حرب عالمية ثالثة.. من يفوز ؟
أشواك
الأحد / 19 / شعبان / 1441 هـ الاحد 12 أبريل 2020 00:26
عبده خال
كورونا الفايروس الذي لن ينساه الأحياء، وسوف يسجل في صفحات التاريخ كحرب عالمية ثالثة، ليس بها دول المحور والحلفاء، كل العالم تحالف لصد حرب كائن ميت لا يريد إلا الوصول إلى خنق (الشهيق والزفير) وليس لديه أفضلية في قطف الأنفس، يعامل ضحاياه بالتساوي، لا تعنيه الرتب، ينخر أي رئة تصادفه.
ومن مميزات هذه الحرب، تعرية دول عظيمة (قبل مجيئه)، حتى إذا أدام المكوث في جغرافية الدولة العظمى، برهن أن الستار الذي تقف خلفه، ستار من كرتون.
كان مروره -وما زال- العاصف، على جميع دول العالم، محل حيرة وارتباك، فطارت الألباب واحتار الجميع، ولأنها حرب عالمية، لا تزال كل دولة تحاربه من خندقها.
ولأنها حرب حقيقية إما أن تنتصر وإما التحفز لدفن مواطنيك في قبور جماعية أو منفردة، فالخسارة هي ذاتها في ظل تعرية النظام الصحي لتلك الدول.
وقد أجاد فايروس كورونا تنبيه الشعوب لما هي عليه دولهم، فالأخطار الجسيمة تفرز القوى الحضارية المتقدمة دون سواها، وتكشف مقدار استعداد الدولة في إدارة الأزمة الطارئة من خلال جميع أجهزتها وتناسق الخطوات بين تلك الأجهزة بحيث يكمل كل منهم الآخر.
ولأننا ما زلنا في هذه الحرب العالمية، أبصارنا معلقة بقنوات فضائية تنقل -في كل لحظة- أخبار هذه الحرب، وما يحدثه الفايروس من خسائر في الأرواح وفي المنظومة الصحية، وفي الاقتصاد، ويكشف أيضاً وعي المواطنين بالالتزام بما تسنه الدولة من قوانين وأنظمة لمواجهة عدو شرس.
كما أن كورونا كشف أنواعاً مختلفة من الوعي التي تحول الفرد فيها إلى جندي، لا تريد منه الدولة سوى المكوث داخل البيت لكي تفوت على الفايروس تسجيل نقاط انتصار على الدول.
ففي هذه الأيام دوري الإصابات بهذا الفايروس تحتله الدول العظيمة، ذات الثقل في مداركنا الحياتية.
ولا أريد من هذا الاستطراد سوى القول إن المملكة أظهرت تفوقاً في إدارة هذه الحرب، باذلة كل الجهود العملية والمالية من غير المخاطرة بشعبها خاصة بعد تحرك بعض الدول بالمطالبة بتحريك العجلة الاقتصادية، وإعادة الحياة لطبيعتها في ظل شراسة الفايروس.
فكيف يمكن الانتصار في هذه الحرب إذا قامت تلك الدول باختراق الصف، وتجاسرت بدفع الناس للخروج بينما الفايروس قابع في كل مكان.
نعم، كورونا وضع الاختبار الحقيقي لكشف الدول؛ كشف: القوة الاقتصادية، المنظومة الصحية، الوعي، قدرة الدولة في التعامل مع جميع الأوضاع التي تمس مواطنيها، التنبه لأخطار العزلة، والبحث عن الوسائل الترفيهية والثقافية والرياضية لسد أوقات الساعات الطوال من العزل. هذا الفايروس أظهر قوة وطننا الشامخ.
* كاتب سعودي
abdookhal2@yahoo.com
ومن مميزات هذه الحرب، تعرية دول عظيمة (قبل مجيئه)، حتى إذا أدام المكوث في جغرافية الدولة العظمى، برهن أن الستار الذي تقف خلفه، ستار من كرتون.
كان مروره -وما زال- العاصف، على جميع دول العالم، محل حيرة وارتباك، فطارت الألباب واحتار الجميع، ولأنها حرب عالمية، لا تزال كل دولة تحاربه من خندقها.
ولأنها حرب حقيقية إما أن تنتصر وإما التحفز لدفن مواطنيك في قبور جماعية أو منفردة، فالخسارة هي ذاتها في ظل تعرية النظام الصحي لتلك الدول.
وقد أجاد فايروس كورونا تنبيه الشعوب لما هي عليه دولهم، فالأخطار الجسيمة تفرز القوى الحضارية المتقدمة دون سواها، وتكشف مقدار استعداد الدولة في إدارة الأزمة الطارئة من خلال جميع أجهزتها وتناسق الخطوات بين تلك الأجهزة بحيث يكمل كل منهم الآخر.
ولأننا ما زلنا في هذه الحرب العالمية، أبصارنا معلقة بقنوات فضائية تنقل -في كل لحظة- أخبار هذه الحرب، وما يحدثه الفايروس من خسائر في الأرواح وفي المنظومة الصحية، وفي الاقتصاد، ويكشف أيضاً وعي المواطنين بالالتزام بما تسنه الدولة من قوانين وأنظمة لمواجهة عدو شرس.
كما أن كورونا كشف أنواعاً مختلفة من الوعي التي تحول الفرد فيها إلى جندي، لا تريد منه الدولة سوى المكوث داخل البيت لكي تفوت على الفايروس تسجيل نقاط انتصار على الدول.
ففي هذه الأيام دوري الإصابات بهذا الفايروس تحتله الدول العظيمة، ذات الثقل في مداركنا الحياتية.
ولا أريد من هذا الاستطراد سوى القول إن المملكة أظهرت تفوقاً في إدارة هذه الحرب، باذلة كل الجهود العملية والمالية من غير المخاطرة بشعبها خاصة بعد تحرك بعض الدول بالمطالبة بتحريك العجلة الاقتصادية، وإعادة الحياة لطبيعتها في ظل شراسة الفايروس.
فكيف يمكن الانتصار في هذه الحرب إذا قامت تلك الدول باختراق الصف، وتجاسرت بدفع الناس للخروج بينما الفايروس قابع في كل مكان.
نعم، كورونا وضع الاختبار الحقيقي لكشف الدول؛ كشف: القوة الاقتصادية، المنظومة الصحية، الوعي، قدرة الدولة في التعامل مع جميع الأوضاع التي تمس مواطنيها، التنبه لأخطار العزلة، والبحث عن الوسائل الترفيهية والثقافية والرياضية لسد أوقات الساعات الطوال من العزل. هذا الفايروس أظهر قوة وطننا الشامخ.
* كاتب سعودي
abdookhal2@yahoo.com