العلاج بالذكريات
تلميح وتصريح
الأربعاء / 29 / شعبان / 1441 هـ الأربعاء 22 أبريل 2020 00:44
حمود أبو طالب
أمر لافت للتأمل عندما يحتفي الناس بقناة «ذكريات» التي بدأ بثها مؤخراً، والتي لا أعرف إذا كانت فكرتها موجودة مسبقاً ولم يتحقق لها التنفيذ، أم أنها وليدة الظرف الراهن، وعلى أي حال فقد أثبتت الفكرة أنها مطلوبة بدليل إشادة الكثير بها منذ بدايتها، وكثافة متابعتها والثناء على الذين فكروا فيها ونفذوها.
منذ وقت طويل ونحن لا نشاهد في القنوات سوى أخبار الحروب والأزمات والكوارث الإنسانية والخلافات والدمار والدماء وعذابات البشرية. تقدمت العلوم وتطورت التقنية ودخلنا عصر الثورة الصناعية الرابعة، لكن البشرية تعاني الأزمات والصدمات والفجائع التي أصبحت أخبارها الزاد الدائم لوسائل الإعلام. هكذا هو الحال منذ وقت طويل، يتطور العالم علمياً ويتراجع إنسانياً، ازداد الناس كآبة وقلقاً، ثم أتت هذه الجائحة الجديدة غير المتوقعة لتصيب البشر بالصدمة، وتجعلهم يغرقون في دوامة عاتية تكاد تفقدهم ما بقي من توازنهم.
ربما لهذا السبب لم يعد للناس عزاء غير الذكريات باستحضار الماضي، ذلك الزمن المتسم بالبساطة والطمأنينة والمعادلات الواضحة والحسابات المفهومة. يريدون الانعتاق من حاضرهم المتخم بالعبث في كل شيء، إغلاق مسرح اللامعقول جزئياً، الحنين الى أيام أدركوا الآن أنها الأجمل والأكثر وداعةً وتصالحاً معهم، وهكذا هو الإنسان عندما يضيق ذرعاً بالحاضر ينسحب تلقائياً إلى الماضي لأن المفاضلة تصبح لصالحه مع عتمة الحاضر والقلق من المستقبل المجهول. الذكريات أحياناً تصبح علاجاً من أوجاع الحاضر.
وبغض النظر عن هذا الواقع الذي نعيشه، فقد أعادتنا قناة الذكريات إلى المجتمع السعودي الطبيعي الفطري الذي لم يكن يعاني من الفصام الذي داهمه لاحقاً وأحكم عليه أقفال التشدد والانغلاق والتقوقع داخل إطار ضيق خانق من الحصار الاجتماعي والفكري والثقافي بسبب أيديولوجيا عاتية السطوة كادت تودي به إلى المهالك، لولا أن الدولة تنبهت إلى خطورة الأمر وكارثية استمراره فقررت بحزم وعزم إعادة المجتمع إلى طبيعته الإنسانية الفطرية السليمة لكي يعيش ويتعايش ويتقدم ويتطور خالياً من تأثير العاهات التي اجتاحته.
habutalib@hotmail.com
منذ وقت طويل ونحن لا نشاهد في القنوات سوى أخبار الحروب والأزمات والكوارث الإنسانية والخلافات والدمار والدماء وعذابات البشرية. تقدمت العلوم وتطورت التقنية ودخلنا عصر الثورة الصناعية الرابعة، لكن البشرية تعاني الأزمات والصدمات والفجائع التي أصبحت أخبارها الزاد الدائم لوسائل الإعلام. هكذا هو الحال منذ وقت طويل، يتطور العالم علمياً ويتراجع إنسانياً، ازداد الناس كآبة وقلقاً، ثم أتت هذه الجائحة الجديدة غير المتوقعة لتصيب البشر بالصدمة، وتجعلهم يغرقون في دوامة عاتية تكاد تفقدهم ما بقي من توازنهم.
ربما لهذا السبب لم يعد للناس عزاء غير الذكريات باستحضار الماضي، ذلك الزمن المتسم بالبساطة والطمأنينة والمعادلات الواضحة والحسابات المفهومة. يريدون الانعتاق من حاضرهم المتخم بالعبث في كل شيء، إغلاق مسرح اللامعقول جزئياً، الحنين الى أيام أدركوا الآن أنها الأجمل والأكثر وداعةً وتصالحاً معهم، وهكذا هو الإنسان عندما يضيق ذرعاً بالحاضر ينسحب تلقائياً إلى الماضي لأن المفاضلة تصبح لصالحه مع عتمة الحاضر والقلق من المستقبل المجهول. الذكريات أحياناً تصبح علاجاً من أوجاع الحاضر.
وبغض النظر عن هذا الواقع الذي نعيشه، فقد أعادتنا قناة الذكريات إلى المجتمع السعودي الطبيعي الفطري الذي لم يكن يعاني من الفصام الذي داهمه لاحقاً وأحكم عليه أقفال التشدد والانغلاق والتقوقع داخل إطار ضيق خانق من الحصار الاجتماعي والفكري والثقافي بسبب أيديولوجيا عاتية السطوة كادت تودي به إلى المهالك، لولا أن الدولة تنبهت إلى خطورة الأمر وكارثية استمراره فقررت بحزم وعزم إعادة المجتمع إلى طبيعته الإنسانية الفطرية السليمة لكي يعيش ويتعايش ويتقدم ويتطور خالياً من تأثير العاهات التي اجتاحته.
habutalib@hotmail.com