أخبار

لبنان يتدحرج نحو المجهول

بعد 70 عاما.. «البريستول» يغلق أبوابه

صورة من الأعلى لفندق البريستول

راوية حشمي، وكالات (بيروت) hechmirawia@

في خطوة تدل على بدء تدحرج لبنان نحو المجهول بفعل الانهيار الاقتصادي، أغلق فندق «البريستول» في بيروت اليوم (السبت)، أبوابه بعد نحو سبعة عقود من افتتاحه.

وعزا مدير الفندق اللبناني الفرنسي جوزف كوبات، أسباب الإغلاق إلى انخفاض معدل الإشغال إلى مستوى وصفه بـ«المتدني جدا». وقال: منذ شهر أكتوبر ومع تفشي كورونا حالياً، وعلى وقع المشكلات المالية التي نشهدها في لبنان، وبعد تريّث لستة أشهر، قررت الشركة المالكة إغلاق الفندق في انتظار أيام أفضل، وفي الوقت الراهن هذا الإغلاق دائم«، بعدما»بات الوضع الاقتصادي لا يُحتمل".

ووصف كوبات الذي يعمل في المجال الفندقي منذ 40 عاما، الوضع الراهن بـ«الكارثي»، مؤكدا أنه لم يشهد له مثيلا من قبل في لبنان مع غياب تام للزبائن، مناشداً المسؤولين «التفكير بخطة إنقاذ».

من جهتها، قالت المديرة المساعدة التنفيذية في الفندق باسكال سلوان لوكالة «فرانس برس»، إنه إغلاق كامل لأسطورة «البريستول»، مؤكدة أن مستحقات الموظفين ستُدفع الأسبوع القادم.

وعلّقت فنادق فخمة عدة عملها أخيرا في لبنان مع تراجع نسبة الإشغال إلى الصفر، نتيجة تراجع الحركة السياحية منذ نهاية الصيف، على وقع انهيار اقتصادي غير مسبوق، ومن ثم إقفال مطار بيروت قبل شهر في إطار خطة تعبئة عامة أعلنتها الحكومة لمواجهة فايروس كورونا.

وأشعل قرار إغلاق البريستول مواقع التواصل الاجتماعي بين ساخطين على السلطة وآخرين متوعدين بالانتقام لما آلت اليه الأمور، فيما اكتفى البعض بكلمات رثاء من ابرزها: «بريستول.. زهور الفنادق اللبنانية، معبد فن الطبخ اللبناني الذي ذهب إلى المدرسة في جميع أنحاء العالم... المكان العالي لحياة بيروت منذ الأربعينات سيغلق أبوابه.. قصة كاملة تختفي».

يذكر أن البريستول الذي تأسّس عام 1951، كان شاهداً على حقبات عدّة من تاريخ لبنان، واستضاف شخصيات سياسية ونجوماً من أنحاء العالم في سنوات الازدهار التي عرفها لبنان قبل الحرب الأهلية (1975-1990)، وبقيت أبوابه مفتوحة خلال الحرب، وبعدها خلال سنوات الألفين التي شهدت اغتيالات وأزمات متتالية وحربا مع إسرائيل، حين كان يستضيف صحفيين أجانب.