اعتاد طائر الفنتور ذو الريش المائل للحُمرة والساقين الطويلتين المتّصفتين بالرشاقة، أن يبدأ عامه بالهجرة السنوية ما بين دول أجزاء الوطن العربي مثل عمان والسعودية، حيث تغريه أجواء مدينة الجبيل لما في مياهها من بيئة نقيّة.

إلا أن هذا العام جاء بخلاف حساباته، حيث حطّت رحاله طيلة فترة الشتاء، ويغادر بلا وداع، بعد وصول «جائحة كورونا» التي وضعت الأهالي الذين كانوا يترقّبونه تحت الحجر المنزلي.

ويعتبر وصول هذا الطائر، من اللحظات التي يستغلّها أهالي مدينة الجبيل لرسم الابتسامة على محيّا فلذات أكبادهم، حيث يصطحبونهم إلى الشواطئ لمشاهدة الفنتور الذي يمارس يومه بالتغذية على الروبيان والمحار وعلى أحياء بحرية أخرى باستخدام منقاره الطويل، إضافة إلى الوقوف لفترات طويلة على أحد ساقيه، الأمر الذي يغري هواة التصوير لالتقاط بعض الصور التذكاريّة.

هجرة طائر الفنتور الدائمة لمدينة الجبيل، جعلت منه اسماً لواحد من أجمل الأحياء في المملكة وهو حيّ «الفناتير»، إضافة إلى أنه يحتوي على أحدث الشواطئ ويمتدّ على مسافة مع بقعة الشاطئ نحو 45 كيلومترا، ويحتوي على الأماكن الخضراء الكثيرة ووفرة المياه العذبة، وملاعب الأطفال المصممة بشكل هندسي أنيق، مع توفير أماكن للسباحة وأماكن للمشي وممارسة الرياضة.