على رغم شدة القلق من تفشي فايروس كورونا الجديد في بريطانيا، إلا أن آلاف البريطانيين أضحوا يتسابقون للحصول على وظيفة كانوا يرون أنها لا تليق بهم، وإنما هي خلقت للمهاجرين. وهي وظيفة عامل في المزارع لالتقاط ثمار الفواكه المستوية! وأدى استشراء الوباء إلى فقدان ملايين الوظائف. وتنشر الصحف باستمرار أنباء شركات الألبان التي تضطر كل يوم إلى التخلص من ملايين الأطنان من الحليب الطازج، جراء نقص العمال، وأوامر الإغلاق. كما تنشر تحذيرات من مالكي المزارع الكبيرة في الريف البريطاني من أن البلاد توشك على مواجهة نقص حاد في الفواكه والخضراوات. ويعزى ذلك إلى أن إغلاق الحدود، وإلغاء النقل الجوي والبري والبحري منع عشرات آلاف العمال الأجانب من القدوم للمملكة المتحدة، للقيام بمهمة التقاط ثمار أشجار الفواكه في المزارع. وقال مالكو المزارع إن ذلك قد يؤدي إلى تعفن فواكه الموسم. وشهد الطلب على تلك الوظائف الموسمية ارتفاعاً بنسبة 8000% خلال الفترة من 18 مارس إلى 1 أبريل الجاري. ونقلت «بلومبيرغ» عن اتحاد ملاك الأراضي الريفية قوله إن معظم العمال الموسميين يأتون عادة من بلدان أوروبا الشرقية. لكنهم لن يستطيعوا القدوم هذا الصيف بسبب الأوضاع الراهنة. وقدّر الاتحاد عدد تلك الوظائف بـ 80 ألفاً، يشغل منها البريطانيون عادة أقل من 1%. وناشد الاتحاد البريطانيين التقدم لشغل هذه الوظائف. وقال خبراء إن شدة إقبال البريطانيين على هذه الأشغال التي يأنفون منها عادة يعد دليلاً على ارتفاع ضخم في عدد الذين فقدوا وظائفهم أخيراً.