عكاظ ترافق «أبطال الصحة» في المهمة الصعبة
«صديق.. علاج ببلاش وبلا إثبات».. رسالة بكل اللغات في الأحياء المعزولة
الأربعاء / 15 / شعبان / 1441 هـ الأربعاء 08 أبريل 2020 01:57
حسين هزازي (جدة) okaz_online@
لم تترك الجهات الصحية في جدة الأحياء التي تم عزلها في جنوبي المحافظة، في إطار الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فايروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وحدها تواجه الموقف، بل بادرت بالنزول إلى الميدان، لتعريف السكان بما هو مطلوب منهم في هذه الأزمة، وتقف على حاجاتهم الصحية، وترصد أي حالات اشتباه بينهم.
ولم تكتف «الصحة» التي أرسلت عشرات من كوادرها من الجنسين يمثلون الفرق الطبية الوقائية، بالتوعية الاعتيادية، بل استعانت بالمترجمين للعديد من اللغات عطفا على هوية ساكني تلك الأحياء من الوافدين وأسرهم، معلنة لهم بوضوح توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأن الصحة أولا، وأن العلاج من «كورونا» مجانا، وأنه ليست مطلوبة أية أوراق رسمية أو هوية أو إقامة، ولا محاسبة للمخالف، فقط «صديق اذهب للمستشفى وتعالج بالمجان وبلا أوراق ثبوتية».
انتشار أبطال الصحة
في وقت تمدد عشرات الموظفين والمتطوعين لتمشيط أحياء جنوبي جدة، كان المشهد أكثر من بياض الزي الطبي الذي ارتداه ممثلو صحة جدة، ومن رافقهم من ممثلي الجهات الحكومية والقطاع الخاص، من شركاء النجاح، إذ بدأ المسح الميداني متخطيا أهم حاجزين هما هاجس اللهجة وتخوفات المسؤولية، فسادت لغة واضحة مترجمة ولهجة مريحة مطمئنة في الوقت ذاته. كانت البداية في الفرز البصري وتقديم التوعية الشفوية والمطويات، وتوزيع المعقمات والكمامات، مستهدفة كل السكان بكل اللغات والجنسيات، فكان الدرس الأول عبارة عن شرح عن كيفية التطبيق الصحيح للعزل المنزلي، وعدم الانسياق خلف الشائعات وأخذ المعلومات من مصادرها الرسمية. وكانت المحصلة التي طاف عليها مرتدو البالطو الأبيض زيارة 3745 منزلا، في حين بلغ عدد المستفيدين 37643 مستفيدا، وبلغ عدد المتطوعين المساهمين في تقديم النصائح التوعوية 441 متطوعا، إضافة إلى 60 متطوعا من مختلف الجاليات. من جهتها، قالت مديرة التوعية الصحية في صحة جدة الدكتورة أميرة بادخن لـ«عكاظ» إن أكثر من 30 فرقة ميدانية باشرت العمل في التوعية الصحية في المناطق العشوائية جنوب محافظة جدة، وتمت تغطية أكثر من 40 ألف مستفيد وأكثر من 6 آلاف أسرة «رفعنا التوعية الصحية لأهم الاشتراطات الصحية والاحترازية للوقاية من فايروس كورونا».
وأضافت الدكتورة أميرة: «رفعنا الوعي في أهم الطرق للحفاظ على صحتهم، وأبلغناهم إذا كان هناك أي أعراض لفايروس كورونا بأن عليهم التواصل مع الرقم المباشر للحالات 937، وبالنسبة للمخالفين عليهم التوجه لأقرب مركز صحي للعلاج دون هوية ودون مقابل».
الأمانة: النظافة والتعقيم ضروريان في مساكن العمال
حذرت أمانة وصحة جدة من تجمع العمالة داخل مساكنهم أو غيرها، وطالبت بالالتزام بضوابط مكافحة نقل العدوى. وأكد المتحدث باسم أمانة جدة محمد البقمي لـ«عكاظ» أن الأمانة فرضت ضوابط مهمة يجب الالتزام بها داخل مجمعات العمال السكنية للحد من الإصابة بفايروس كورونا الجديد (كوفيد 19) وانتشاره؛ منها الالتزام بالنظافة وتعقيم مقرات السكن وقياس الحرارة وتوفير مستلزمات الصحة العامة. وأبلغت مصادر «عكاظ» أن الغرامات المفروضة على المخالفين للصحة العامة من العمالة تصل إلى 1000 ريال للمخالفة الواحدة. وأضاف البقمي أن القرار يأتي حفاظا على سلامة مرتادي المطاعم والمحلات الغذائية من نقل فايروس كورونا الجديد، ولا بد من الالتزام بالمصلحة العامة. وتابع: هناك توجيه سابق قبل قرار إغلاق الأنشطة، لمحلات الصحة العامة كافة (حلاقين، مطاعم، محلات المواد الغذائية، والبوفيهات)، بالتعقيم ولبس الكمامات والقفازات.
«الصحة العالمية»: بإمكان الدول الفحص والعزل
أكدت منظمة الصحة العالمية أنه بإمكان كل الدول تغيير مسار هذا الوباء، إذا قامت بكشف وفحص وعلاج وعزل وتتبع وحشد شعوبها استجابة للتعامل مع جائحة «كورونا»، التي لم يشهد العالم مثلها في السابق.
وأوضحت أن اعتبار «كورونا» وباء عالميا يعني أن تتخذ الدول والهيئات الصحية والحكومات الاستعدادات كافة والتدابير الخاصة بمواجهة تفشي المرض، منها التدابير الصحية الخاصة بتجهيز المستشفيات لاستقبال حالات الإصابة، وتوفير الأدوية المضادة للفايروسات التي تساعد على تخفيف أعراض المرض، وتوعية الأفراد بضرورة اتباع الإجراءات الوقائية لحمايتهم من الإصابة. أما عن التدابير التي يجب أن يتبعها الجمهور، شددت المنظمة على ضرورة البقاء في المنزل عند الإصابة بأعراض المرض، وتجنب التجمعات، خصوصا سكن العمالة، وتشجيع الناس على تغيير سلوكياتهم التي تزيد من فرص إصابتهم بـ«كورونا».
ضوابط وقائية
وفي السياق نفسه، تنفذ مديرية الشؤون الصحية في محافظة جدة خطة وقائية وعلاجية كبيرة ساعدت في ضبط الوضع الصحي للعمالة داخل المجمعات السكنية، وساهمت في كشف مخابئ لهم توارت عن الأنظار. ويأتي هذا المجهود الكبير من الصحة خوفا عليهم من الإصابة بفايروس كورونا الجديد (كوفيد 19)، إذ حثت العمالة على الالتزام بها وحرصت على تنفيذها بالشراكة مع أمانة محافظة جدة، والكشف الطبي وعلاجهم إذا وجدت الإصابات. وتقوم فرق ميدانية طبية، بمشاركة عدد كبير من المتطوعين، بالتجول داخل الأحياء العشوائية، وتقديم التوعية والتثقيف ضد فايروس كورونا في المجمعات السكنية وداخل المنازل وفي مواقع تجمع المواطنين أو المقيمين.
وقالت الاستشارية الطبية الدكتورة مها النمر لـ«عكاظ»: «إن هناك ضوابط للحفاظ على صحة العمالة في مواقع تجمعهم، ويجب التقيد بها، خصوصا في سكنهم، منها استئجار شقق أو مكان فسيح لمنع تكدسهم، منع الازدحام والتلامس باليد واستخدام الأغراض المشتركة، الفحص اليومي للحرارة وأعراض الفايروس، توفير أدوات النظافة والصابون والتعقيم، ترجمة تعليمات وزارة الصحة بلغاتهم الأم، عدم تهديدهم أو تخويفهم بإنهاء عقودهم، وتشجيعهم على الإفصاح إذا كانوا مخالطين شخصا مصابا أو لديهم أعراض، وعزل من يشتبه بإصابته».
ولفتت إلى أن جميع هذه الضوابط تسهم في تقليل انتشار المرض وتساعد المواطن والوطن.
ولم تكتف «الصحة» التي أرسلت عشرات من كوادرها من الجنسين يمثلون الفرق الطبية الوقائية، بالتوعية الاعتيادية، بل استعانت بالمترجمين للعديد من اللغات عطفا على هوية ساكني تلك الأحياء من الوافدين وأسرهم، معلنة لهم بوضوح توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأن الصحة أولا، وأن العلاج من «كورونا» مجانا، وأنه ليست مطلوبة أية أوراق رسمية أو هوية أو إقامة، ولا محاسبة للمخالف، فقط «صديق اذهب للمستشفى وتعالج بالمجان وبلا أوراق ثبوتية».
انتشار أبطال الصحة
في وقت تمدد عشرات الموظفين والمتطوعين لتمشيط أحياء جنوبي جدة، كان المشهد أكثر من بياض الزي الطبي الذي ارتداه ممثلو صحة جدة، ومن رافقهم من ممثلي الجهات الحكومية والقطاع الخاص، من شركاء النجاح، إذ بدأ المسح الميداني متخطيا أهم حاجزين هما هاجس اللهجة وتخوفات المسؤولية، فسادت لغة واضحة مترجمة ولهجة مريحة مطمئنة في الوقت ذاته. كانت البداية في الفرز البصري وتقديم التوعية الشفوية والمطويات، وتوزيع المعقمات والكمامات، مستهدفة كل السكان بكل اللغات والجنسيات، فكان الدرس الأول عبارة عن شرح عن كيفية التطبيق الصحيح للعزل المنزلي، وعدم الانسياق خلف الشائعات وأخذ المعلومات من مصادرها الرسمية. وكانت المحصلة التي طاف عليها مرتدو البالطو الأبيض زيارة 3745 منزلا، في حين بلغ عدد المستفيدين 37643 مستفيدا، وبلغ عدد المتطوعين المساهمين في تقديم النصائح التوعوية 441 متطوعا، إضافة إلى 60 متطوعا من مختلف الجاليات. من جهتها، قالت مديرة التوعية الصحية في صحة جدة الدكتورة أميرة بادخن لـ«عكاظ» إن أكثر من 30 فرقة ميدانية باشرت العمل في التوعية الصحية في المناطق العشوائية جنوب محافظة جدة، وتمت تغطية أكثر من 40 ألف مستفيد وأكثر من 6 آلاف أسرة «رفعنا التوعية الصحية لأهم الاشتراطات الصحية والاحترازية للوقاية من فايروس كورونا».
وأضافت الدكتورة أميرة: «رفعنا الوعي في أهم الطرق للحفاظ على صحتهم، وأبلغناهم إذا كان هناك أي أعراض لفايروس كورونا بأن عليهم التواصل مع الرقم المباشر للحالات 937، وبالنسبة للمخالفين عليهم التوجه لأقرب مركز صحي للعلاج دون هوية ودون مقابل».
الأمانة: النظافة والتعقيم ضروريان في مساكن العمال
حذرت أمانة وصحة جدة من تجمع العمالة داخل مساكنهم أو غيرها، وطالبت بالالتزام بضوابط مكافحة نقل العدوى. وأكد المتحدث باسم أمانة جدة محمد البقمي لـ«عكاظ» أن الأمانة فرضت ضوابط مهمة يجب الالتزام بها داخل مجمعات العمال السكنية للحد من الإصابة بفايروس كورونا الجديد (كوفيد 19) وانتشاره؛ منها الالتزام بالنظافة وتعقيم مقرات السكن وقياس الحرارة وتوفير مستلزمات الصحة العامة. وأبلغت مصادر «عكاظ» أن الغرامات المفروضة على المخالفين للصحة العامة من العمالة تصل إلى 1000 ريال للمخالفة الواحدة. وأضاف البقمي أن القرار يأتي حفاظا على سلامة مرتادي المطاعم والمحلات الغذائية من نقل فايروس كورونا الجديد، ولا بد من الالتزام بالمصلحة العامة. وتابع: هناك توجيه سابق قبل قرار إغلاق الأنشطة، لمحلات الصحة العامة كافة (حلاقين، مطاعم، محلات المواد الغذائية، والبوفيهات)، بالتعقيم ولبس الكمامات والقفازات.
«الصحة العالمية»: بإمكان الدول الفحص والعزل
أكدت منظمة الصحة العالمية أنه بإمكان كل الدول تغيير مسار هذا الوباء، إذا قامت بكشف وفحص وعلاج وعزل وتتبع وحشد شعوبها استجابة للتعامل مع جائحة «كورونا»، التي لم يشهد العالم مثلها في السابق.
وأوضحت أن اعتبار «كورونا» وباء عالميا يعني أن تتخذ الدول والهيئات الصحية والحكومات الاستعدادات كافة والتدابير الخاصة بمواجهة تفشي المرض، منها التدابير الصحية الخاصة بتجهيز المستشفيات لاستقبال حالات الإصابة، وتوفير الأدوية المضادة للفايروسات التي تساعد على تخفيف أعراض المرض، وتوعية الأفراد بضرورة اتباع الإجراءات الوقائية لحمايتهم من الإصابة. أما عن التدابير التي يجب أن يتبعها الجمهور، شددت المنظمة على ضرورة البقاء في المنزل عند الإصابة بأعراض المرض، وتجنب التجمعات، خصوصا سكن العمالة، وتشجيع الناس على تغيير سلوكياتهم التي تزيد من فرص إصابتهم بـ«كورونا».
ضوابط وقائية
وفي السياق نفسه، تنفذ مديرية الشؤون الصحية في محافظة جدة خطة وقائية وعلاجية كبيرة ساعدت في ضبط الوضع الصحي للعمالة داخل المجمعات السكنية، وساهمت في كشف مخابئ لهم توارت عن الأنظار. ويأتي هذا المجهود الكبير من الصحة خوفا عليهم من الإصابة بفايروس كورونا الجديد (كوفيد 19)، إذ حثت العمالة على الالتزام بها وحرصت على تنفيذها بالشراكة مع أمانة محافظة جدة، والكشف الطبي وعلاجهم إذا وجدت الإصابات. وتقوم فرق ميدانية طبية، بمشاركة عدد كبير من المتطوعين، بالتجول داخل الأحياء العشوائية، وتقديم التوعية والتثقيف ضد فايروس كورونا في المجمعات السكنية وداخل المنازل وفي مواقع تجمع المواطنين أو المقيمين.
وقالت الاستشارية الطبية الدكتورة مها النمر لـ«عكاظ»: «إن هناك ضوابط للحفاظ على صحة العمالة في مواقع تجمعهم، ويجب التقيد بها، خصوصا في سكنهم، منها استئجار شقق أو مكان فسيح لمنع تكدسهم، منع الازدحام والتلامس باليد واستخدام الأغراض المشتركة، الفحص اليومي للحرارة وأعراض الفايروس، توفير أدوات النظافة والصابون والتعقيم، ترجمة تعليمات وزارة الصحة بلغاتهم الأم، عدم تهديدهم أو تخويفهم بإنهاء عقودهم، وتشجيعهم على الإفصاح إذا كانوا مخالطين شخصا مصابا أو لديهم أعراض، وعزل من يشتبه بإصابته».
ولفتت إلى أن جميع هذه الضوابط تسهم في تقليل انتشار المرض وتساعد المواطن والوطن.