كتاب ومقالات

سلامتنا غايتهم

شغب

هيلة المشوح

تستنفر أجهزة ومؤسسات الدولة في المملكة العربية السعودية كامل طاقاتها بجميع طواقمها البشرية في مواجهة جائحة كورونا، مما شكل كتلة صلبة من عدة جهات حكومية سطعت جهودها في هذه الأزمة وكانت مدعاة للفخر والتفاخر كوزارة الصحة والتجارة والقطاعات العسكرية بلا استثناء.

برزت جهود المديرية العامة للدفاع المدني خلال فترة الحجر المنزلي بإطلاق حملة تثقيفية توعوية وطنية كبرى تحت شعار (#سلامتك_بمنزلك_غايتنا) تهدف إلى نشر الوعي بوسائل السلامة في المنزل؛ كونه الملاذ الآمن حالياً وخلال أزمة كورونا العالمية وقت شاركت في هذه الحملة جميع الفروع على مستوى المملكة، ووزعت مطبوعات ومنشورات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لتحفيز المجتمع على الاستعدادات القصوى في حالة نشوب الحريق -لا قدر الله- والوسائل التي تفضي إلى منع ذلك كصيانة مقابس الكهرباء والموصلات الكهربائية، وأنابيب الغاز وتمديداته وسلامة مفاتيحه، هذا بالإضافة إلى تزويد حساب الدفاع المدني في وسائل التواصل بمواد حية وفيديوهات توعوية وبلغات متعددة بطرق التعامل مع الحالات الطارئة في المنزل والتأكيد على وجود طفاية الحريق التي هي بمثابة الضرورة القصوى في كل بيت والتعرف على طريقة استخدامها والمكان الذي يجب أن تكون فيه.

في الحقيقة أن الأمر الذي يجب أن ننتبه له جميعاً، ويجب أن نبادر في الإعداد له منذ اللحظة في كل بيت هو (خطة الإخلاء)، ما يعني أنه يجب أن يتفق أفراد الأسرة على خطة معينة في حال نشوب الحريق، فتوزع المهمات ويوكل لكل فرد مهمة أو أكثر مما يختصر الوقت ويوفر الكثير من الجهد على رب الأسرة ويعزز روح المشاركة والمسؤولية لدى كل فرد مع تكرار التذكير بالخطة أو كتابتها بطريقة واضحة (انفوجرافيك مثلاً) ليصبح كل فرد في العائلة يعي دوره تماماً إما إغلاق القابس الرئيسي للكهرباء أو إغلاق الغاز أو إخراج الأطفال من المنزل وهكذا.

حفظ الله هذا الوطن العظيم، بقيادته العظيمة وأجهزته التي ضربت أسمى صور الوطنية والمسؤولية خلال هذه الأزمة على رأسها المديرية العامة للدفاع المدني التي دائماً على أهبة الاستعداد ليس في الحرائق فحسب بل عند كل طارئ يتعلق بالمنزل، فكل ما علينا الآن التواجد في منازلنا في أمان واستقرار مطمئنين أن سلامتنا في منازلنا «غايتهم ومسؤوليتهم».

* كاتبة سعودية‏

hailahabdulah20@