زوايا متخصصة

التحول الوطني.. على قدر من الطموح

أنهى 2019 محققاً منجزاته نحو الطريق إلى الرؤية

سلطان بن بندر (جدة) SultanBinBandar@

أنهى برنامج التحول الوطني «أحد برامج رؤية السعودية 2030» عام 2019 مقترباً إلى حد كبير من تحقيق أهدافه بتحقيق التميز في الأداء الحكومي وتعزيز الممكنات الاقتصادية، والارتقاء بمستوى الخدمات المعيشية، عبر تسريع وتيرة تنفيذ مشاريع البنية التحتية الأساسية والرقمية.

ومنذ أن بدأ البرنامج عمله الفعلي على أرض الواقع، ساهم في «مسيرة تحول» العديد من الجهات الحكومية من خلال تحقيق المركز الأول في إصلاح بيئة الأعمال، وإنشاء المركز الوطني للتنافسية (تيسير)، وإطلاق الخدمة الشاملة (مراس)، وإصدار نظام التجارة الإلكترونية، ورفع مستوى الحماية في ممارسات الأعمال التجارية، وإصدار أنظمة الامتياز التجاري، والرهن التجاري، ومحاربة التستر التجاري.

وتجاوزت منجزات البرنامج في هدفه الرامي إلى تسهيل ممارسة الأعمال التجارية إلى إطلاق التأشيرة السياحية ودعم الاستثمار في السياحة، ورفع إنتاج وصادرات الاستزراع السمكي وإطلاق «استثمر في السعودية» وملتقى بيبان، وبوابة الاستثمار البلدي (فرص)، والبوابة الإلكترونية الموحدة (بلدي) ومركز استدعاء.

جهود «التحول الوطني» التي جاءت بمثابة أساس متين، وبوصلة مرشدة لبلوغ أهداف البرنامج، لتعزيز الممكنات الاقتصادية لتمكين القطاع الخاص ورفع جاذبية سوق العمل بتسهيل ممارسة الأعمال بخلق وتنفيذ الأنظمة والعمليات المزيلة للعقبات لبدء تشغيل وتطوير الأعمال وتوفير الحماية اللازمة لقطاع الأعمال. وزيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد لتعزيز ودعم الابتكار وريادة الأعمال، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والمتنوعة والمستدامة، وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإزالة العوائق التي تحول دون انضمامها لسوق العمل، وتطوير القطاع السياحي لترويج المملكة كوجهة سياحية، والمحافظة على تراث المملكة الإسلامي والعربي والوطني والتعريف به وتسجيل عدد من المواقع في المملكة ضمن المواقع التراثية المعترف بها والمسجلة عالميًّا. وكذلك تشجيع العمل التطوعي لزيادة مشاركة أفراد المجتمع في الأنشطة التطوعية لإكسابهم مهارات عملية بما يضمن إيجاد فرص عمل ملائمة لهم. إضافة إلى زيادة مساهمة الأسر المنتجة في الاقتصاد من خلال تفعيل لائحة تنظيم عملهم وتقديم حلول تمويلية لضمان نموِّهم. والارتقاء بجودة الخدمات المقدَّمة في المدن السعودية لتطبيق مفاهيم المدن الذكية في المملكة، ودعم قنوات التواصل الفعَّالة مع المواطنين ومجتمع الأعمال والجهات الحكومية.

إنجازات نحو الهدف

لأن لغة الأرقام هي الأصدق دائما أظهر تقرير برنامج التحول الوطني تحقيق العديد من الإنجازات على أكثر من صعيد، التي صنعت بعزم الرجال لصنع مستقبل واعد، للأرض الطيبة، بدءاً من تقدُّم المملكة في مؤشر مدركات الفساد لتصل إلى المركز الـ10 من بين مجموعة دول العشرين الاقتصادية (G20)؛ من خلال جهود المملكة للقضاء على الفساد المالي والإداري وترسيخ مبادئ الشفافية والعدالة والإصلاح الاقتصادي.

تعدد الجهات المشاركة في تحقيق الإنجازات وصل إلى مشاركة القطاع السياحي بأكثر من 350 ألف تأشيرة سياحية خلال الربع الأخير من عام (2019)، بعد إطلاق التأشيرة السياحية إضافة إلى ما وصلت إليه المملكة في مجال السلامة المرورية من انخفاضٍ بنسبة (20%) في الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية في عام (2018) مقارنة بعام (2017).

وساهم البرنامج في تحقيق المملكة المرتبة الثانية في تخصيص النطاقات الترددية بين دول مجموعة العشرين الاقتصادية (G20) من خلال تنفيذ خطة التحول الرقمي التي نتج عنها تحقيق المركز الثالث عالميًّا في انتشار تقنية الجيل الخامس، وما تشهده المملكة من تحوُّل رقمي بات يخدم الممارسات الاقتصادية والتنموية، كتدشين نظام «ناجز» لتوحيد الإجراءات القضائية وأتمتة الخدمات العدلية، وتطبيق «صحة» لتقديم الاستشارات الطبية المرئية عبر الهواتف الذكية، ونظام التتبع الدوائي الإلكتروني (رصد) لتتبع المستحضرات الصيدلانية إلكترونيًا في جميع المراحل من الإنتاج وحتى الاستهلاك بما يضمن توفر الأدوية والتأكد من مأمونيتها وسلامتها، وإطلاق بوابة الاستثمار البلدي (فرص)، لعرض الفرص الاستثمارية كافة بمختلف مناطق المملكة في بوابة موحدة لتمكين المستثمرين من الوصول إلى الفرص التي تعلن عنها الأمانات والبلديات، وإطلاق منصة «بلدي» لتطوير جودة مستوى الخدمات البلدية المقدَّمة في جميع أنحاء المملكة وتفعيل دور المواطن كشريك فاعل في التنمية.

مبادرات لـ«التمكين»

ضمن أجندته المزدحمة، وجد تمكين المرأة السعودية اهتماماً من برنامج التحول الوطني، من خلال العمل على عدة مبادرات تضع السعوديات في موقع يتلاءم ودورهن في المشاركة لبلوغ عنان السماء، وتحقيق رؤية السعودية 2030 على أرض الواقع.

وشملت المبادرات التي قدمها برنامج التحول الوطني لتمكين المرأة السعودية مبادرة «تشجيع العمل عن بعد»، الهادفة إلى خلق أسلوب مرِن في التوظيف للاتي يصعُب عليهن التواجد في مقر العمل، ومبادرة «تشجيع العمل المرن» الرامية إلى زيادة عدد العاملين بدوام مرن (بنظام الساعة) في القطاعين العام والخاص، إضافة إلى مبادرة «التدريب الموازي لمتطلبات سوق العمل» التي تهدف إلى تطوير برامج التدريب المنتهي بالتوظيف لتمكين الباحثات عن العمل من إيجاد الفرص الملائمة، إضافةً إلى مبادرات أخرى تُمكِّن المرأة وتساهم في استقرارها الوظيفي من خلال تنفيذ حلول معالجة لبعض التحديات التي تواجهها من خلال مبادرة «توفير خدمات الرعاية لأطفال النساء العاملات» ومبادرة «دعم وتسهيل نقل المرأة».

خطة النجاح.. التعاون أولاً

عمل دؤوب، تحديات عظام، وهمم تعانق السماء، ساهمت في تحقيق العديد من الإنجازات متسلحة بالتعاون، وروح العمل المشتركة، لتجسيد رؤية السعودية 2030 على أرض الواقع.

وإضافة إلى ما يقوم به البرنامج من تسريعٍ لوتيرة تنفيذ مشاريع البنية التحتية الأساسية والرقمية، وإشراك المستفيدين في التعرف على التحدِّيات وابتكار الحلول ومساهمتهم في التنفيذ، يؤكد الرئيس التنفيذي لبرنامج التحول الوطني المهندس ثامر السعدون، أن الإنجازات التي حققها برنامج التحول الوطني جاءت نتيجةً لما يقوم به البرنامج من عمل دؤوب، وجهود فريق عمل البرنامج، وتعاون مكاتب تحقيق الرؤية والجهات الحكومية المشاركة في البرنامج، المتوَّج بدعم أعضاء لجنة برنامج التحول الوطني، لدفع مسيرة الإنجاز نحو تحقيق رؤية وطننا الطموحة.