، ذات الخط السياسي المؤيد للاتحاد تقليدياً، «أوروبا قبيحة».
وبدورها، اعتبرت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» أنّه «في حال افتقد الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق، فإنّ هذا يعني أنّ المشروع الأوروبي نفسه قد انتهى».