كتاب ومقالات

ثمة ملاك يمشي!

إياد عبدالحي

والمتابع لبرنامج كونان الحواري الشهير على قناة TPS الأمريكية يعلم تمامًا مدى قدرة مقدمه الكوميديان كونان على انتزاع الضحكات..

* في إحدى أمسيات برنامجه استضاف الممثلة الأمريكية الشابة برايس دالاس ليختبر قدرتها العجيبة على البكاء في أي وقت وتحت أي ظرف أو بحسب وصفِهِ: دموع على الطلب!

* كان المطلوب منها أن تبكي أثناء استرساله بحديث فكاهي.

* فهل فعلت ذلك؟

* نعم.. بل بإمكاني القول إنها فعلت ذلك وببراعة!

* أنصحكم بمشاهدة المقطع على اليوتيوب.

* فالأمر ليس بالسهل إطلاقًا.. خاصةً إن علمت أن كثيرًا من محترفي التمثيل ومشاهير هوليود يستعينون بمحفزات دمع كالمنثول حين يتطلب المشهد التراجيدي منهم إسقاط دمعة لتتلخص مهمتهم بعد ذلك في توقيت الإطاحة بها وسكبها على الخد لتلتقطها كاميرا المخرج من الزاوية التي يريد.

* برايس دالاس فعلت ذلك دون محفزات دمع! بل وتمكنت من فعله ببراعة تامة أثناء حوار كوميدي كان ينتزع الضحكات من حناجر من حولها حد القهقهة.

* حسنًا.. ما رأيكم أن نقلب المشهد رأسًا على عقب؟

* بأن نطلب من أحدهم الابتسامة في واقع غارق بالحزن.

* أن نطلب منه التماسك ورباطة الجأش أثناء تساقط الكل من حوله.

* أن يكون المشهد مرتبكًا بكل تفاصيله ويأتي الأداء مفعمًا بالثبات.

* المرور بين الضوضاء بمنتهى الهدوء..

* مزامنة اليأس بالأمل..

* حقن الآلام بالراحة..

* التربيت على أكتاف القلق والأرق باستمرار ودون توقف..

* تقمّص شخصية الملاك..

* ملائكة الرحمة..

* أليس هذا وصفهم؟

* في فيلم The secret in their Eyes ثمة اقتباس على لسان بطلِهِ ريكاردو دارين يقول فيه:

أحدهم ترك أبواب الجنة مفتوحة.. فثمة ملاك يمشي أمامي الآن.

* بت أردد هذه العبارة كلما شاهدت أحد هؤلاء الأبطال.. أبطال الصحة.