داهم فايروس كورونا الجديد حياتنا وغير من أنماط سلوكنا وعاداتنا، بل إنه شكل تحديا لنسيجنا الاجتماعي وقلب أحوال المال والأعمال رأسا على عقب، الكل اليوم يبحث عن طوق النجاة لدى العلماء والأطباء ويتلقفون بشغف كل خبر عن أبحاث اختراع لقاح ليكون بارقة أمل الإنسانية جمعاء !

وفي هذه الأزمة التي فرضت التباعد بين الناس، برزت أهمية التقنية في استخدامات التواصل والعمل والتعليم عن بعد، وتعززت الحاجة لتطور تقنيات الاتصالات والذكاء الاصطناعي والحسوبة السحابية وتحليل البيانات الضخمة وغيرها من تقنيات باتت واقعا في عمل الحكومات ودوران عجلة الاقتصاد وحياة الأفراد !

يجد العالم اليوم في سرعة التقدم المذهل للتكنولوجيا الرقمية التي أثارت مخاوفه في السنوات الأخيرة فوائد كثيرة في مواجهة أزمته الحالية التي تسببت في إغلاق الكثير من المكاتب الحكومية ومكاتب الأعمال والمدارس والأسواق، فهذا التقدم قلص من تأثير المشاكل، ومكن من استمرار الحياة وتقديم الخدمات !

اليوم تبرز أهمية شبكات الجيل الخامس ودورها في دعم الذكاء الاصطناعي في خلق الحلول في الحد من تعطل أو توقف عجلة الحياة والإنتاج رغم كل الشكوك والتحذيرات التي أثيرت حولها لأسباب في الغالب سياسية، فمناكفات الحرب التجارية التي خاضتها إدارة الرئيس الأمريكي ضد الصين واستهدفت فيها شبكة الجيل الخامس وشركة هواوي تحديدا، تبرهن اليوم على ضيق أفقها في ظل هذه الأزمة والحاجة لاستغلال كل موارد ومصادر تطوير التقنيات وتعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي !

اليوم يقف العالم على محك التعامل بروح التضامن في مواجهة أكبر كارثة تعصف به، فيضع الساسة مناكفات التشكيك والتنافس جانبا وتكريس التعاون للاستفادة من كل ما تملكه البشرية من مواردها التقنية والصناعية بعيدا عن حساسيات هويات وجنسيات الشركات والعلاقات التجارية، فمستقبل البشرية اليوم يعتمد على التضامن ومد جسور التعاون وبناء قواعد الثقة بين قوى العالم !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com