تركي الخليوي، شخصية رياضية مميزة، استطاع أن يحقق نجاحات عدة في المناصب أو المهام التي كلف بها رياضيا سواء على صعيد كرة اليد أو كرة القدم، ونظرا لخبرته العريضة وإلمامه بالمزيد من المعلومات والوثائق التاريخية تم اختياره رئيسا لفريق توثيق الرياضة السعودية، بتكليف رسمي من قبل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة سابقا الأمير عبدالله بن مساعد في 1436هـ قبل أن يتم إلغاؤها في عهد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة السابق تركي آل الشيخ في 1438هـ. وعلى الرغم من ابتعاده ورفضه الخروج إعلاميا في الوقت الحالي، إلا أن «عكاظ» استطاعت إقناعه بالحديث والكشف عن العديد من الأمور التاريخية، ومن أبرزها من هو أول بطل دوري وكأس في الكرة السعودية؟ وأكثر الأندية السعودية تحقيقا للبطولات؟ وأمور أخرى في الحوار التالي:

• لماذا تجاهلتم رصد البطولات التي سبقت انطلاقة الدوري الرسمي في عام 1377هـ؟

•• التوثيق بدأ من البطولات الرسمية التي انطلقت عام 1377هـ، ببطولتي كأس الملك وكأس ولي العهد وكانتا على مستوى المنطقة الغربية للسنوات الـ4 الأولى، وفي الموسم الخامس دخلت المنطقة الوسطى، وفي الموسم الذي تلاه دخلت المنطقة الشرقية، وهذا في كأس الملك فقط، لأن كأس ولي العهد أصبحت مناطق، ثم عادت أندية، وعادت مرة أخرى مناطق، وبعدها استمرت أندية، وفي عام 86 /‏‏ 87 أقرت بطولة المملكة على درع وزارة العمل، وتوقفت بسبب حرب حزيران، والعام الذي يليه أيضا توقفت ولم تستكمل بسبب هيكلة الرياضة وصدور قرار نظام التراخيص، وفي عام 88 /‏‏ 89 فاز النادي الأهلي بالدرع، وفي عام 89 / ‏‏90 لم تستكمل بسبب الاستعداد لدورة الخليج.

كما بدأ أول دوري ممتاز عام 96 /‏‏ 97هـ، بقرار صريح بعد الدورة التصنيفية التي نتجت على إثرها فرق الدوري الممتاز وفرق الدرجة الأولى لأول مرة.

أما قبل عام 1377هـ فكانت هناك دورات تنشيطية وخيرية وتحفيزية، اجتهادًا من مسؤول هنا، أو جمعية خيرية هناك مثل مسابقة أقيمت لبعض أندية الغربية على كأس قدمها الأمير عبدالله الفيصل، أو عام 74 مسابقة أخرى على كأس الجمعية الخيرية بمكة.. وقد قال بذلك كل المؤرخين المعروفين في كتبهم الصادرة القديم منها والجديد.

• متى انطلق الدوري السعودي؟ ومن كان البطل؟

•• انطلق الدوري السعودي الممتاز بالنظام المعروف (نقاط، ذهاب وإياب، تساوي الفرص) عام 96 / ‏‏1397هـ، وكان البطل فريق الهلال.

• متى انطلق كأس الملك؟ ومن كان البطل؟

•• انطلق عام 1377هـ، وكان البطل حينها فريق الوحدة.

• أكثر فريق سعودي تحقيقا للبطولات على صعيد كرة القدم A؟

•• فريق الهلال السعودي هو أكثر الأندية السعودية تحقيقا للبطولات، إذ حقق 59 بطولة على مستوى الفريق الأول لكرة القدم المعروفة بـA ما بين محلية وخارجية، ثم الاتحاد بـ35 بطولة، والأهلي بـ31 بطولة، والنصر بـ25 بطولة، والشباب بـ23 بطولة، والاتفاق بـ11 بطولة، والوحدة بـ3 بطولات، والقادسية بـ3 بطولات، والرياض ببطولتين، والفتح ببطولتين، وأخيرا التعاون ببطولة واحدة.

• هل البطولات الودية تصنف؟ أم ماذا تعتبر؟

•• البطولات الودية لا يمكن تصنيفها ضمن البطولات الرسمية التنافسية ذات المرجعية والنظام الكامل والفرص المتساوية.. ورأيي الشخصي أنه حتى الأندية من الخطأ أن تدرجها سِوى للذكرى، لأنها بطولات استعدادية لموسم جديد أحيانا، أو تنشيطية أحيانا أخرى، وغير محكومة بأطر واضحة، سواء في اختيار المشاركين، أو نوعيتهم، أو مستواهم، وما يحكمها هو أن توافق الأندية سواء المحلية أو الخارجية، منتخبات أو أندية على المشاركة.

• هل الإحصائية التي أظهرتموها سابقا في فريق التوثيق صحيحة؟

•• أجزم بنعم، ما لم يرد ما ينقضها، ولم يرد حتى الآن ما يثبت العكس، وفي اعتقادي لن يرِد «اللي بالقدر يطلعه الملاس» واتركك من خربشات المتعصبين وضوضائهم.

• على ماذا استندتم لمعرفة عدد بطولات الأندية؟

•• على قرارات المرجعية الرسمية، ولم نعتمد أي بطولة ارتجالا، أو لهوى في أنفسنا، لذا نحن واثقون من عملنا وفتحنا الباب حينها على مصراعيه لكل معترض، ولم يستطع أحد مواجهتنا وجها لوجه.. أما ضجيج الإعلام فلسنا ملزمين بالرد عليه لأننا نُشّاد حق لا هواة صراخ.

• ما رد فعلكم بعد تجاهل عملكم؟

•• لم يتم تجاهل عملنا، ولن يستطيع أحد تجاهل عملنا.. ولعلك تقصد الإلغاء، وهنا أقول صُدمنا ولا شك، ولكن ستبقى نتائجنا خالدة، وما يريحنا أن الإلغاء لم يكن لخطأ في النتائج، إنما لاعتبارات أخرى نقدرها لصاحب القرار، فكما يعلم القارئ الكريم أن هناك قرارات قد تكون في ظاهرها غير جيدة، لكن المسؤول يحكم من زوايا أخرى، فيرى ضرورة اتخاذ هذا الإجراء أو ذاك، والدليل أن الاتحاد أعلن محاوره للتوثيق وطلب من الأندية تزويده ببطولاتها، ولم تتقدم له الأندية المعترضة بشيء يثبتون من خلاله نقيض نتائجنا.

• ظهرت إحصائيات لأندية تبين وجود مغالطات، حيث البعض منها جيّر بطولتين في آن واحد.. ما تعليقك؟

•• لست وكيلا عن هؤلاء حتى أتدخل في مزاعمهم إن كانت صحيحة أو العكس، لكنها مسؤولية وزارة الرياضة واتحاد القدم مجتمعين لوضع حد لهذا الأمر، والتدخل لحسم الأمور، ومن منبركم أناشدهم.

• لماذا بعض الأندية تزيد في عدد بطولاتها؟

•• لتلحق بأندية سبقتها أو ترى أنها على حق، فلا نستطيع مصادرة الآراء الأخرى بل ونحترمها، لكن عليهم معاملتنا بالمثل.. ولعلنا وهُم نحتكم للمرجعية (وزارة الرياضة واتحاد القدم) وحكمهما الفصل.

• ما طريقة تصنيفكم للبطولات؟

•• قلت لك في إجابة سابقة إننا نعتمد في المقام الأول على القرارات من الجهة المسؤولة في حينها، لكنك يبدو لي تقصد المنهجية (منهجية عملنا)، وهذه ارتكزت على 6 محاور (توجهات عامة، توزيع الأعمال، تقييم البطولات، المرجعيات، المخاطبات، والخطة)، ولكل من هذه محاور مستقلة بها، فالخطة كمثال اعتمدت على التالي (تقييم الوضع القائم، الإجابة عن التساؤلات المطروحة، استعراض العوائق والتناقضات، استشارة الخبراء، وعرض المحتوى).. وعلى ذلك قس.

• هل بطولات وإنجازات الفئات السنية تُدرج في التصنيف؟

•• أي تصنيفٍ تقصد؟ إن كنت تقصد ضمن بطولات الفريق الأول وما أسميناه بطولات A فـ«لا»، وإن كنت تقصد أننا قمنا برصدها وتصنيفها فئة مستقلة فـ«نعم»، ومثلها درجة الشباب، ودرجة الأولمبي، وبطولات الدرجة الأولى، والثانية، والألعاب المختلفة.

• لو طُلب منك تشكيل فريق لتوثيق بطولات الأندية، فما أول شرط لك لقبول هذه المهمة؟

•• شرطي ألا يتم التدخل في عملي، وقد تم ذلك في تكليفنا السابق حيث لم يتدخل رئيس الهيئة بعملنا نهائيا.

• من الفريق الذي ستختاره للعمل في فريق التوثيق؟ وكم المدة التي تحتاجونها؟ وما أبرز مواصفات العضو؟

•• سأختار نفس الفريق دون أي تردد وهم؛ أنا تركي الخليوي، وفريد زاهد، وسعود البركاتي، وإبراهيم اليحيى، ونعيم البكر، وفالح السمحان، وعبدالمجيد المنصور، ولن نحتاج إلا لساعة واحدة لإظهارها لأنها جاهزة، حتى نتائج الموسمين الأخيرين أضفناها، فلم ننقطع عن التوثيق يا عزيزي، وعن مواصفات العضو ألا تكون له آراء متناقضة في مسيرته.

• أكثر شيء يعيق ويقلق التوثيق؟

•• لا يعيق التوثيق -أو أي عملٍ كان- إلا تدخل المسؤول، أو من هم خارج المكلفين بالعمل، وهذا لم يحصل معنا ولله الحمد، كما لا يَقلَق إلا الضعيف أو الذي لا يثق بنفسه وعمله، فالشجاع يفرح بمن يهديه أخطاءه.

• هل لميول بعض المؤرخين دور في زيادة أو نقص عدد بطولات الأندية؟

•• نعم.. لبعضهم أقوال متناقضة، وآراء لا تتسق مع المنطق، وليست لديهم حجج داحضة سوى أنهم يسايرون الميول حبا في ناديهم، أو خشية من جماهيره وبعض مسؤوليه، أو نكاية بنادٍ منافس، أو قد يكون لمصلحة ما، وأنا أبرئ مؤرخينا من ذلك، فهم رغم اختلافنا مع بعضهم ورغم إساءتهم لنا إلا أنهم على الرأس والعين.

• لماذا كان رد الفعل القوي من بعض الأندية تجاه نتائج التوثيق؟

•• حقيقة لا أجد تفسيرا لذلك، خاصة أن النتائج كانت بناء على قرارات ولوائح المرجعية المسؤولة، وكانت شبه معروفة مسبقا لدى المهتمين، وموجودة في كتب مؤرخي تلك الأندية، وأحاديث مسؤوليها القديمة والحديثة بالصوت والصورة تؤكد صحة ما توصلنا إليه، كما لم يصل أي اعتراض رسمي عليها سواء لنا أو للهيئة في حينها، ناهيك عن رصد وزارة الرياضة بمسمياتها السابقة بمطبوعاتها في المناسبات الرياضية لما يطابق نتائجنا.

• ما الفرق بين الدوري وكأس الملك؟ ومتى انفصلا عن بعضهما؟

•• كل منهما مستقل عن الآخر، سِوى أن كأس الملك الذي بدأ 1377هـ توقف في الفترة 1411 - 1428هـ، ثم عاد بعدها.