زوايا متخصصة

رداءة لغة كتّاب الصحف

إعداد: فهد البندرfahadalbandar@

تنهالُ عشرات المقالات يومياً على أقسام التصحيح في الصحف، ولن يصدق القراء لو رأوا هذه المقالات قبل تصحيحها، ولو رأوها لجزموا أن هذه الخربشات لطالب مرحلةٍ ابتدائية، لا يكاد (يفك الخط)!

لسنا بصدد الحديث عن معاناة أهل اللغة بسبب الكتّاب ولا تعميم في ذلك، بل إن القلة منهم نستطيع إنصافهم لكن العلة في من لا يعرف أبجديات الكتابة، ولا يتقبل أن يتعلّم، ولا يرضى بالنقد، بل تثور ثائرته حين يجد أحداً يتحدث عن خطأ من أخطائه الكثيرة الكبيرة في حق لغته وكتاباته.

يقول بعض رؤساء تحرير الصحف عندما يجد تذمّراً من مرؤوسيه حيال الأخطاء البدائية في مقالات الكتّاب: ليس ضرورياً أن يكتب الكاتب بشكل جيّد، المهم أن يجد فكرة جميلة يكتب عنها وأنتم تعدلون أخطاءه الكتابية في سبيل إيصال فكرته للقراء.

ويرى اللغويون في أقسام التصحيح أن على الكاتب الحقيقي أن يعتني بلغته وصحة كتابته، قبل أن يشرع في التفكير بالكتابة.

من أبرز أخطاء كتّاب الصحف عدم رسم الهمزة على الألف، وكتابة الياء بدل الألف المقصورة أو العكس، وعدم الدراية بماهيّة علامات الترقيم، وبالذات الفواصل بين الجمل، والنقطة في نهايتها.

قد لا يأبه بعض الكتّاب بهذه التفاصيل الصغيرة، لكنهم لا يدرون عن استنزاف أوقات العاملين في الصحف، التي يهدرونها من أجل تعديل اعوجاج الكتَبة، ورقع خروقهم الكتابية، وستر عيوبهم المعرفية.

لو عقِل هؤلاء الكتّاب لاستبصروا وعرفوا وتعلّموا كيف يتفادون أخطاءهم، ويحاذرون من الوقوع فيها مجدداً.

فئة أخرى من الكتَبة، جروحٌ لا يرجى برؤها، ولا فائدة في تعليمهم أو إعادة تأهيلهم، وبالذات من يكتبون في الشأن الرياضي، فهُمْ حتى وإن كانوا في سلك التعليم فهم عارٌ على التعليم والمعلمين والمتعلمين.