أخبار

التكنولوجيا سلاح ضد «كورونا».. والخوف على «الخصوصية» يعرقلها

بريطانيا تدرس متابعة السكان بجوالاتهم.. وتتمسك بموقفها المناوئ لـ«الكمامة»

توظيف البلوتوث في الحرب على «كورونا».

ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

فيما كشفت مسودة وثيقة من الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا أن مسؤوليها ناقشوا الشهر الماضي إمكان السماح باستخدام تطبيق على الهواتف الجوالة لتحديد هويات المصابين بفايروس كورونا الجديد؛ قال كبير علماء الحكومة في لندن سير باتريك فالانس إن الحكومة تدرس موقفها من استخدام أقنعة الوجوه (الكمامات) في الحماية من العدوى الفايروسية.

وكان وزير الصحة البريطاني ماثيو (مات) هانكوك كشف أمس الأول أن بلاده تدرس استخدام تطبيق إلكتروني يتيح للأشخاص الذين يصابون بالفايروس تحذير مخالطيهم خلال الأيام القليلة الماضية ليسارعوا لفحص أنفسهم. وتعمل الذراع التكنولوجية للخدمة الصحية البريطانية على تطوير تطبيق يستخدم تكنولوجيا البلوتوث، بالتعاون مع شركتي أبل وقوقل اللتين تديران نظامي التشغيل الرئيسيين على الهواتف الجوالة. وتشير مسودة الوثيقة، التي اطلعت عليها صحيفة «الغارديان»، إلى إمكان استخدام خرائط قوقل. وتقر الوثيقة بأن التقدم في هذا المسار سيكون محفوفاً بالصعوبات، بسبب الدعاوى التي سيثيرها دعاة الحفاظ على الخصوصية والحرية الفردية. وقال هانكوك إن على المصاب إبلاغ الخدمة الصحية الوطنية بإصابته، لتتولى إخطار القريبين منه، ومن خالطهم خلال الفترة القريبة الماضية. وتعهد الوزير بأن يتم التعامل مع البيانات وفقاً لأعلى المعايير الأخلاقية، على حد تعبيره. وقال لورد جوناثان إيفانز، الذي ترأس جهاز المخابرات الداخلية البريطاني خلال 2007-2013، إن من الممكن استخدام التطبيقات التكنولوجية التي تستخدمها المخابرات البريطانية في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة لتحقيق الغاية نفسها. وكشف كبير علماء الحكومة البريطانية سير باتريك فالانس، أمس الأول، أن الحكومة تدرس إعادة النظر في موقفها من ارتداء الكمامات لكبح فايروس كورونا. وأضاف: بالطبع سنغير موقفنا إذا جدّ جديد. وتتمسك الحكومة بأنه لا داعي يلزم البريطانيين الأصحاء بارتداء الكمامة لحماية أنفسهم من فايروس كورونا الجديد. على النقيض من الحكومة الأمريكية التي وجهت رعاياها بارتدائها داخل منازلهم وخارجها. كما قال علماء ألمان إنه يتعين ارتداء الكمامة لحماية الفم والأنف. أما منظمة الصحة العالمية، فقد أعلنت الأسبوع الماضي أنها راجعت الدراسات الجديدة، وهي لا تزال متمسكة بموقفها المبدئي الداعي إلى عدم ضرورة ارتداء الكمامات. بيد أن مبعوث المنظمة لشؤون مرض (كوفيد-19) الدكتور ديفيد نابارو قال إنه يجب على الناس أن يتعودوا على «الواقع الجديد»، المتمثل في ضرورة ارتداء الكمامة. وعلى رغم تباين آراء العلماء حيال ارتداء الكمامات للحماية من فايروس كورونا الجديد، إلا أن غالبيتهم يرون أن شيئاً أفضل من لا شيء. ولا توجد حتى الآن دراسات علمية كافية بشأن مدى الحماية التي توفرها الكمامات. وكان اندلاع جائحة كورونا أدى إلى نقص حاد في الكمامات الواقية، خصوصاً للكوادر الصحية. وتغص مواقع الإنترنت بمقاطع وصفحات تعرض خطوات كيفية صناعة كمامات من الملبوسات، وأكياس الوسائد، وأكياس المكانس الكهربائية. ويعتقد كثيرون أن ارتداء الكمامة يمثل وقاية كافية، مستمدين تشجيعاً من حرص سكان هونغ كونغ وسنغافورة وكوريا الجنوبية على ارتدائها، ما يفسر تضاؤل عدد الإصابات في تلك البلدان رغم قربها الجغرافي من الصين التي تعد المعقل الذي انطلق منه الفايروس الشرير في ديسمبر 2019.